افتتح الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، الخميس، مؤتمره الثاني عشر لرواد ورائدات بيت المقدس تحت شعار “رواد القدس يحملون سيفها”.
وويستمر المؤتمر حتى اليوم الرابع من كانون الأول/ ديسمبر الجاري في مدينة إسطنبول التركية، ويتزامن مع ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
و يشارك في المؤتمر أكثر من أربعمئة شخصية، من نحو 40 دولة، لمناقشة آخر مستجدات القضية الفلسطينية.
كلمة الافتتاح
من جهته، أشار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، زياد بو مخلة، في حديثه عن شعار المؤتمر “سيف القدس يرفعه رواده” إلى الحرب التي خاضتها غزة، ضد الاحتلال، من أجل الدفاع عن القدس ضد الانتهاكات المتواصلة.
وأوضح بومخلة، في كلمة الافتتاح، أن “عقدا من الزمن مضى على تأسيس الائتلاف، والذي بات مشاريع تخصصية، في المجالات كافة المتعلقة بالقدس والأقصى”، ولفت إلى وجود فرق على امتداد العالم، تعمل بشكل متواصل من كافة المجالات من أجل دعم القدس وفلسطين.
وأشار إلى أن “آمالا كبيرة تعقد على عقد المؤتمر هذا العام، من أجل دعم أكبر وأكثر تواصلا، في سبيل توحيد الأمة، وتحرير القدس وأرض فلسطين”.
كلمة المقاومة
في حين قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قال في كلمته، إن “المؤتمر ينعقد في ذكرى تأسيس الحركة، على طريق تحرير أرض فلسطين والمسجد الأقصى”، وأضاف أن هناك متغيرات في المنطقة، “لا يمكن لأحد أن يتجاهلها، في طريق تحرير القدس، ولنا قراءتنا في المتغيرات”.
وأوضح أن أول المتغيرات هو “معركة سيف القدس، التي شكلت تحولا مهما في مجرى الصراع مع العدو، وخلقت مناخات تتردد في كل المسارات، والمعركة التي خاضها الفلسطينيون من أرض فلسطين وفي اللجوء والشتات التهبت بصورة عسكرية في غزة”.
وتابع بأن “المعركة رفعت السيف، وحمت ظهور أهلنا في القدس والأقصى، وفرضت حظر التجوال على تل أبيب ووصلت الصواريخ إلى كل شبر في فلسطين”، ولفت إلى أن “سيف القدس الذي أشهر في الحرب الأخيرة، لن يغمد قبل تحرير كل فلسطين”.
أما المتغير الثاني بحسب هنية، “فهو الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، بعد 20 عاما من الاحتلال”.
وأضاف: “أمريكا دخلت المنطقة من بوابة أفغانستان، باحتلال عسكري همجي، لكنه انسحاب بمقاومة الأفغان، وهذا الانسحاب سيعقبه انسحابات وتراجعات وسيضعف الحلفاء وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني”، بحسب هنية.
وقال إن أمريكا “لم تعد شرطي العالم، ولم تعد القادرة على فرض جبروتها على العالم، والأمة يقظه حية”، ورأى أن المتغير الثالث هو المؤتمر الحالي، وقال إن “قوى المنطقة هندست الأوضاع لضرب الأفكار وتركيع الشعوب، لكن اليوم تعاد هندسة المنطقة بصورة أخرى، ونرى أن السباحة هي مع تيار القدس والأقصى وفلسطين، وتيار المقاومة، وليس العكس”.
واعتبر أن المؤتمر يأخذ الجميع، إلى “رسالة الشراكة والعمل من أجل القدس والمسجد الأقصى”، وأضاف: “اليوم نحن الذين نتحكم في إيقاع المنطقة، والمسارات الاستراتيجية، وفلسطين قضية الأمة وأحرار العالم”.
وشدد هنية على عدة أولويات للمنطقة، وقال: “القدس محور الصراع وعلينا رفع شأنها، وعلى مدار 100 عام فجرت الانتفاضات والثورات، وآخر الشهداء فادي أبو شخيدم على أسوار القدس”.
وتابع: “القدس في خطر حقيقي، وعلينا وضع رؤية وخطة متكاملة، ليس من أجل التصدي لمخططات العدو، بل من أجل تحرير القدس والأقصى”، وشدد على أهمية “دعم المقاومة”، مؤكدا أنها مستمرة “في امتلاك الوسائل والقدرات، وهي خيارنا الاستراتيجي وكانت وستبقى، مقاومة شعبية بكل الوسائل”.
ولفت إلى أن “استمرار دعم المقاومة، بهدف أن نضع على الطاولة ملف تشابك كل الجبهات لأجل القدس والقدس، ونحن بحاجة لبناء جبهة موحدة مع جبهات الأمة كلها، وآن الأوان لحسم الصراع التاريخي مع هذا العدو”.
وقال إن إسقاط التطبيع، من “أولوياتنا المقبلة، والذي أخذ صفة التحالفات العسكرية والأمنية مع بعض الحكومات العربية، والغريب أن البعض يجري وراء الكيان وليس العكس”، وأضاف: “التطبيع سيزيد الحكومات ضعفا ولن يزيد العدو قوة، لأن الشعوب العربية حية، وترفض أي تعامل مع الاحتلال”.
