مع دخول حالة الطوارئ التي أعلنها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في مدينة اللد، تصاعدت اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم هناك.
وفي ظل تصاعد الاعتداءات من قبل المستوطنين وجماعات ما يسمى “نواة التوراة” على العرب، دعا وزير الأمن الداخلي، أمير أوحانا، إلى إطلاق سراح المستوطن قاتل الشهيد الشاب موسى حسونة (31 عاما) من مدينة اللد.
واستشهد حسونة بعد منتصف ليل أمس الإثنين، فيما أصيب آخران بجراح وصفت بالمتوسطة، بنيران مستوطن في المدينة.
وكتب وزير الأمن الداخلي في تغريدة نشرها على “تويتر”، قال فيها “اعتقال مطلق النار في اللد ورفاقه الذين تصرفوا دفاعا عن النفس على ما يبدو أمر مروع”.
وأضاف أوحانا: “حتى لو كانت هناك أشياء لا يعرفها الجمهور بعد، فإن المواطنين الذين يحملون السلاح بتراخيص يشكلون قوة مضاعفة في يد السلطات”.
وتابع وزير الأمن الداخلي: “الاعتقال أو الإفراج لا يخضع لقراري، وإذا كان الأمر كذلك، فسيطلق سراحهم”.
وتأتي تغريدة أوحانا بعد أن وصل المئات من المستوطنين إلى مدينة اللد تقدمهم عضو الكنيست، المتطرف إيتمار بن غفير، وهددوا باستهداف العرب، وتنقلوا بحرية بين أحياء المدينة، وذلك على الرغم من إعلان الطوارئ في المدينة، حيث تم محاصرة الأحياء السكنية العربية من قبل الوحدات الخاصة ومنعهم من التنقل.
وفي تصريحات صحفية، هدد بن غفير السكان العرب في المدينة، ودعا إلى قتل المواطنين العرب، قائلا “كل من يقوم بإلقاء حجر يجب على قوات الشرطة والجيش إطلاق النار عليه وقتله”.
وأضاف: “إذا لم تقم الشرطة وقوات الأمن بذلك، سنقوم نحن بالدفاع عن أنفسنا، ولو أعطيت الأوامر لقوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي لقاموا بتنفيذها على الفور”.
وشارك آلاف، مساء الثلاثاء، في تشييع حاشد لجثمان الشهيد حسونة، واعتدت الشرطة الإسرائيلية على المشيعين بشكل عنيف جدا، إذ أطلقت قنابل الصوت، وقنابل الغاز المدمِع، صوب المشيعين.
وزار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عكا، والتقى رئيس بلديتها وقيادة الشرطة بادعاء إجراء تقييم للوضع في أعقاب الأحداث التي شهدتها المدينة، الليلة الماضية.
وقال نتنياهو إن “هناك تطورات جديدة والأزمة تتفاقم، سنرد بقوة، لا أستطيع التصريح عن مخططاتنا الآن”.
وأضاف أن “هناك تطورات وأعمال شغب في المدن المختلطة، هذا أمر غير مقبول ولا يحتمل. هذا يذكرنا بأحداث كانت في الماضي مع شعبنا، لا نستطيع قبول ذلك في هذه الدولة”.
ودعا رئيس بلدية عكا، شمعون لانكري، جهاز الأمن العام (الشاباك) إلى التحقيق في المواجهات التي شهدها عكا، الليلة الماضية، وتعزيز قوات الشرطة في المدينة.
وطلب نتنياهو تعزيز قوات الشرطة في المدينة، والعمل بقوة على ملاحقة الفلسطينيين الذين احتجوا أمس الثلاثاء.
أما الرئيس الإسرائيلي، فقال: “ما حدث في اللد مذبحة لا تغتفر، ورفع العلم الفلسطيني بدلا من الإسرائيلي اعتداء وحشي”.
وسبق أن غادر “إسرائيليون” مدينة اللّد في الداخل الفلسطيني المحتل، وسط تأكيد سلطات الاحتلال “خروجها عن السيطرة”، وإعلان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، حالة “الطوارئ” فيها؛ وسط هبّة فلسطينية غاضبة في المدينة، فضلا عن عموم الأراضي الفلسطينية.
وتشهد المدينة المحتلة عام 1948 غضبا عارما لدى الفلسطينيين في هبّة نصرة القدس، وهو ما تفاقم إثر استشهاد الشاب موسى حسونة، الاثنين، وتشييع جثمانه الثلاثاء.