“أنقذوا حي الشيخ جراح” .. حملة إلكترونية ضد عمليات الهدم الإسرائيلية

مع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي، سياسة التهجير القسري الممنهج في القدس المحتلة، ضمن مخططاته الاستيطانية ومشاريعه التوسعية لتهويد القدس المحتلة، قررت محكمة الاحتلال، رفض استئناف ثلاث عائلات من حي الشيخ جراح، ضد قرار المحكمة بإخلاء منازلهم.

وأمهلت المحكمة، عائلات حماد وداوودي والدجاني، حتى شهر آب/أغسطس المقبل لإخلاء منازلها.

حملوا الأردن المسؤولية

وحمل أهالي الشيخ جراح، الحكومة الأردنية المسؤولية عما يجري لهم، إذ يؤكد عدد من أهالي الشيخ جراح في حديثهم لـ “قدس برس” أن “الحكومة الأردنية لم تلتزم في بنود الاتفاقية الموقعة معهم في العام 1952، إبان سيطرتها على مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة، ولم تنقل ملكية البيوت للعائلات، وبعد سنوات حدثت حرب حزيران “النكسة” عام 1967، وسيطر الاحتلال على مدينة القدس”.

الناشطة منى عودة من أهالي الشيخ جراح، قالت لـ “قدس برس” إن “جهات استيطانية إسرائيلية ادعت أنها تملك عدد من البيوت والأراضي في حي الشيخ جراح، واستطاعت هذه الجمعيات الحصول على تسجيل الأرض في طابو الاحتلال”.

موضحةً أنه “في عام 2004 باعت الجمعيات الاستيطانية حقوقهم في الملكية بأرض الشيخ جراح إلى شركة “نحلات شمعون” وهي شركة استيطانية، والتي باشرت برفع قضايا جديدة ضد العائلات الفلسطينية”.

وأضافت: “بالفعل بدأت هذه الجمعيات الاستيطانية برفع قضايا على العائلات المقدسية لإخلاءها من ساكنيها، وادعت أن العائلات الفلسطينية احتلت الأرض، وسكنتها وأصبحت تطالب باخلائها”، مشيرةً إلى أن “الحكومة الأردنية لم تلتزم في بنود الاتفاقية، ولم تنقل ملكية البيوت للعائلات الفلسطينية، وحدث بعد ذلك ما حدث”.

بداية القصة

وبدأت قصة حي الشيخ جراح في العام 1952، إبان الحكم الأردني للقدس، والضفة الغربية، عندما كانت بعض العائلات الفلسطينية التي هجرت عام 1948 من حيفا ويافا دون مأوى، فاستعدت الأردن بتقديم قطعة أرض لهم في حي الشيخ جراح، وباشرت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين ببناء المساكن لهذه العائلات، وتم توقيع اتفاقية بين وزارة الإنشاء في الحكومة الأردنية والعائلات الفلسطينية، على أن تقوم الأردن بعد ثلاث سنوات، بتفويض وتسجيل هذه البيوت بأسماء ساكنيها، كما تقوم العائلات بدفع رسوم رمزية مقابل ذلك.

واستمرت 28 عائلة فلسطينية بالعيش في الحي، من خلال صفقة بأن “تسكن هذه العائلات البيوت مقابل تنازلهم عن كرت المؤمن الذي قدمته وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين بعد النكبة”.

حملة إلكترونية شبابية

وانطلقت حملة إلكترونية، أمس الإثنين، دعا إليها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان “أنقذوا حي الشيخ جراح”، حيث بدأ عدد من الفلسطينيين بالتغريد تحت هذا الوسم، في إطار التحضير الأولي للحملة الشعبية، من خلال التأكيد على حق الفلسطينيين في بيوتهم ومنازلهم التي يريد الاحتلال تسويتها بالأرض، ضمن خطط الاستيطان الرامية لإفراغ مدينة القدس المحتلة من سكانها الأصليين.

“الخارجية” الأردنية تنفي

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الأردنية، إنها تعاونت مع دولة فلسطين منذ زمن طويل، وما زالت تقدم كل عون مستطاع في متابعة قضية حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وقالت في بيان لها بأن “الأردن قدم الوثائق الخاصة بعدد من العائلات، وأنه جار العمل على تأمين وثائق أخرى”، مع إشارتها إلى أنه “ليس من السهل توفيرها لأنها تعود لحقبة سابقة من الزمن، ما يضطر الجهات الرسمية الأردنية لبذل جهود كبيرة لإيجادها وتوفيرها لنا، بما يساعد صمود العائلات الفلسطينية في الشيخ جراح”.

Exit mobile version