من جانبه قال خالد مشعل، رئيس حركة حماس في الخارج، إن “المطلوب اليوم، ترجمة اليقين بهزيمة الاحتلال، إلى عمل، لأن فشل العدو بتركيعنا مرتبط باستعادة القوة”.
وأضاف مشعل “في المؤتمر الثاني عشر، من عمر الائتلاف والشراكة مع قوى الأمة، نؤكد على ترجمة الإرادة بالتخلص من الاحتلال، إلى خطوات محددة عبر بذل حدود استطاعتنا الكاملة”.
وتابع: “ما بذله الفلسطينيون في السنوات الماضية، حشر إسرائيل في الزاوية، رغم أن هذا الكيان هزم جيوشا وأذل رؤساء لكنه محشور في الزاوية، بفعل المقاومة ومعركة سيف القدس”.
وقال مشعل: “ستكون أيام الكيان معدودة إذا بذلت كل الجهود، للتخلص من الاحتلال، والمطلوب إعداد كل المتطلبات الشعبية والعسكرية”.
وأكد على أهمية خوض المعركة مع الاحتلال على جبهات عدة، لأنه اعتاد خوض حروب مباغتة والتركيز على جبهة وترك الأخرى”.
وشدد على أهمية “عدم ترك غزة والأقصى وحدهم في المعركة، والمهم تشتيت العدو في عدة ساحات، وعلى الأمة توجيه طاقتها في ملاحقة إسرائيل أفريقيا، بالإضافة إلى جنوب شرق آسيا”، مضيفا “نريد استنزافه فيه هذه الجبهات وإفشال عمليات التطبيع ومؤامراته على الجميع”.
وقال مشعل: “اليوم هناك حملات لتجديد مشاريع كسر الحصار عن غزة، عبر البحر وكل الطرق وفي أقل من عام، يجب كسر الحصار عن غزة، وتستحق أن يكون عام 2022 عاما فاصلا في تاريخ القدس وفلسطين”.
همام سعيد
بدوره، قال رئيس الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، الدكتور همام سعيد: “إن القضية الفلسطينية ليست قضية تراب هنا أو هناك، بل قضية تتعلق بالقرآن والنبي، الذي أسري به من مكة إلى المسجد الأقصى”.
وقال سعيد في كلمته بافتتاح المؤتمر، إن المطلوب من المشاركين، “العودة إلى بلادهم وتوجيه النداء للجميع، بضرورة تحرير القدس والأقصى والأسرى”، وشدد على أن جيوش المنطقة، “تخلفت عن وظيفتها الأساسية، وتحولت إلى التجارة والزراعة، وهذه ليست المهمة التي وجدت لأجلها”.
وقال سعيد: “المطلوب هو أن تساعد الأمة جمعاء، أهل فلسطين، في وقوفهم بوجه الاحتلال، ولا يجوز أن يكون هناك جائع أو محتاج في فلسطين، ولا بد من تقديم كافة أنواع الدعم لهم”.
حسن توران
من جانبه، قال رئيس لجنة القدس في البرلمان التركي، حسن توران، إن فلسطين لم تر يوما هادئا، منذ انسحاب الدولة العثمانية قبل نحو 104 أعوام.
وأضاف توران: “قبل يومين، كنا باجتماع لأكثر من 100 برلماني في أنقرة، وكانت القضية الأساسية في نقاشاتنا، هي قضية فلسطين والقدس”.
وشدد على أن الموقف التركي، داعم للفلسطينيين، وحديث الرئيس التركي أن العالم أكبر من خمسة (الدول العظمى) كان إشارة واضحة، إلى أننا نتخلى عمن يتخلى عن قضية فلسطين”، وقال توران: “نحن في تركيا تدعو إلى عدم التطبيع مع الاحتلال، ولا الاعتراف به وخاصة الدول العربية”.
وأشار إلى أن “الحل لا ينتظر من الغرب، بل الحل بأيدينا، عبر إنهاء خلافاتنا الإسلامية أولا، ثم دعم القضية الفلسطينية بصورة موحدة، لأن كل قيم الإنسانية تقتل اليوم في فلسطين، ولا بد من مسح صفحة العار”.
وبحسب الائتلاف، فإن هدف المؤتمر هو “تأطير جهود المشاركين ونظم أدوات العمل التي يملكونها في خلق آليات تخدم واقع القدس وتسهم في الحفاظ على هويتها العربية والإسلامية”.
ويناقش الحضور آخر مستجدات القضية الفلسطينية، وعلى رأسها “دور المؤسسات العاملة لفلسطين وروادها، في دعم صمود الشعب الفلسطيني، بعد الانتصار التاريخي للمقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس الأخيرة”.
ويتخلل المؤتمر العديد من الفعاليات والأنشطة، من بينها لقاءات ومعارض وورش عمل وندوات وملتقيات إقليمية، بحسب المعدين.