تنطلق في نهاية الشهر الجاري أعمال المؤتمر الدولي لمناهضة التطبيع، ينظمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، بمشاركة 100 مؤسسة ومنظمة من جميع أنحاء العالم.
ووفقاً للمتحدث باسم المؤتمر الدكتور أحمد سكينة، فإنّ المؤتمر يشكل البوتقة التي تنصهر وتتكامل فيها الجهود الفلسطينية والعربية والدولية، شخصيات ومؤسسات، من أجل تشكيل جبهة متناسقة تواجه موجة التطبيع الممتدة التي نشهدها مؤخرا، والتي تتقدمها هرولة عربية ملحوظة رضوخا للمخططات الصهيو-أمريكية.
وقال سكينة في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ المؤتمر سيبحث عميقا في حالة التطبيع العربي الأخيرة، والتي تأتي تماهياً بين الاستراتيجية الصهيونية والهرولة العربية برعاية وتسويق أمريكي، حيث يشارك فيه طيف واسع من الشخصيات الرسمية والمؤسسات والمنظمات والأطر الفلسطينية والعربية والدولية، والتي يتوزع عملها على قارات العالم أجمع، تتعدى 100 مؤسسة عربية ودولية وشخصيات رسمية عربية وعالمية.
ودعا المتحدث باسم المؤتمر الدولي لمناهضة التطبيع، المؤسسات كافة لتضافر الجهود من أجل تكوين سد منيع في مواجهة موجة التطبيع الممتدة وأدواتها، وقال: “لعل المؤتمر الدولي لمناهضة التطبيع الذي نتطلع لانعقاده بعد أسابيع قليلة، يشكل خطوة مهمة وجوهرية في هذا المجال”.
وفيما يلي نص الحوار:
– ما هي طبيعة المؤتمر وموعد انطلاقه الرسمي؟ ومن هي الجهة المشرفة عليه؟
يعدّ المؤتمر الدولي لمناهضة التطبيع هو المؤتمر الأول في عنوانه الذي يستعد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج لتنظيمه أواخر الشهر الجاري، وعلى وجه التحديد في الفترة الممتدة بين 27 شباط/فبراير ولغاية 3 آذار/مارس 2021، ويشكل البوتقة التي تنصهر وتتكامل فيها الجهود الفلسطينية والعربية والدولية، شخصيات ومؤسسات من أجل تشكيل جبهة متناسقة تواجه موجة التطبيع الممتدة التي نشهدها مؤخرا، والتي تتقدمها هرولة عربية ملحوظة رضوخا للمخططات الصهيو-أمريكية استكمالا لسلسلة مؤامرات متتالية ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية والقفز على كامل حقوق الشعب الفلسطيني.
– ما هي أبرز فعاليات المؤتمر؟
يشهد المؤتمر على امتداد أيام انعقاده، وفي الفترة التي تسبقه سلسلة من الفعاليات والندوات والورش التي تؤكد ابتداء الرفض المطلق لأشكال التطبيع كافة مع هذا الكيان الغاصب، الذي يمارس في كل يوم كل أشكال التمييز العنصري تجاه الشعب الفلسطيني، كما يبحث المؤتمر عميقا في حالة التطبيع العربي الأخيرة والتي تأتي تماهياً بين الاستراتيجية الصهيونية والهرولة العربية برعاية وتسويق أمريكي.
من ناحية أخرى يسلط المؤتمر الضوء على الجبهة الأوسع في هذا الصراع، والمتمثلة بنبض العالم الحر، والنبض العربي الصادق والوفي للقضية الفلسطينية، هذا النبض الذي كان وما يزال يحمل هم القضية الفلسطينية كونها قضية مركزية، ويرفض كل أشكال الالتفاف على حقوق شعبها.
كما يتناول المؤتمر بمنهجية، قراءة واستشرافا للحصيلة الكارثية التي ستحملها الجهود المطبعة مع الاحتلال، وذلك على الدول نفسها قبل القضية الفلسطينية، كيف لا والتاريخ يشهد أن هذا الكيان منذ نشأته لم يحمل خيرا للمنطقة ككل، وأن المراهنة على العلاقة معه لا يمكن إلا أن تكون خاسرة.
هذا ويطلق المؤتمرون العنان بحثا ونقاشا وصولا إلى وضع برامج واستراتيجيات وخطط عمل لمواجهة التطبيع على كل المستويات وبالأدوات كافة، فلسطينيا وعربيا ودوليا، حيث سيسخر المؤتمر بعدها كل الجهود من أجل المضي قدما في تنفيذها.
