أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، الأربعاء، أن الدمار في قطاع غزة جراء حرب الإبادة الإسرائيلية “غير مسبوق”، وأن تفكيك الأونروا أصبح من أهداف الحرب.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب “إبادة جماعية” على غزة أسفرت عن أكثر من 141 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وقال لازاريني، خلال مؤتمر صحفي في برلين، إن “هناك مشاعر متزايدة بأن القانون الدولي يتم تطبيقه بشكل انتقائي، خاصة مع ما يحدث في غزة”.
وأضاف أن “ما بين 60 و70 بالمئة من البنى التحتية في قطاع غزة دُمرت”، و”الوضع في غزة مروع لعاملي الإغاثة المحترفين، وحجم الدمار غير مسبوق”.
وأفاد بأن “معظم سكان قطاع غزة تكتظ بهم منطقة لا تتجاوز 10 بالمئة من مساحة القطاع كاملا”.
وتابع أن “هناك اشتباكات في الشمال، ويوجد نحو 400 ألف شخص عالقون طُلب منهم الانتقال إلى الجنوب، لكنهم لا يزالون في الشمال، والوصول إلى هؤلاء أصبح معقدا جدا”.
ومنذ 12 يوما تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا دمويا لشمال قطاع غزة، وتسعى لتهجير سكانه جنوبا، ويؤكد الفلسطينيون أنها تعمل على احتلال الشمال وفصله عن الجنوب.
لازاريني أكد أن الفلسطينيين في غزة “يعانون ويكافحون للبقاء على قيد الحياة ويواجهون الأمراض والأوبئة والجوع.. الناس يتنقلون بشكل دائم حسب العمليات العسكرية، وهذا دليل على أنه حتى الآن ليس هناك مكان آمن”.
وأردف أن “إسرائيل لا تسمح لوسائل الإعلام العالمية بالذهاب إلى غزة، المعلومات التي ترد من هناك محدودة.. وما يصلنا يكون من صحفيين محليين أو وكالات ومنظمات تعمل في القطاع”.
وبشأن الضفة الغربية المحتلة، قال لازاريني إنها تشهد “حربا صامتة منذ 7 أكتوبر 2023، أسفرت عن مقتل أكثر من 700 شخص .. ولولا ما يحدث في غزة لتصدرت الضفة العناوين”.
وبموازاة حرب الإبادة على غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 756 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و250 واعتقال أكثر من 11 ألفا و200، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
مصير الأونروا
لازاريني هاجم إسرائيل بقوله إن “تفكيك الأونروا أصبح هدفا من أهداف الحرب.. ومشرعون إسرائيليون يعملون على إصدار قوانين لتفكيك الوكالة، ولا سيما في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وزعمت إسرائيل أن موظفين في الوكالة شاركوا في هجوم حماس على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة في 7 أكتوبر 2023، ردا “على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.
وقال لازاريني: “أجرينا تحقيقا مع 19 موظفا بشأن علاقتهم بحماس، وأظهرت النتائج أن الأدلة غير كافية وغير موثقة”.
وأردف: “200 من موظفينا قُتلوا في غزة، وتضررت بنانا التحتية بشكل كبير، ورغم لجوء أناس كُثر إلى مرافقنا للحصول على الحماية، لكنهم لم ينالوها”.
ومشيرا إلى الولايات المتحدة، أفاد لازاريني بأن “جميع الدول استأنفت مساهماتها المالية لدعم الوكالة (بعد توقف إثر مزاعم إسرائيل)، باستثناء دولة واحدة”.
وحذر من أنه “إذا تم التخلص من الوكالة (الأونروا) فإن ذلك سيضعف أكثر فأكثر الأدوات المتاحة للنظام العالمي”.
ولفت المفوض العام للأونروا إلى أن “وكالات أممية أخرى تم استهدافها مثلنا، بينها اليونيفيل في لبنان”.
وخلال الأيام الماضية، استهدف الجيش الإسرائيلي مقار وعناصر من قوة الأمم المتحدة المؤقتة بجنوب لبنان “يونيفيل” أكثر من مرة، ما أثار انتقادات حادة لتل أبيب.
الضفة ولبنان
ومن الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفق لازاريني، “توسعت رقعة الصراع إلى لبنان وبيروت، ويحبس اللبنانيون أنفاسهم ويتساءلون: هل تتحول بيروت ولبنان إلى غزة جديدة؟”.
وتابع: “بعد أسبوعين (من الحرب الإسرائيلية) يوجد نحو 1.2 مليون نازح.. وعدد القتلى أكبر من حرب 2006”.
وزاد أن “السكان يرون أنه ما من مكان أمن في لبنان، فأي قرية يمكن أن تصبح هدفا.. وقد فتحنا مركز إيواء أمام النازحين اللبنانيين والسوريين”.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها “حزب الله”، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن مقتل ألفين و350 شخصا، وإصابة 10 آلاف و906، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وجرى تسجيل غالبية الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية حتى مساء الثلاثاء.