الانتخابات واللاجئون الفلسطينيون حول العالم … الدور المطلوب

لا شك أن أبناء شعبنا الفلسطيني خارج فلسطين، جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني الواحد في الداخل والخارج، ومن البديهي أن يعتبروا أنفسهم شركاء رئيسيين في القرار الفلسطيني، الأمر الذي بات يوجب أن يكون لهم مكان بارز ومستدام ضمن المنظومة الفلسطينية، وعلى رأسها منظمة التحرير، التي بات هناك اجماع فلسطيني على اعادة بنائها، بما يضمن مشاركة الكل الفلسطيني في التمثيل وفي صنع القرار.


ورغم إصرار حركة حماس ومعها مختلف القوى والفصائل على إجراء الانتخابات الفلسطينية بمراحلها الثلاث، تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، بالتزامن، أصر محمود عباس على اجراء هذه الانتخابات بالتتالي، ما يثير المخاوف لدى جماهير في الخارج وهم يمثلون الأغلبية، من تهميشهم مرة أخرى.


إمكانية إجراء الانتخابات الفلسطينية في الخارج متوفرة، ومشاركة فلسطينيو الشتات في انتخابات المجلس الوطني، الذي يعتبر برلمان الثورة، الذي تنبثق منه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ضمن مراقبة وإشراف محايد، ووفق المعيار الذي يحدده التوافق الفلسطيني، يمكن تحقيقه.


سبعة ملايين فلسطيني في الخارج، تم تهميشهم بشكل عملي وميداني ما بعد أوسلو، وتم إخراجهم من منظومة القرار الفلسطيني السياسي، لصالح قيام السلطة الفلسطينية، التي لا تمثل عمليا إلا شعبنا في الضفة وغزة فقط.


ولتبديد مخاوف تهميشهم مرة أخرى، ينبغي أولا على القوى والفصائل المشاركة في حوارات القاهرة المرتقبة حول الانتخابات القادمة، الحرص على مشاركة ممثلين عن جماهير شعبنا الفلسطيني في الخارج، الأمر الذي سيضمن أن يأخذ التوافق الفلسطيني مشاركة شعبنا الفلسطيني في الخارج -والذي يمثل الأغلبية- في الانتخابات المرتقبة.


وثانيا ينبغي على أبناء شعبنا في الخارج توحيد قواهم ومؤسساتهم ومؤتمراتهم، لجهة تشكيل لوبي فلسطيني، يمثل فلسطينيي الخارج، أولا لضمان مواصلة الضغط على صانع القرار الفلسطيني، لجهة مشاركتهم في صنع القرار الفلسطيني، كما في تأمين استدامة التوافق الفلسطيني.


وثانيا لضمان تقوية الموقف ورفع الصوت الفلسطيني المطالب بحقوقه في مختلفة المحافل الدولية التي لم تعد تسمع سوى الرواية الصهيونية.


إجراء انتخابات لفلسطيني الخارج، ليست منة من محمود عباس أو من لجنته التنفيذية فاقدة المشروعية والتمثيل، بل هو حق أصيل كونهم جزء لا يتجزأ من مكونات المجلس الوطني الفلسطيني.


علما أن اجراء الانتخابات لفلسطيني الخارج، ستكون أكثر نزاهة من انتخابات تجري تحت حراب الاحتلال في الضفة المحتلة، وتحت ضغط السلطة التي تستأثر بالسلطة والمال وتستخدمها كورقة انتخابية لصالح حركة فتح في غزة.


انهاء الانقسام الفلسطيني، واعادة بناء منظمة التحرير لتمثل الكل الفلسطيني، بات مطلب يحظى بالإجماع، لذا يجب على ملايين اللاجئين الفلسطينيين حول العالم الاستمرار برفع الصوت عالياً، لجهة البدء بانتخابات توافقية لجالياتهم حول العالم، لضمان افراز أجساما قيادية تعبر عن إرادة شعبنا الفلسطيني في شتى الدول التي يعيشون فيها، كبداية واجبة قبل تنظيم مشاركتهم الفاعلة في مقارعة الاحتلال، باستخدام أساليب مختلفة وعلى رأسها الأساليب القانونية في مختلف المحافل حول العالم، والتي لا تقل أهمية عن مقارعة الاحتلال على الأرض داخل فلسطين المحتلة.


أيها اللاجئون الفلسطينيون حول العالم، يجب أن يكون لكم تمثيل حقيقي، وخاصة أن العملية الانتخابية التي أجريت في 2006 قد تجاوزتكم، وأصبحتم خارج الشرعية عبر تعطيل أعمال المجلس الوطني الفلسطيني الذي يمثلكم.


ايها اللاجئون الفلسطينيون حول العالم، أنتم أكبر من أي حزب أو تنظيم، أنتم عصب رئيس للثورة الفلسطينية المعاصرة، التي انطلقت للتحرر والانعتاق، وليس بهدف إقامة سلطة محدودة تحت بساطير المحتل كما يقول محمود عباس، فأصواتكم اكثر اهمية من أي وقت مضى، وهي وحدها الكفيلة برفع الشرعية عمن فرط بحقوقكم وتنازل عن حق عودتكم شخصا كان أم منظمة.


ايها اللاجئون الفلسطينيون حول العالم، يجب أن تظهروا مزيدا من الاصرار على المشاركة في انتخاب مجلس وطني جديد، لتغيير الواقع، وتغيير المنهج والبرنامج وتصويب المسار، وعدم الاكتفاء بتغيير الاسماء والأشخاص.
ايها اللاجئون الفلسطينيون حول العالم، بتم على مفترق طرق هام من عمر قضيتنا الممتد، فإما أن تلجوا إلى مرحلة جديدة لضمان دور وحضور فعال في المشهد الفلسطيني، وإما أن يتم تجاهلكم وغمط حقوقكم من جديد، فارفعوا أصواتكم يرحمكم الله.

Exit mobile version