– من هي الدول والمؤسسات المشاركة؟
يشارك مع المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في تنظيم هذا المؤتمر طيف واسع من الشخصيات الرسمية والمؤسسات والمنظمات والأطر الفلسطينية والعربية والدولية، والتي يتوزع عملها على قارات العالم أجمع، ونحن نتكلم هنا عن أكثر من 100 مؤسسة عربية ودولية، وعن شخصيات رسمية عربية وعالمية.
وهذا ما يحمل بحد ذاته رسالة عن حالة الرفض الجامع الذي يؤكده الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة، ويؤكده معه الشعب العربي ومؤسساته، ومعهما أحرار العالم الذين يؤمنون أنه من العار التعامل الطبيعي مع كيان يمارس كل أشكال العنصرية، ونحن نعيش في مطلع القرن الحادي والعشرين.
من ناحية أخرى، فإن هذه الفسيفساء التي تحملها لوحة الحضور والشراكة في المؤتمر، تعد عاملا مهما وكفيلا في إيصال الرواية الفلسطينية وموقف شعبها الحق من التطبيع إلى شعوب ودول العالم كافة.
– هل هناك فعاليات متزامنة ؟ وما هي؟
نعم صحيح، كما ذكرت سابقا فإن المرحلة التمهيدية للمؤتمر قد انطلقت بالفعل، وهناك سلسلة من الندوات المتتالية والمتفرقة التي انعقدت وستنعقد وصولا إلى تاريخ المؤتمر، فقد شهد الأسبوعان الماضيان انعقاد ندوتين؛ إحداهما عن فن الكاريكاتير المقاوم ودوره في مقاومة التطبيع بحضور مجموعة من الرسامين الكاريكاتيريين والفنانين المعروفين، تلاها ندوة حول الرهان الخاسر على التطبيع بحضور شخصيات أكاديمية، كما ستشهد الأسابيع القادمة وصولا إلى انطلاق المؤتمر مجموعة أخرى من الندوات حول موقف الشباب العربي من التطبيع، وكذا اللاجئين وموقفهم من التطبيع، وندوة أخرى تتناول التطبيع ببعده القانوني.
طبعا في ذات السياق هناك حراك كبير تمارسه مؤسسات وأطياف شعبنا والشعوب العربية كافة في نفس العنوان، وهو ما يعيد التأكيد على حالة الغضب العارم منذ اللحظات الأولى الذي أحدثته الخطوات الهزيلة والمعيبة التي أقدمت عليها الدول والحكومات المطبعة
– ما هو المطلوب رسميًّا وشعبيًّا لمقاومة التطبيع؟
مطلوب بالدرجة الأولى من جميع الدول وخصوصا منها الدول العربية، أن تعود إلى جادة الصواب، وأن تعود إلى ميزان العدل الحر، وأن تعود إلى ميزان الأخلاق والقيم، وذلك عبر طي ما أقدمت عليه من خطوات تطبيعية، وهي بذلك تعود إلى الركن الأشد والأصح لها، وأقصد به ركن الضمير الحي والموقف الشريف الذي تحمله شعوبها، لأنها بالمضي قدما في خطواتها التطبيعية تزيد الشرخ بينها وبين شعبها من جهة، وهي في ذات الوقت تقر لهذا الكيان بجملة الخروقات والجرائم التي يمارسها يوميا، والتي تتنافى مع كل الشرائع والقوانين الدولية، كما أنها تكسر الحاجز، وتفتح الباب على مصراعيه من أجل خطوات مماثلة من دول أخرى عربية أو غربية.
أيضا مطلوب من المؤسسات كافة أن تتضافر جهودها وتتكامل من أجل تكوين سد منيع في مواجهة موجة التطبيع الممتدة وأدواتها، ولعل المؤتمر الدولي لمناهضة التطبيع الذي نتطلع لانعقاده بعد أسابيع قليلة، يشكل خطوة مهمة وجوهرية في هذا المجال.
أما شعبيا، فالمطلوب من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وأحرار العالم أن تبقى ثابتة على موقفها الرافض للتطبيع، ولا يهتز لها طرف من هذه الخطوات؛ لأن مصيرها الفشل، كما أنه مطلوب من كل هذه الشعوب ومؤسساتها أن تعمل من أجل توسيع الإطار الشعبي الرافض للتطبيع، وصولا إلى حالة ضغط حقيقي على حكومات الدول المطبعة من أجل ثنيها عن الاستمرار في هذا النهج الذي يحمل كل الضرر للمصالح الفلسطينية والعربية وللسلم العالمي.