شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، بإخلاء عائلة فلسطينية من منزلها، في حي “الشيخ جراح” بالقدس المحتلة، لصالح مستوطنين يهود، وسط تهديد صاحب المنزل بتفجيره بأسطوانات الغاز والبنزين.
ووفق شهود عيان؛ فقد حاصرت شرطة الاحتلال منزل عائلة “الصالحية”، وقامت بالاعتداء على أفراد العائلة، ونكّلت بهم خلال شروعها بإخلاء المنزل بالقوة، كما تم الاعتداء على المتضامنين الذين توافدوا للتضامن مع العائلة.
وتمكّن صاحب المنزل المقدسي محمود صالحية، من التحصّن فوق سطح منزله مع أسطوانة للغاز وكميات من البنزين، وسط انتشار وحدات معززة من شرطة الاحتلال بمحيط المنزل.
ورفض صالحية الخروج من منزله، وهدد بتفجيره بأسطوانة الغاز والبنزين، وفق فيديو متداول عبر منصات التواصل الاجتماعي، قائلاً: “لماذا يطردوننا من منازلنا وتسلَّم للمستوطنين؟ ولماذا يصادرون أراضينا ويتذرعون ببناء المدارس؟ هي مدارس توراتية ومراكز استيطانية.. لن أخرج من منزلي”.
وأصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في كانون الأول/ديسمبر الماضي، قراراً يقضي بإخلاء أرض للعائلة بمساحة ستة دونمات، تضم منزلاً ومشتلاً، وسلمت صالحية مهلة لتنفيذ قرار إخلاء أرضه المبني عليها منزله، حتى 25 كانون الثاني/يناير.
وكانت 28 عائلة فلسطينية قد أقامت في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، في العام 1956، بموجب اتفاق مع الحكومة الأردنية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.
وتطالب منظمات استيطانية بإخلاء منازل العائلات الفلسطينية، بداعي إقامتها على أرض كانت مملوكة ليهود قبل العام 1948، وهو ما ينفيه الفلسطينيون، ويخوضون صراعاً مع المنظمات الاستيطانية بمحاكم الاحتلال منذ التسعينيات.
وتقول مؤسسات حقوقية فلسطينية ودولية، إن سلطات الاحتلال تصعّد من البناء الاستيطاني شرقي القدس؛ وفي المقابل، “تتعمد مصادرة الأراضي، والحد من رخص البناء الممنوحة للفلسطينيين، بهدف دفعهم لمغادرتها، وإيجاد أغلبية يهودية في المدينة”.
فيما تضامن دبلوماسيون أوروبيون، الإثنين، مع عائلة صالحية الفلسطينية، التي تواجه منذ ساعات الصباح، محاولات الشرطة الإسرائيلية إخلائها من منزلها في حي الشيخ جراح، بمدينة القدس الشرقية.
وذكر مكتب الاتحاد الأوروبي في القدس الشرقية، أن ممثل الاتحاد سفين كون فون بورغسدورف، وممثلي عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وصلوا إلى الشيخ جراح الإثنين.
وقال في تدوينة على فيسبوك: “يتواجد الآن ممثل الاتحاد الأوروبي، وعدد من الدول الأعضاء والدول ذات التفكير المماثل، في حي الشيخ جراح أثناء إخلاء عائلة صالحية من منزلها”.
وأضاف: “تُهدد الأسرة المكونة من 12 شخصًا، بينهم 5 أطفال، بإشعال النار في المنزل وأنفسهم، ويطالبون بتأجيل قرار إخلائهم حتى جلسة المحكمة في 23 يناير/ كانون الثاني”.
وتابع: “من الضروري التهدئة، والسعي إلى حل سلمي؛ تعتبر عمليات الإخلاء والهدم غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتعيق بشكل كبير آفاق السلام وتؤجج التوترات على الأرض”.