أصيب عشرات الفلسطينيين خلال مواجهات عنيفة داخل المسجد الأقصى، بعد اقتحام قوات الاحتلال ساحاته بأعداد كبيرة عقب أداء صلاة الفجر، في الجمعة الثانية من رمضان.
ولم تتوقف استفزازات الاحتلال منذ وصول المصلين إلى الأقصى، لكنها توسعت بعد انتهاء الصلاة، ودخلت أعداد كبيرة من الجنود إلى الساحات، وأطلقت قنابل حارقة على المصلين، ما أدى إلى إصابة العديد منهم.
إصابات بالعشرات
وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان أولي اطلعت عليه فيميد، أنها قامت بنقل 117 إصابة من داخل المسجد الأقصى لمستشفيات القدس؛ المقاصد والمستشفى الميداني للهلال الأحمر.
وأوضحت أن طواقم الاسعاف قامت بالتقديم العلاج الميداني للعديد من الإصابات، منوهة أن الإصابات هي بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت واعتداءات بالضرب.
وأكد شاهد عيان من داخل المسجد الأقصى المبارك، أن قوات الاحتلال المدججة بالسلاح والتي اقتحمت الأقصى، قامت باعتقال أكثر من 120 من المصلين والمعتكفين من داخل المصلي القبلي، منوها إلى أن جيش الاحتلال يحاول تفرغ المسجد الأقصى في الوقت الحالي من المصلين.
وبين المصابين صحفية تدعى نسرين سالم، وأصيبت بالرصاص المطاطي بالرأس خلال تغطيتها للأحداث المندلعة في المسجد الأقصى”. وفق مصادر محلية.
وأكدت “الهلال الأحمر” أن هناك “إصابات ما زالت داخل المسجد الأقصى المبارك، وجار العمل على نقلها للمستشفيات لتلقي العلاج، منبهة إلى أن “قوات الاحتلال تعيق عمل سيارات الإسعاف التي تصل لمنطقة باب الأسباط”، وتعتدي بشكل متواصل على طواقمها التي تعمل في المكان.
في السياق نفسه، قالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال تمنع سيارات الإسعاف من نقل إصابتين خطرتين من المسجد الأقصى، الأمر الذي يشكل خطرا إضافيا على حياتهم.
واقتحمت قوات الاحتلال الجامع القبلي، واعتدت على المعتكفين فيه، قبل أن تقوم بإغلاق بابه بالسلاسل الحديدية، وفي وقت لاحق أعادت قوات الاحتلال اقتحام المصلة نفسه واعتدت على المصلين واعتقلت عددا منهم.
محاصرة المسجد
وعن صورة الأوضاع داخل المسجد الأقصى المبارك، اقتحمت أعداد كبيرة من قوات الاحتلال المسجد الأقصى بشكل عنيف عقب صلاة الفجر، وقامت بإطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط صوب المصلين.
وأفادت مصادر محلية أن المواجهات وقعت في ساحات الأقصى، أدت إلى وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف المصلين والمعتكفين”، مؤكدا أن “قوات الاحتلال لم تسمح لطواقم الإسعاف بإسعاف المصابين وتقديم العلاج اللازم لهم، بل كانت تطلق عليهم الرصاص المعدني.
وأوضح ذات المصادر، أن “قوات الاحتلال المقتحمة للأقصى، تحاول تفريغ المسجد الأقصى من المصلين والمعتكفين، وقامت باقتحام المصليات المغلقة، وهي تتواجد بأعداد كبيرة في باحات الأقصى، وتحاصر المسجد القبلي”.
ونبهت أن سلطات الاحتلال المسيطرة على بوابات المسجد الأقصى، “لا تسمح للمصلين بالدخول، وفقط تسمح بخروجهم من الأقصى، وهو ما يشير إلى محاولة الاحتلال تفريغ الأقصى من المصلين”.
وكانت تدفقت أعداد كبيرة من الفلسطينيين من الضفة الغربية، والداخل المحتل عام 1948، على المسجد الأقصى، لأداء صلاة فجر الجمعة الثانية من رمضان.
اعتقالات من داخل الباحات
ذكرت مصادر حقوقية في القدس؛ إن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 400 معتكف من المسجد الأقصى، خلال اقتحامها المسجد القبلي صباح الجمعة، واقتادتهم إلى معسكر لها.
وقالت المصادر؛ إن عددا كبيرا من المعتقلين هم من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 48، وقد توافدوا منذ ساعات الفجر الأولى، في نحو 40 حافلة، للاعتكاف في الأقصى وأداء صلاة الجمعة.
وذكرت مصادر فلسطينية، أن قوات الاحتلال نقلت المئات من المرابطين الذين اعتقلتهم فجر اليوم خلال اقتحامها المسجد الأقصى والذين بلغ عددهم 450 معتقلا إلى مراكز التحقيق.
وأفاد رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب، بأن قوات الاحتلال اعتقلت نحو 400 فلسطيني، من داخل المسجد القبلي؛ إثر الأحداث التي اندلعت فجر اليوم واستمرت لعدّة ساعات.
وبيّن أبو عصب أنه تم نقل المعتقلين إلى مركز شرطة “متسودات أدوميم”، بالقرب من مستوطنة “معاليه أدوميم”.
بدوره، أكد المحامي المقدسي محمد محمود بأن عدد الذين تم اعتقالهم صباح اليوم من داخل المصلى القبلي، يصل إلى 400 فلسطيني، وتم نقلهم بالحافلات إلى مركز لشرطة الاحتلال.
وكان آلاف الفلسطينيين قد وصلوا فجر أمس الجمعة، إلى المسجد الأقصى المبارك، تزامنا مع استمرار جماعات “الهيكل” المزعوم حشد مناصريها من المستوطنين لاقتحامه بشكل مكثّف في عيد “الفصح” العبري الذي يوافق 15-20 رمضان، وتدنيسه وانتهاك حرمته بأداء الطقوس التلمودية فيه، وإعلانها عن مكافآت مالية لمن يستطيع ذبح “القربان” فيه.