اختتم الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، أعمال مؤتمره الثاني عشر تحت شعار ” رواد القدس يحملون سيفها “، والذي استمر على مدار ثلاثة أيام، في مدينة إسطنبول/تركيا، وذلك بمشاركة شخصيات بارزة من قادة المقاومة، وحضور أربعمئة شخصية من نحو 40 دولة حول العالم، لمناقشة آخر مستجدات القضية الفلسطينية.
وأعرب المشاركون، عن تقديرهم للمؤتمر وأهدافه بتعزيز العمل المشترك لصالح القدس وفلسطين في مختلف المجالات، وبرؤيته التي تدعو إلى التكاتف من أجل نصرة أهلنا في الداخل الفلسطيني وعلى وجه الخصوص أهالي حي الشيخ جراح بالقدس وقطاع غزة المحاصر، مع التركيز على قضية الاسرى العادلة والتحرك في كافة المحاور لانتزاع حريتهم، ومناهضة التطبيع كملف أساس في استقرار المنطقة ومستقبلها ككل.
وأكد المشاركون، على اعتبار القدس محور الصراع مع الكيان، وتعزيز صمود وثبات المقدسيين و المقدسيات عبر جملة من المشاريع والمبادرات و الحملات.
كما شدد على رفع مستوى الدعم الشعبي و المدني من خلال مؤسسات المجتمع المدني المختلفة لتخفيف معاناة أهل قطاع غزة و تبني برامج وحملات للعمل على كسر الحصار الجائر عنها.
وتحدث في الجلسة الختامية رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، أن”مشروع الائتلاف لم يكن يوما متعثرا وسيكون له بصمة في تحرير كل فلسطين، ونأمل منه ضم شرائح جديدة في مؤتمره القادم”، مشددا على أن فلسطين تستوعب الجميع.
وقال:”علينا العمل لترسيخ وحدتنا على مستوى المؤسسات والأفراد لأجل قضيتنا الجامعة القدس وفلسطين”.
وأضاف:”لا تتوقفوا عن بناء أنفسكم لمواصلة طريق التحرير، واصلوا عملية الوعي والمواكبة لأن هذا العالم شرس ومن سيتخاذل سيسقط”.
لافتا إلى أن النجاح والانجاز لا يجب أن يوقفنا عن التحدي وخلق الفرص تلو الفرص لسبق العدو الصهيوني في كافة الساحات حسب الظروف المتاحة “.
فيما أكد مشعل على ضرورة استمرار جهود الأمة في كسر الحصار عن قطاع غزة ودعم المقاومة لتبقى شامخة وعلامة فارقة في المواجهة مع الاحتلال، والعناية بالشهداء والأسرى والجرحى ووضع الأمة بصمة في حياتهم.
كما حث مشعل في نهاية كلمته على الإبداع الاجتهاد في كافة الأعمال والمشاريع التي تعنى بالأقصى والقدس نظرا لما تقع به من خطر غير مسبوق، والبحث على كل ما هو جديد لنصرة هذه القضية العادلة والمقدسة.
بينما قال الأمين العام للائتلاف العالمي لنصر القدس منير سعيد إن هذه النسخة من المؤتمر كشفت عن مجموعة من الاعمال الجديدة والنوعية للقضية الفلسطينية.
وشدد منير على أن العام المقبل هو عامل العمل، وعام الأقصى والأسرى، مناديًا بضرورة تجهيز برامج ومشاريع، وأعمال، تمتد حتى المؤتمر القادم في الخريف المقبل. ولفت منير إلى ان العام المقبل هو عام العمل المثمر، آملا أن يكلله بالنجاح والتوفيق، وأن تكلل الكثير منها بالإنجاز قبل اللقاء المقبل..
وتطرق منير لملف التطبيع، قائلا: “علينا دائما استحضار أهمية محاربة التطبيع على كل منبر، سيما وأن وفد المغرب لم يستطيع الحضور للمؤتمر بسبب جائحة كورونا، وهو وفد يرفض التطبيع الذي تقوم به المملكة بشكل رسمي”.
مبينا أن حضور هذا الكم النوعي من قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس في المؤتمر بأيامه الثلاثة، يعبر عن حب واعتزاز الأمة بهذه الحركة ودلالة على احتضان الأمة لها من مشارق الأرض إلى مغاربها.”.
فيما ختم حديثه بتقديم الشكر للوفود الحاضرة، وتحملها عبئ الحضور المالية والمعنوية، والوقتية، وغيرها، مستحضرا بأنه عبئ يمكن أن يستعذب في سبيل الله.
وجاء تنظيم المؤتمر في وقت مهم، وذلك بالتزامن مع ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى من انتهاكات مستمرة، والتطورات الخطيرة في المحيط العربي والإسلامي، وهو ما يشكل خطوة مهمة في بناء الشراكة بين الأمة والقوى العاملة لفلسطين على المستويات الشعبية والرسمية، وتعزيزا للفهم والتعاون المشترك.
وكان المؤتمر الذي أنطلق الخميس الماضي شهد انعقاد عدد من الورشات التخصصية في مجالات مختلفة خلصت إلى مجموعة من التوصيات، كان أبرزها اعتبار القدس محور الصراع مع الكيان والاتفاق على جملة من المبادرات والحملات والمشاريع الداعمة لصمود المقدسيين والمقدسيات، بالإضافة لضرورة العمل من أجل كسر الحصار الجائر عن قطاع غزة ورفع مستوى الدعم الشعبي والمدني من خلال مؤسسات المجتمع المدني.
كما وأوصت الورشات على ضرورة تعزيز الدور الريادي لعلماء الأمة من أجل رفع الوعي بالقضية الفلسطينية، وتشكيل فرق من الحقوقيين والمختصين لتطوير أدوات وآليات العمل الحقوقي في الدفاع عن حقوق المرأة والطفل في فلسطين.
واستحضر المشاركون في المؤتمر الثاني عشر، على ضرورة زيادة التنسيق بين مختلف مؤسسات الأمة الناشطة في مقاومة التطبيع من خلال مشاريع تنسيقية مقاومة الصهيونية و التطبيع و أبرزها مشروع النحل الالكتروني و المنتدى الفكري ضد التطبيع ومواجهة التغلغل الصهيوني في العالم الاسلامي و تكوين لجان مقاومة التطبيع في الاقطار.
يذكر أن الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين هو مؤسسة عالمية تسعى لتوحيد العمل المشترك من أجل حشد وتعبئة جهود الأمة واستنهاضها، لتقوم بدورها في نصرة قضية القدس وفلسطين.