قال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ، الجمعة ، إن ” بلاده ترى أن خيار السلام مع إسرائيل استراتيجي وضروري للمنطقة، وأن هذا الخيار لن يكون على حساب دعمها التاريخي للقضية الفلسطينية و حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق “.
وأضاف ابن زايد ، في كلمة ألقاها عبر تقنية الفيديو خلال لقاء نظمه في أبوظبي ممثلون للجالية الفلسطينية في دولة الإمارات ، “اليوم الإمارات تتخذ قرارها السيادي من أجل السلام والمستقبل، أؤكد لكم أنكم في بلدكم الثاني بين أهلكم، كما أؤكد أن هذه العلاقة ثابتة و راسخة ولن تتغير”.
وشدد بن زايد على أن “موقف الإمارات ثابت وراسخ في دعمه للموقف العربي الداعي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وقال ان “سنستمر في دعم القضية الفلسطينية على خطى الدعم التاريخي الذي قدمته الإمارات، وهو موقف نابع من قناعة متجذرة لا تغيره أية اعتبارات”.
وأعرب عن تطلعه في المرحلة المقبلة إلى “استمرار العطاء الايجابي للجالية الفلسطينية و أبنائها”، مؤكدا أن “دولة الإمارات ستكون كما كانت دائما الحاضنة الأمينة للفلسطينيين وأسرهم”.
ومن جانب آخر قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، الخميس ، في اجتماع فريد من نوعه شارك فيه الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية عبر دائرة تقنية الفيديو كونفرينس بين رام الله وبيروت ، إن ” الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي لتطبيع العلاقات آخر الخناجر المسمومة التي طعنونا بها” ، في اشارة للدول العربية .
وتابع “إن من أبرز هذه المخاطرعلينا ما يسمى بصفقة القرن، ومخططات الضم الإسرائيلية، التي منعناها حتى اللحظة بصمود شعبنا وثبات موقفنا، ثم مشاريع التطبيع المنحرفة التي يستخدمها الاحتلال كخنجر مسموم يطعن به ظهر شعبنا وأمتنا”.
وأضاف عباس قائلا إن “الضغوط زادت علينا منذ بداية العام الجاري”، كما أوضح أن الدول العربية لم تف بالتزاماتها المالية مع السلطة الفلسطينية”.
ونوه الى أن اللقاء يأتي في مرحلة بالغة الخطورة ، وأكد على أن القضية تتعرض لمؤمرات ومخاطر عدة ، وطالب الجامعة العربية التأكيد على الالتزام بمبادرة السلام العربية التي تنص على عدم التطبيع مع إسرائيل إلا بعد إنهاء احتلالها للأراضي العربية والفلسطينية.
كما طالب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في ذات اللقاء اعادة ترتيب العلاقات الفلسطينية مع محيطها والعمل على بناء كتلة صلبة في المنطقة تتصدى لتسلل الإسرائيلي فيها .
واعتبرت السلطة الفلسطينية و فصائل المقاومة التطبيع الإماراتي طعنة في خاصرة الحق الفلسطيني، بالتوازي مع حديث مسؤولين وخبراء إسرائيليين من أن الخطوة الإماراتية تهدف إلى محاولة أبو ظبي تقديم نفسها على أنها إحدى دول الإقليم المؤثرة .
وادعا مسؤولون اماراتيون ان الاتفاق التطبيعي مع اسرائيل يأتي في سياق اخماد فتيل النزاع في المنطقة ، وتحقيقا للسلام والهدوء لجميع الأطراف ويصب في مصلحة القضية الفلسطينية .