دعا الأب مانويل مسلم، راعي الكنيسة اللاتينية في القدس، الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، إلى الوحدة من أجل تحرير المدينة المحتلة.
وفي كلمة لـ”حملة أسبوع الأقصى”، قال الأب مسلّم: “أيها المسيحيون والمسلمون الفلسطينيون؛ الأقصى والقيامة جعلتا القرآن والإنجيل جزءا من حضارتنا الواحدة، فالقدس في حرية جناحيها. الأقصى والقيامة، هي حريتكم وعزتكم وفخركم وكرامتكم، وليس لكم إلا الله وبنادقكم المتحدة لتحريرها، فتعيد إليها مجدها وعزها”.
وأضاف: “ضل من لم يكن الأقصى والقيامة بوصلة إيمانه”.
ومستعرضا وضع المسجد الأقصى، قال: “الأقصى كيان له ثلاثة أبعاد؛ الأرض والإنسان والدين، وكل بعد ينغمس في الأبعاد الأخرى.. والأرض للفلسطيني وتحدد له الإسلام دينا”.
“وعلى تدمير هذه الأبعاد”، بحسبه؛ “تتكالب القوى العالمية والصهيونية، فالإنسان يقتل في الأقصى، وفيه جرت ثلاث مجازر رهيبة وحشية؛ أعوام 1990، و1996، و2000”.
وتابع الأب مسلم بأن المسلم يعاقب “بالتهجير أو النفي أو الإبعاد عن الأقصى، والمكان ذاته يستهدف ليدمر، فحرق الأقصى عام 1996، وحرق فيه القرآن ومنبر صلاح الدين، وهناك حملة مسعورة للاستيلاء على أجزاء منه، والخطر الأعظم هو الحفريات المتواصلة تحته، التي تنبئ بانهياره بعد تصدع جدرانه”.
وأضاف: “أما الدين، فقد وصل الأمر إلى أن حاولوا منع الأذان من مآذنه، ومواصلة صلوات تلمودية فيه، وفي ساحاته”.
وقال: “رأينا مسيرات، وحضرنا مؤتمرات، وسمعنا خطباء، وقرأنا مقالات، ولم يساندنا ساعد، أو رشاش، لنبدأ التحرير، ونقول لأمريكا وأوروبا وإسرائيل: ضل من دك كيانا فلسطينيا قائما وحضاريا ضاربا في التاريخ، ومضى يبني في الجليل والنقب والشارون والقدس كيانا لمهووس صهيوني”.
وأطلق الأب مسلم نداء لمن وصفهم بالأحرار في الدول العربية وحول العالم، قائلا: “يناديكم الأقصى بصوت وقد بح، وعيون ذارفات دموعا سخينة. يناديكم؛ أنا الأقصى مع سورة الإسراء والمعراج أسيران في سجون الذل والمهانة، فمن يفتديني ويحررني”.
وتابع بأن الأقصى، “منذ خمسين سنة وهو ينتصب على روابي القدس ينظر وينتظر من ينفرون لخلاصه خفافا وثقالا”.
وتساءل: “هل الأقصى يا مليار ونصف المليار مسلم يسكن في حشاشة قلوبكم؟ وإن لم تحملوا هم الأقصى فرجاء لا تتبجحوا إلا أمام نسائكم بأن لكم همما رجولية. وهل الأقصى يا أحرار العرب هو الذي يوقف بعض حكامكم الذين يطبعون علاقاتهم مع الكيان الصهيوني ليكون الأقصى تحت ظلال وحراب جيشه ومستوطنيه؟”.
وختم بالقول: “القدس يا عرب وطن كل العرب، ومن لا أقصى ولا قيامة له يبقى غريبا تائها مشردا.. يا شعوب العالم الأحرار، اهدوا القدس السلام، واهدوا السلام القدس”.