“القرار الإسرائيلي لن يمر إلا على أجسادنا، سنبقى”، بهذه الكلمات تعهد شاب فلسطيني ممن يطلقون على أنفسهم “حراس الجبل”، بالتصدي لمحاولات إعادة المستوطنين لمستوطنة “أفتيار” على قمة جبل “صبيح”، شمالي الضفة.
حديث الشاب كان بين كثيرين من أهالي بلدة “بيتا” شمالي الضفة الغربية، تحدثوا للأناضول، متعهدين بتصعيد المقاومة الشعبية، تنديدا بتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي تعهد بإعادة المستوطنين لـ”أفتيار” التي أخليت مؤخرا.
ويواصل أهالي البلدة لليوم الثامن بعد المائة مقاومتهم للبؤرة “أفتيار” بالرغم من إخلائها من المستوطنين، مطالبين بإخلائها أيضا من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتوعد السكان في أحاديث منفصلة مع الأناضول، بتصعيد المقاومة الشعبية، حتى تحرير “جبل صَبيح”.
والأسبوع الماضي قال “بينيت” في تصريحات صحفية إن حكومته تنوي إقامة مستوطنة “أفتيار” على أراضي جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس، “على النحو المتفق عليه مع قادة المستوطنين”.
وفي يوليو/ تموز الماضي، أخلت حكومة الاحتلال ” أفتيار ” من المستوطنين، بعد اتفاق معهم يقضي ببقاء منازلهم قائمة وخالية ومقفلة، مع حضور ثابت للجيش الإسرائيلي في المكان، وهو ما عده أهالي بيتا في حينه بـ”تحايل رخيص”.
وكان جيش الاحتلال، قرر مطلع يونيو/حزيران الماضي هدم البؤرة الاستيطانية التي أقيمت مطلع مايو/أيار، لأنها أقيمت على أرض فلسطينية خاصة، ودون موافقته.
ومنذ إقامة البؤرة ينظم أصحاب الأراضي المقامة عليها في بلدة “بيتا” احتجاجات للمطالبة بإخلاء المستوطنين أسفرت عن استشهاد 7فلسطينيين (6من بيتا، وشهيد من بلدة يتما القريبة) برصاص الجيش الإسرائيلي وإصابة المئات.
تصعيد كبير
وردا على قرار “بينت” تعهد موسى حمايل، نائب رئيس بلدية بيتا، بتصعيد كبير للمقاومة الشعبية، وابتكار أساليب جديدة لتحرير الجبل.
وقال حمايل للأناضول، إن “تصريحات بينت تدلل على أن حكومة الاحتلال شريكة مع المستوطنين في سرقة الأرض وتشريع الاستيطان الإسرائيلي”.
وأضاف “جربونا منذ تأسيس البؤرة الاستيطانية، واليوم بات لدينا تجربة جيدة في المقاومة الشعبية، وعليهم أن ينتظروا تصعيدا مختلفا”.
وذكر أن أهالي بلدته يملكون أوراق رسمية بملكية الجبل، ولا حق للمستوطنين وقوات الاحتلال به.
القرار لن يمر
وفي محيط جبيل “صبيح” يشعل شبان النار في إطارات مطاطية، و يرشقون قوات من الاحتلال بالحجارة.
وشدد مقاومون غالبيتهم يخفون وجوههم بأقنعة، على أن “القرار لن يمر، والمقاومة مستمرة”.
من جانبه، قال محمود حمايل (35عاما)، أحد سكان بلدة بيتا، إن “شبان البلدة يمضون في مشروعهم لتحرير الجبل، وأن قرار دولة الاحتلال لا يعني لهم شيئا”.
وأضاف: “نقول للاحتلال إن عدتم عدنا وبشكل أقوى ليلا ونهارا”.
وخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلا “ستعود خائبا”.
بدوره قال عيسى معالي (45عاما)، إن “القرار الإسرائيلي لن يمر إلا على أجسادنا، سنبقى نقاوم حتى تحرير الجبل بإذن الله”.
وعرف معالي” عن نفسه بأنه “أحد حراس الجبل”، وهو لقب يطلق على الشبان والأهالي الذين يواصلون المقاومة الشعبية بكل أشكالها في مواجهة الاستيطان الإسرائيلي.
وأضاف معالي للأناضول: “صحيح أن المقاومة الشعبية هدأت نوعا ما في بيتا منذ إخلاء البؤرة، ولكنها ستعود وبشكل أقوى مما بدأت عليه في حال عاد المستوطنون للبؤرة الاستيطانية”.
السير على خطى الشهداء
وفي يونيو/ حزيران الماضي، فقد سعيد حمايل، نجله القاصر “محمد”، في معركة الجبل، بحسب وصفه، لكنه يقول إنه “وشباب البلدة يسيرون على خطى الشهداء لتحرير الجبل”.
وأضاف: “كان أمل الشهداء أن نصلي صلاة النصر على قمة الجبل، ونحن على عهدهم نمضي”.
وقال: “حلمنا أن نرى الجبل بدون أي شكل من أشكال الاحتلال، وهذا سيكون، وأي تصريحات أخرى إسرائيلية لا تساوي شيئا، وستواجه بالمقاومة”.