عرضت دولة الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، على المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند، خطة لهدنة طويلة المدى في غزة، فيما يشهد الكونغرس الامريكي تحركا للضغط على “تل أبيب” للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وجاء عرض الهدنة الطويلة خلال لقاء بين وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس ووينسلاند أمس، بحسب هيئة البث الإسرائيلية التي لم تحدد مكان اجتماعهما.
وقالت الهيئة إن “غانتس قدم إلى وينسلاند الخطة التي صاغها في مؤسسة الدفاع لإحلال سلام طويل الأمد مع قطاع غزة وإعادة الأولاد إلى الوطن”، في إشارة إلى 4 إسرائيليين تقول تل أبيب إن “حماس” تحتجزهم في غزة منذ حرب 2014.
وتحتفظ حركة حماس بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014، أما الآخران، فدخلا غزة في ظروف غير واضحة.
وأضافت الهيئة أن غانتس طلب مساعدت وينسلاند في هذه الجهود، كما ولم يتم الكشف عن تفاصيل الخطة الإسرائيلية بعد.
والثلاثاء وصل المبعوث الأممي، إلى قطاع غزة، عبر حاجز بيت حانون “إيرز” الإسرائيلي (شمال)، فيما قال مصدر فلسطيني مُطّلع إن “وينسلاند وصل برفقة وفد يضم 40 شخصية دبلوماسية”.
هذا وتشهد المفاوضات التي يقودها جهاز المخابرات المصري حول صفقة تبادل الأسرى بين دولة الاحتلال وحركة حماس تقدما حسب مصادر إسرائيلية.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير، الليلة قبل الماضية لموقع “واي نت” العبري إن الجانب المصري مهتمٌ جدا بالصفقة ويتفهم أنه دون حلها لن تكون هناك إعادة إعمار للقطاع بعد العدوان. إن فرص التوصل إلى صفقة تبادل أسرى زادت، وإن “إسرائيل” تنتظر الآن عرضا من الوسيط المصري لمثل هذه الصفقة، الذي سيشمل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل تسليم جثتي الجنديين أورون شاؤول وهدار غولدن، والأسيرين إفراهام منغستو وهشام السيد.
وتصر حماس على فصل قضية صفقة الأسرى عن ملف الإعمار، في حين أن سلطات الاحتلال أعلنت رفضها لذلك.
وسيناقش غانتس هذه القضايا مع نظرائه الأمريكيين خلال زيارته السريعة لواشنطن التي بدأها أمس.
وألمح وزير المخابرات المصرية عباس كامل الذي أجرى محادثات مع كبار المسؤولين في القدس وغزة لدعم حل شامل للقضايا بدلاً من الفصل بينها، كما ذكر الموقع العبري. ومن المقرر أن يتوجه وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة قريبا لمناقشة الملف ذاته.
وقال مصدر أمني إسرائيلي تعقيبا على تصريحات يحيى السنوار قائد حماس في غزة وإشارته للرقم 1111، وهو ما فسره البعض بأنه عدد الأسرى الذين ستطالب حماس بالإفراج عنهم، إن “المشكلة ليست في عدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، إنما من هم هؤلاء الأسرى، لن يفرج عن سجناء “ملطخة أيديهم” بالدماء… ليست لدينا مشكلة في الإفراج عن 2222 من “لصوص السيارات” لكننا لن نفرج عن القتلة”، وفق قوله.
ورغم ذلك نقلت قناة “روسيا اليوم” عن مصادر في حماس القول إنها ستدرج الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المحكوم خمسة مؤبدات على قائمة أسماء الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم.
وفي السياق طالب 17 عضوا من الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي، في رسالة إلى وزير الخارجية أننوني بلينكن، بالضغط على الاحتلال للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والمواد اللازمة للانطلاق بإعادة البناء في غزة.
ودعا المشرعون الإدارة للضغط على تل أبيب لإعادة فتح معبرين لإدخال المساعدات والوقود لسد احتياجات المدنيين المتزايدة في القطاع، مشددين على أهمية وجود تمويل قوي للجهود الإنسانية في كل من غزة والضفة الغربية ودعم الأمم المتحدة عبر وكالتها المخصصة لغوث اللاجئين “أونروا”.
وأكدوا ضرورة إعادة الوجود الدبلوماسي الأمريكي على الأرض فيما يخص الجانبين “الإسرائيلي” والفلسطيني، وأن على الولايات المتحدة لعب دور فعال في تحسين ظروف قطاع غزة عبر الاستجابة للاحتياجات الإنسانية، والتنسيق مع الحلفاء من أجل استمرار وقف إطلاق النار منعا لانتشار “التطرف”.