إسماعيل هنية في حوار مع ديلي صباح: التقارب بين مصر وتركيا يخدم القضية الفلسطينية

قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، إن المقاومة الفلسطينية ترحب بأي تقارب بين أنقرة والقاهرة.

وفي حوار خاص مع ديلي صباح العربية، أمس الأربعاء، في إسطنبول، أكد هنية أن أي تقارب بين تركيا ومصر سيصب في مصلحة القضية الفلسطينية وسينعكس إيجابياً على الوضع في غزة بشكل خاص، كما سينعكس على كافة الملفات الهامة في المنطقة.

وقال هنية إن حماس تعبر دوما عن ارتياحها لأي تقارب في العلاقات بين أنقرة والقاهرة.

يشار إلى أن العلاقات بين تركيا ومصر مستمرة على مستوى القائم بالأعمال بشكل متبادل منذ عام 2013، وخلال هذه الفترة جرت لقاءات خاطفة بين وزيري خارجية البلدين في مناسبات مختلفة.

وخلال الأشهر الماضية، انطلقت إشارات إيجابية بشأن العلاقات بين البلدين، كان أبرزها تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، حول إمكانية تفاوض البلدين على ترسيم حدودهما البحرية في شرق المتوسط.

أعقب ذلك جولتا مباحثات استكشافية برئاسة نائبي وزيري الخارجية بالبلدين، عقد أحدهما بالقاهرة في شهر مايو/ أيار الماضي والآخر في أنقرة في سبتمبر/ أيلول الجاري.

رسالة المقاومة إلى الدول الإسلامية

وأشار هنية إلى أن القضية الفلسطينية هي قضية كل الشعوب العربية والإسلامية، وأن كافة الشعوب الإسلامية تدعم القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية، وقد اتضح هذا جليا في الحرب الأخيرة.

وانتقد هنية غياب الدعم من بعض حكومات الدول الإسلامية للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن إدارات بعض الدول الإسلامية تريد أن تضحي بالقضية الفلسطينية من أجل العلاقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي لأجل أن تقترب أكثر من واشنطن ظنا منها أن الطريق إلى البيت الأبيض يمر عبر “تل أبيب”.

وأكد هنية أن هذا اتجاه خاطئ لا يعبر عن ضمير شعوب المنطقة ولن تجني منه تلك الحكومات مكاسب كثيرة.

وأشاد بالدور التركي الداعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وبخاصة دور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الدفاع عن فلسطين والقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية.

وأضاف: “القضية الفلسطينية في قلب وعقل كل تركي وهي قضية إجماع بين كل المكونات في تركيا. لم تكتف تركيا بتقديم الدعم للقضية الفلسطينية سياسيا وإعلاميا وإنسانيا بل أيضا قدمت شهداء في سبيل كسر الحصار على غزة في أحداث “مافي مرمرة”. ومن خلالكم أقدم التحية للشهداء وأسرهم؛ فهم شهداء تركيا وشهداء فلسطين.”

قضية الأسرى

وبخصوص قضية الأسرى، قال هنية إن تحرير الأسرى الموجودين في سجون الاحتلال على رأس أولويات المقاومة، مشيرا إلى أن من شعارات حماس “الأسرى والمسرى والمقاومة”، وأنهم سيبذلون كل ما وسعهم لتحرير الأسرى والأسيرات.

وأضاف هنية أن بعض الأسرى الفلسطينيين مسجونين في سجون الاحتلال منذ أربعين عاما، وأن هناك نساء وشباب دون سن الثامن عشرة بين الأسرى.

وأشار إلى أن المقاومة تحتفظ بأربعة أسرى إسرائيليين وأن على إسرائيل تنفيذ شروط المقاومة إذا ما أرادت عودة أسراها.

وأكد هنية أن على سلطات الاحتلال قبول شروط المقاومة وتنفيذها بحذافيرها إذا كانت ترغب في عقد صفقة تبادل أسرى وإلا لن ترى أسراها، مشيراً إلى أن المقاومة ترحب بأي دور لتركيا في عقد اتفاق لتبادل الأسرى.

وحول العلاقة مع السلطة الفلسطينية والتطورات بخصوص الانتخابات، قال هنية إن العلاقات بين فتح وحماس تبقى قائمة بين الطرفين باعتبارهم أبناء شعب واحد ووطن واحد، إلا أن الموقف الرسمي لحركة فتح يعتمد استراتيجية المفاوضات مع “اسرائيل” على حساب خيار المقاومة وبالتالي عطل “ترتيب البيت الفلسطيني” من حيث أنه محكوم بالاتفاقات المبرمة مع دولة الاحتلال.

Exit mobile version