إدانات دولية واسعة للعدوان الإسرائيلي في القدس ودعوات لخفض التصعيد

أدانت دول ومنظمات حقوقية، العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في القدس؛ فيما دعا الاتحاد الأوروبي، اليوم السبت، إلى التحرك “بشكل عاجل لخفض التوتر في القدس”، بعد الاعتداءات العنيفة لقوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين والتصعيد في المدينة المحتلة.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، في بيان صدر عنه، “العنف والتحريض غير مقبولين ويجب محاسبة الجناة من جميع الأطراف”، مضيفا أن “الاتحاد الأوروبي يدعو السلطات إلى التحرك بشكل عاجل لخفض التوتر الحالي في القدس”.

وقال المتحدث: “يجب على القادة السياسيين والدينيين وفي المجتمع من جميع الأطياف التحلي بضبط النفس والمسؤولية والقيام بكل ما هو ممكن لتهدئة هذا الوضع المتفجر”.

من جهة أخرى، قال الاتحاد الأوروبي إن طرد العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح ومناطق أخرى في القدس الشرقية “مقلق للغاية”.

وحذر المتحدث من أن “هذه الأعمال غير قانونية بموجب القانون الإنساني الدولي ولا تؤدي إلا إلى تأجيج التوتر على الأرض”.

الأمم المتحدة

من جانبها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها “البالغ من تصاعد التوترات والعنف في القدس ومحيطها”، في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وأحياء فلسطينية بالمدينة.

جاء ذلك في تغريدة للمنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، نشرها السبت، على حسابه بموقع “تويتر”. وقال وينسلاند: “أدعو الجميع إلى التصرف بمسؤولية والحفاظ على الهدوء”.

وأضاف “يجب على الجميع احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة في مدينة القدس القديمة من أجل السلام والاستقرار”. ودعا المنسق الأممي “القادة السياسيين والدينيين إلى التدخل الفوري”، دون مزيد من التفاصيل.

إدانات عربية

وأدانت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، الاعتداءات الإسرائيلية في القدس، مؤكدة ضرورة “وقف أي ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى “، ورافضة “مساعي تهجير عائلات فلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية”.

فيما أكدت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان أن اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، انتهاك صارخ وسافر وتصرف همجي مدان ومرفوض”، مطالبة بخروج تلك القوات من الحرم فورا”

أما وزارة الخارجية القطرية فوصفت، في بيان، الاعتداء على المصلين داخل المسجد الأقصى بـ”الوحشي”، مؤكدة أنه يعد “استفزازا لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية”.

وأعلنت السعودية، السبت، رفضها خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح في القدس المهدّدة بالتهجير القسري لصالح المستوطنين.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، رفض المملكة “لما صدر بخصوص خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها”.

وشدد البيان على تنديد الرياض “بأي إجراءات أحادية الجانب، ولأي انتهاكات لقرارات الشرعية الدولية، ولكل ما قد يقوض فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.

بينما اعتبر مستشار الرئيس اليمني، عيد الملك المخلافي، في تغريدة له الصمت العربي “سبب فيما يجري من اعتداءات ضد المصلين في المسجد الأقصى”، متسائلا “أين الضمير العربي والإسلامي والإنساني”.

إيران

كما أدنت إيران، السبت، “الأعمال الوحشية” الإسرائيلية في القدس، داعية الأمم المتحدة إلى التحرك في مواجهة “جريمة حرب” ترتكبها إسرائيل، بعد سقوط أكثر من 205 جرحى خلال الاعتداءات الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى وحي الشيخ جرّاح وساحة باب العامود.

وفي بيان ردا على “الأعمال الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني”، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، سعيد خطيب زادة، إن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين بشدة هجوم العسكريين الصهاينة على المسجد الأقصى”.

وقال إن هذه الأعمال “جريمة حرب تثبت مرة أخرى للعالم الطبيعة الإجرامية للكيان الصهيوني غير الشرعي وضرورة التحرك الدولي العاجل لوقف انتهاك أبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني”.

وأضاف أن “الجمهورية الإسلامية إذ تدين هذه الجريمة النكراء بحق الانسانية (…) تدعو الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى ذات الصلة إلى أداء واجبها للتصدي لجريمة الحرب هذه”.

موريتانيا

ودعت موريتانيا، السبت، المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف مسلسل التهجير والاستيطان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

وقالت الخارجية الموريتانية في بيان صدر عنها، إنها تابعت “باستياء كبير تنامي العنف في مدينة القدس الشرقية وإجراءات التهجير القسري لسكانها لصالح التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في تحدٍ صارخ للقانون الدولي وللقرارات الأممية”.

وعبرت الخارجية عن إدانتها لما يجري في القدس، داعية المجموعة الدولية للتدخل العاجل “لوقف مسلسل التهجير والاستيطان في الأرض المحتلة، ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني”.

وأكد البيان على “ضرورة (إقامة) دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 من حزيران/ يونيو 1967 طبقا لمقتضيات النظم والقوانين الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة وخطة السلام العربية”.

شيخ الأزهر يعلق

من جانبه، أكد “شيخ الأزهر” أحمد الطيب، أن الأزهر، علماءً وطلابًا، “يتضامن كليًا مع الشعب الفلسطيني المظلوم في وجه استبداد الكيان الصهيوني” وذلك في منشور شاركه على حسابه الرسمي في موقع “فيسبوك”، فجر السبت.

وقال الطيب، إن قوات الاحتلال “انتهكت حرمات الله بالاعتداء السافر على المصلين الآمنين”، كما اعتدت بالسلاح على التظاهرات السلمية في حي الشيخ جراح، واصفًا ذلك بأنه “إرهابٌ صهيونيٌ غاضم في ظل صمت عالمي مخزٍ”.

وأضاف، “ندعو الله أن يحفظهم بحفظه (أهل القدس) وينصرهم بنصره فهم أصحاب الحق والأرض والقضية العادلة”.

وكانت تركيا، قد أدانت، على لسان مسؤوليها، العدوان الإسرائيلي، بينما أعربت الولايات المتحدة عن “قلقها من تصاعد التوتر”.

وشهدت باحات المسجد الأقصى ومصلياتها، الليلة الماضي، اعتداءات إسرائيلية متواصلة على المصلين، بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت؛ كما اعتدت الشرطة الإسرائيلية على الفلسطينيين في منطقة باب العامود وحي الشيخ جراح.

وأسفرت الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين في الأقصى وفي الشيخ جراح وباب العامود عن إصابة 205، وكانت “معظم الإصابات في الوجه والعين والصدر بالرصاص المطاطي”، بحسب جمعية “الهلال الأحمر” الفلسطينية.

واعتقلت قوات الاحتلال، خلال مواجهات الليلة الماضية، 20 شخصا على الأقل، من بينهم 6 خلال قمع المتظاهرين والمعتصمين نصرة لأهالي حي الشيخ جرّاح المهددين بالتهجير القسري لصالح المستوطنين.

Exit mobile version