رغم ما فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ الصباح الباكر اليوم الاثنين من حصار مشدد على المسجد الأقصى المبارك وباحاته وضرب طوق أمني حول محيطه وكل الطرق التي تؤدي إليه، تواجد العديد من أبناء القدس والداخل المحتل للرباط وعدم الاستفراد به.
وأخر وجود المرابطين في باحات المسجد الاقتحمات لمدة خمسة وعشرين دقيقة قبل إدخال المجموعة الأولى من المقتحمين، وكان ذلك النجاح الأول الذي حققه المرابطون والمعتكفون في الأقصى حيث كان الحضور أكبر مما كانت تتوقعه شرطة الاحتلال مما اضطرها لاستخدام أساليبها الوحشية بالفض.
وقال الناشط المقدسي فخري أبو دياب، إنَّ شرطة الاحتلال تنصب منذ ساعات الصباح الأولى حواجز عسكرية حول المسجد الأقصى وأسوار البلدة القديمة.
وأكد أنها اعتلت المُصلّى القِبَلي المسقوف، وسيطرت على أسطح المنازل المحيطة بالمسجد؛ للحيلولة دون وصول المقدسيين إلى المسجد.
وتمثلت تضييقات الاحتلال على المقدسيين بـ “الإبعاد، ومنع الدخول إلى باحات المسجد، ومنع وصول الحافلات إليه، بالإضافة إلى التدقيق في هوايات الشبّان وسحبها، وإرجاع أصحابها؛ بغرض الحدّ من الوجود المقدسي في الأقصى”، وفق “أبو دياب”.
ونبه إلى أن أخطر ما تخطط له الجماعات الاستيطانية هذا العام، هو النفخ بالبوق، والذي يعني (وفقا لشعائرهم) الانتقال من زمن لآخر، وحصرية قدسية المكان لليهود فقط عمّن سواهم، وإيذان البدء بالتجهيز للهيكل المزعوم، وسحب القدسية عن “الأقصى” وتهيئته ليكون معبدا.
وبيَّن أبو دياب أنَّ ثلث أعضاء كنيست الإسرائيلي، يؤيدون هذه الأفكار المتطرفة التي يتبناها غلاة متطرفيهم، و”يتسارعون فيما بينهم لتأييد من يستطيع فرض وقائع تهويدية في المسجد بشكل أكبر”، لافتًا إلى أنهم يستغلّون المتطرفين؛ لجلب مزيد من الأصوات لديهم.
وشدد على ضرورة تكثيف الرباط في أرجاء المسجد الأقصى ومحيطه، وتشكيل قيادة ميدانية مقدسية تدير خطط واستراتيجيات تحمي المسجد وتدافع عن قضيته، بحيث لا يكون الحراك رد فعل فحسب.
ومنذ صباح اليوم يسود توتر شديد داخل المسجد الأقصى، مع بدء اقتحامات واسعة نفذها المستوطنون لباحاته بحماية من شرطة الاحتلال، تلبية لدعوات أطلقتها منظمات متطرفة بمناسبة “رأس السنة العبرية”، واكبها تضييقات واعتداءات على المرابطين والمرابطات في “الأقصى” ومحطيه، واعتقال 10 منهم.