بوسم “الأقصى يستغيث”، انطلقت قبل أيام حملة إلكترونية عالمية تضم مؤسسات وفرقا ولجانا عاملة من أجل القدس وفلسطين للرد على مُخططات الاحتلال ومطامعه في المسجد الأقصى المبارك.
وتأتي هذه الحملة وفقا لأحد منظميها الشاب عبدالرحيم الصيفي لنصرة المسجد وإسناده تجاه ما يتعرض له من اعتداءات متكررة، خاصة في الفترة الأخيرة التي تصاعدت فيها الإجراءات التعسفية ضد هذا المسجد المبارك، بالتزامن مع منع وصول المصلين إليه بحجة مكافحة إجراءات كورونا.
وتهدف حملة “الأقصى يستغيث”، وفقا لحديث الصيفي للجزيرة نت، لتوعية المجتمعات العربية بشكل عام بخطورة الأحداث الحالية بالمسجد الأقصى، وتداعيات استمرار الصمت تجاه ما يحدث في ظل مخططات الاحتلال.
وعلى المنصات الاجتماعية أطلق المنظمون مقطع فيديو تعريفيا بالحملة وأهدافها، تلاه نشر مواد مرئية وتصاميم غرافيك للأحداث الجارية بالمسجد الأقصى لنقل الواقع الحالي بشكل كامل، ولم يغفل المنظمون عن أهمية تكثيف التغريد على الوسم حتى احتل المرتبة الأولى في كل من الأردن وفلسطين وقطر والكويت، في حين احتل المرتبة الثالثة في مصر.
ونُظم مهرجان افتراضي ختمت به الحملة تحدث خلاله عدد من العلماء والمختصين والباحثين لتسليط الضوء على قضية الأقصى من كافة النواحي الدينية والسياسية والقانونية والاجتماعية.
تفاعل إيجابي
رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري تحدث للجزيرة نت عن الحملة الإلكترونية الأخيرة قائلا، إن هذه المبادرات التي تأتي من العلماء أو المؤسسات الحيوية والدعوية يكون مردودها إيجابيا وفعالا دائما.
ويؤكد صبري أهمية توعية الناس بالمخططات المحدقة بالمسجد الأقصى الذي يحتاج في هذه الفترة بالتحديد لنشر الرواية الإسلامية المستندة إلى القرآن والسنة النبوية، التي تثبت “حقنا الإلهي فيه وليس من خلال مجلس أمن أو هيئة أمم ولا من خلال قرارات أميركية، إنما من الله نستمد شرعيتنا ورباطنا وصمودنا وثباتنا”.
ويضيف صبري -الذي كان أحد المتحدثين في المهرجان الختامي لحملة “الأقصى يستغيث”- أنه كلما ازدادت الأخطار المحدقة بالأقصى، تنبه الناس وازدادوا التفافا حوله، وأن ما حصل في الأسبوعين الأخيرين من تجاوزات خطيرة من الجماعات اليهودية المدعومة من الحكومة الإسرائيلية يخدم دائما قضية الأقصى التي يريدون تغييبها.
ويعتقد أن “الجماعات اليهودية تظن أن الظروف السياسية الحالية تخدمها وما قام به الاحتلال من مسح لساحات قبة الصخرة المشرفة وبقية ساحات المسجد، ومن حفريات جديدة في ساحة البراق وغيرها من الاعتداءات، نعتبرها تجاوزات عدوانية لن تكسبهم أي حق في الأقصى ولا في أي شبر من القدس”.
شحذ همم الشباب
المعلمة في المسجد الأقصى المبارك المرابطة هنادي الحلواني تعد من بين أكثر الأشخاص تفاعلا مع الحملات الإلكترونية المناصرة لقضية القدس والمسجد الأقصى، وتقول إن هدفها من التفاعل مع هذه الحملات تشجيع فئة الشباب ممن يعيشون في الخارج على معرفة تفاصيل قضية الأقصى والمساهمة في نشرها.
وتضيف للجزيرة نت “كثيرون حول العالم أصبحوا يعرفون عن الاعتداءات على الأقصى والمرابطين من خلال الحملات التي تطلق على المنصات الاجتماعية، وواجبنا في القدس أن نغذي الحملات بمعلومات حديثة تثريها وتوجه بوصلة الأمة الإسلامية نحو الأقصى”.
وتشير الحلواني إلى أن من يعيشون خارج القدس لا يمكنهم المقاومة بالطريقة نفسها التي يقاوم بها المقدسيون دفاعا عن المسجد الأقصى لتعذر وجودهم في المدينة، فيجد هؤلاء في الحملات الإلكترونية فرصة لنصرته ولو افتراضيا.
وكان المحامي المقدسي حمزة قطينة من بين المتحدثين في المهرجان الختامي للحملة، ويقول إنه تطرق للقانون الدولي الذي يقر بأن مدينة القدس بما فيها من مقدسات احتلت بقوة السلاح وأن على إسرائيل الانسحاب منها، لا تكثيف اعتداءاتها على هذا المقدس الإسلامي.
ويؤكد في حديثه للجزيرة نت ضرورة الانتباه إلى أنه يحظر على إسرائيل وفقا للقانون الدولي أن تخضع الأقصى والمقدسيين لسلطة القانون الإسرائيلي، وبالتالي فإن كافة قرارات المحاكم التي تصدرها بشأن الأقصى هي باطلة، فلا صلاحية للقضاء الإسرائيلي للبتّ في القضايا المتعلقة بالمقدسات بشكل عام والأقصى بشكل خاص.
وعن أهمية الحملات الإلكترونية يقول قطينة، “لا يستطيع أحد أن يستهين بهذه الحملات التي تربط أبناء الأمة في قضاياهم المركزية وتشحذ همم الشباب وتسلط الضوء على معاناة هذا المقدس ورواده”.
ويختم حديثه للجزيرة نت بأن التفاعل الشعبي والحضور في المهرجان الختامي كان مبهرا، وأن متابعة الناس للحملة والتفاعل عبر نشر منشورات عميقة ومهمة كان لافتا، مؤكدا أن هذا يدل على أن كثيرين حول العالم يهتمون بقضية المسجد الأقصى، “وإن فصلت الحدود بين أبناء الأمة، فإن قلوبهم مجتمعة على حب الأقصى والدفاع عنه”.