أدانت دول عربية ومنظمات دولية، اليوم الأحد، في بيانات منفصلة، اقتحام مئات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى وتدنيسه، تزامنًا مع العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم الثالث تواليًا.
وحذرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، من أن هذه الاعتداءات المتواصلة على الشعب الفلسطيني ومقدساته، تمثل تصعيدًا خطيراً من شأنه أن يفاقم التوتر ويدفع باتجاه استمرار العنف وعدم الاستقرار.
وحمّلت المنظمة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن التداعيات المحتملة لهذه الانتهاكات الخطيرة الرامية لفرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.
بينما اعتبر البرلمان العربي اقتحام المستوطنين باحات المسجد الأقصى، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وانتهاك حرمته، خرقاً واضحًا للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس ومقدساتها.
وتابع في بيان له أن هذه الاستفزازات من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال، تتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ما سيقود إلى تصعيد خطير وموجات من العنف، يعرض الأمن والسلم في المنطقة والعالم للخطر.
من جانبه، ندد الأردن باستمرار الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى؛ “وآخرها السماح للمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست باقتحام المسجد وانتهاك حرمته وبحماية من شرطة الاحتلال”.
وحذر الأردن في تصريح للناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير هيثم أبو الفول، من تبعات استمرار هذه الانتهاكات، مطالبًا بوقفها فورًا.
وقال “أبو الفول”، إن اقتحام المسجد الأقصى، والممارسات الاستفزازية بحقه “عدوان مدان ومرفوض، وخرق فاضح للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها”.
وأكد أن الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات تمثل اتجاهًا خطيرًا، وتصرفًا عبثيًا غير مسؤول يفاقم التوتر ويدفع بالأوضاع إلى دوامة عنف مستمرة.
وأردف: “المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وإدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه”.
وحمل الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية، السلطات الإسرائيلية مسؤولية التصعيد الذي يجري اليوم، مطالبًا إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف الفوري عن جميع الاعتداءات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى، واحترام حرمته.
بدورها، شددت وزارة الخارجية القطرية، أن هذه الممارسات الاستفزازية هي جزء من محاولات مستمرة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، والدفع بالتقسيم الزماني للمسجد.
وحذرت من أن تزامن هذه الاستفزازات مع العدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة “سيقود إلى تصعيد خطير وموجات من العنف”.
ودعت المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه القدس ومقدساتها، وردع محاولات الاحتلال لتحويل الصراع إلى حرب دينية.
وجددت الخارجية القطرية التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وأن تكون عاصمتها القدس.
بدورها، استنكرت المملكة العربية السعودية الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات، مؤكدة أنها تفاقم التوتر وتدفع بالأوضاع إلى دوامة عنف مستمرة.
وطالبت المجتمع الدولي بضرورة قيامه بمسؤولياته لإنهاء تصعيد الاحتلال الإسرائيلي، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وبذل الجهود كافة لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، أمّنت شرطة الاحتلال والقوات المسلحة التابعة لها، الحماية الكاملة لأكثر من 2201 مستوطنًا خلال اقتحامهم باحات المسجد الأقصى على شكل مجموعات، في الفترتين الصباحية والمسائية من جهة “باب المغاربة”.
وقالت الأوقاف في القدس، إن 2201 مستوطنًا على 37 فوجًا اقتحموا “الأقصى” على رأسهم المتطرفان يهودا غليك وإيتمار بن غفير، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسًا تلمودية في باحاته.