احتجاج أمام شركة فرنسية “تسلح إسرائيل”
شارك نشطاء في منظمة “أوقفوا تسليح إسرائيل” في وقفة احتجاجية صباح اليوم الأربعاء أمام المقر الرئيسي لشركة “داسو أفياسيون” المتخصصة في صناعة الطائرات الحربية.
وفي إطار فعالياتها للتنديد بالشركات الفرنسية التي تسلح “إسرائيل” اختارت المنظمة هذا اليوم لأنه يصادف “الذكرى الحزينة للشهر الرابع من العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل”.
وحاولت الجزيرة نت الحصول على تصريحات من مسؤول في الشركة الفرنسية، لكنهم رفضوا التعليق على ما وصفوها بـ”الادعاءات الكاذبة”.
تنديد بالدعم العسكري
وعلى الرغم من أن عددهم لم يتجاوز الـ30 فإن النشطاء تمكنوا بالفعل من إحداث قلق واضح لدى عناصر الأمن الخاصين بالشركة، حتى أن الإدارة أمرت بدخول موظفيها من الباب الخلفي.
وبينما بدأ بعض النشطاء بتوزيع المنشورات على المارين والموظفين قبل بداية ساعات العمل هتف آخرون بضرورة وقف تسليح “إسرائيل”، والتنديد بالإبادة الجماعية المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين.
وقالت إيمانويل -وهي مدرسة فرنسية- إن شركة داسو تعتبر “شريكا تاريخيا لإسرائيل في مجال الأسلحة والاستخبارات والتكنولوجيا”.
وأشارت في حديثها للجزيرة نت إلى أن فرنسا تمتلك عددا هائلا من مصانع الأسلحة، خاصة في منطقة “إيل دو فرانس”، و”لذلك ندعو إلى القيام بالمزيد من الاحتجاجات أمام المصانع، للضغط على الحكومة التي لا تزال غير مكترثة لما يحدث”.
ومنذ 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أطلقت نقابات ومنظمات فرنسية عدة داعمة للقضية الفلسطينية نداء عالميا بشعارات واضحة تطالب بوقف تسليح وتمويل الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء ما وصفتها بالإبادة الجماعية.
وتعتبر إيمانويل -التي شاركت اليوم مع أعضاء منظمة “أوقفوا تسليح إسرائيل” في المظاهرة- أن بلادها مستمرة في بيع الأسلحة والتقنيات وقطع الغيار “لأن ذلك يدر الكثير من الأموال على المصنعين، ويستفيد بائعو الموت من المخاطر الجيوسياسية المتزايدة”.
وعلى الرغم من أن فرنسا تؤكد عدم بيعها الأسلحة فإنها توفر الأجزاء التي يطلق عليها اسم “الاستخدام المزدوج”، أي أنه يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية أيضا، وهو ما تصفه الناشطة الفرنسية بـ”النفاق والكذب”.
تعاون تاريخي
تُعتبر “إسرائيل” واحدة من أوائل عملاء شركة “داسو أفياسيون”، فقد اشترت 24 طائرة من طراز “إم سي-450 أوراغين” في عام 1954.
وبناء على طلب الحكومة الفرنسية في عام 1962 صمم قسم الصواريخ في “داسو سان كلاود” الصاروخ الباليستي “إم سي-620 جيريشو” لصالح جيش الاحتلال.
وقد شاركت طائرات “ميراج 3” لأول مرة بالقتال في صفوف القوات الجوية الإسرائيلية خلال حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران 1967، حيث حلقت أكثر من 12 طلعة جوية يوميا.
كما وقعت شركة “داسو” عقدا مع الشركة “الإسرائيلية” الناشئة “كوجناتا” التي تعمل حاليا على تطوير تقنيات المركبات العسكرية المستقلة للجيش الإسرائيلي.
ولا يقتصر التعاون الفرنسي “الإسرائيلي” على المجال العسكري فقط، فثمة شراكات أخرى في مجال تكنولوجيا المعلومات أيضا، فعلى سبيل المثال تُستخدم البرامج التي طورتها شركة “داسو سيستم” من قبل العديد من شركات تصنيع الأسلحة الإسرائيلية، بما في ذلك صناعات الطيران “الإسرائيلية” (آي إيه آي) و”إلبيت سيستمز” وشركة “رافائيل”.
ولا تنكر الشركة الفرنسية تأسيس مقر رئيسي لها في “إسرائيل”، إذ نشرت العنوان على موقعها على الإنترنت، ويقع في رعنانا، وهي مدينة بنيت على أنقاض قرية تبصر الفلسطينية المهجرة في حرب عام 1948 (النكبة).
استثمارات ضخمة
وشهدت المجموعة الفرنسية المتخصصة في برمجيات النمذجة ثلاثية الأبعاد منذ 40 عاما زيادة في صافي أرباحها بنسبة 4% في النصف الأول من العام الماضي، أي ما يعادل 739.4 مليون يورو، مدفوعة بزيادة مبيعاتها بنسبة 8%، أي 2.88 مليار يورو، وفق بيان نشرته الشركة في يوليو/تموز الماضي.
وبحسب التقرير الخاص بصادرات الأسلحة الفرنسية لعام 2023 -الذي تم تقديمه إلى البرلمان في يوليو/تموز الماضي أيضا- فإن فرنسا باعت معدات عسكرية بقيمة 25.6 مليون يورو لإسرائيل في عام 2022، وحوالي 208 ملايين يورو خلال 10 سنوات، لكن هذه المبالغ المالية لا توضح تفاصيل ومكونات الأسلحة التي أنتجتها وسوقتها فرنسا.
ويزعم لوران داسو رئيس استثمارات مجموعة “داسو” أنه يستثمر الملايين في إسرائيل، ولا سيما عبر صندوق الاستثمار “كاتاليست” التابع للوزير الإسرائيلي السابق يائير شامير.
وقال في عام 2017 في مقابلة صحفية “أنا داسو الذي عاد إلى إسرائيل، فرد العائلة الذي يذهب إلى هناك للاستثمار بدعم من المجموعة الأكثر تأييدا لإسرائيل”.
واليوم، تواصل داسو الاستثمار والتعاون مع الشركات “الإسرائيلية”، وعلى رأسها شركة “إلبيت سيستم” التي تتعاون مع الشركة الفرنسية لتصنيع طائرات “فالكون”، فضلا عن أحدث طائراتها “فالكون 8” التي ستدخل الخدمة اعتبارا من عام 2025، للقيام بمهام استخباراتية إستراتيجية مع الجيش الفرنسي.
المصدر : وكالات