أكد الخبير العسكري إلياس حنا أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قد جهزت أرض المعركة وفق إمكانياتها، مما يمنع الاحتلال من استعمال أقوى ما يملك في سعيها لخوض معركة استنزاف طويلة. وفي تحليل للمشهد العسكري، قال حنا إن الاحتلال يريد الدخول إلى شمال القطاع، لكن لا يمكنه البقاء طويلاً بسبب نقص القطاعات العسكرية.
وأشار إلى أن الاحتلال اضطر في المرات السابقة إلى الانسحاب من جباليا، “وهو ما يعطي المقاومة فرصة للاستعداد من جديد قبل أن يعود الاحتلال مجددًا بناءً على معلومات استخباراتية”. واعتبر أن حشد جيش الاحتلال ما يوازي فرقة عسكرية باتجاه مخيم جباليا يشير إلى أن لديه هدفًا مهمًا يسعى لتحقيقه، كما يعكس أهمية المخيم أيضًا.
ولم يستبعد أن يكون الاحتلال قد استغل التركيز الإعلامي على جبهة الشمال مع لبنان “لتنفيذ العملية في جباليا وبقية المناطق بشمال القطاع”. ولفت حنا إلى أن جباليا تُعتبر مركز ثقل شمال القطاع، وكانت تاريخيًا مستعصية على “إسرائيل”، مستدلًا بإعلان جيش الاحتلال، أمس الخميس، مقتل ثلاثة ضباط برتبة رائد في المنطقة.
وأوضح أن الاحتلال دخل إلى جباليا من الأماكن المفتوحة والزراعية، لكنه وصل إلى مناطق سكنية، “وهو ما يفرض عليه الدخول عبر ممرات إلزامية”. ووفقًا للخبير العسكري، فإن هذا الأمر يعطي المقاومة فرصة استخدام ما لديها من عبوات ناسفة وقذائف مضادة للدروع وتنفيذ عمليات قنص. وأكد أن استراتيجية المقاومة ترتكز على الاستنزاف البعيد، حيث “تربح إن لم تخسر”.
يواصل الاحتلال لليوم السادس على التوالي تكثيف غاراته على شمال قطاع غزة، في ظل تواصل الحصار الخانق لليوم السابع على التوالي، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي متواصل، واستهداف متعمد للمواطنين في كافة أماكن تواجدهم شمال القطاع الصامد.