شهدت غزة قصفا اسرائيليا من طائرات ودبابات متخامة للقطاع ، الجمعة ، على مواقع للمقاومة الفلسطينية في القطاع ، وردت الفصائل على عدوان تل ابيب بمجموعة صواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة .
وفي سياق متصل حث مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إسرائيل والجماعات المسلحة “المقاومة” في قطاع غزة على وقف العنف ، ويبذل وسطاء من الأمم المتحدة ومصر وقطر جهودا ترمي الى عودة الهدوء في القطاع .
وغرد ملادينوف على حسابه في تويتر “يواصل مسلحون إطلاق مقذوفات ومواد حارقة،وإحكام الحصار يجعل الحياة داخل القطاع غير محتملة”. وتابع قائلا “في ظل تلك الظروف الراهنة لا يمكن لجهود الوساطة لمنع التصعيد وتحسين الأوضاع أن تنجح”.
كما يزور المبعوث القطري محمد العمادي غزة ، منذ يوم الثلاثاء حيث يجري محادثات مع قادة حماس ، في اطار دور الدوحة بتخفيف أعباء الحصار على غزة .
وأغلقت السلطات الاسرائيلية معبرها التجاري الوحيد في غزة عقب الأحداث لزيادة الخناق على غزة ، وقلصت المساحة المسموح بها للصيد في البحر ، ومنعت واردات الوقود إلى الوصول للقطاع الساحلي، مما أدى إلى توقف محطة الكهرباء الوحيدة بها هذا الأسبوع.
وذلك في ردا اسرائيلي على البالونات الحارقة التي يطلقها أهالي القطاع ، باتجاه الأراضي الزراعية في مستوطنات الغلاف ، للضغط على تل ابيب لتخفيف حصارها على غزة والسماح بمزيد من التسهيلات الاقتصادية ، وتعد بالونات الهيليوم المحملة بالمواد الحارقة نوعا من اشكال المقاومة الشعبية تعبيرا عن رفضهم للحصار.
ويعمل وسطاء من الأمم المتحدة ومصر وقطر على العودة للتهدئة. ويزور وقصفت إسرائيل منشآت حماس كل ليلة تقريبا على مدار الأسبوعين الماضيين، قائلة إنها لن تتهاون مع إطلاق البالونات.
وأعرب مسؤولو الصحة عن قلقهم من أن يؤدي توقف عمل المحطة إلى تفاقم تفشي فيروس كورونا المستجد في القطاع الفقير الذي يقطنه مليونا فلسطيني.
ومن جانب آخر قال الكاتب الإسرائيلي يوسي أحيمائير في مقاله بصحيفة معاريف، الأربعاء ، ترجمته عربي 21 ، الى أن “استمرار إطلاق البالونات الحارقة من غزة باتجاه المستوطنات الجنوبية أمر غير محتمل، لأن أي دولة في العالم لن تسمح باستمرار هذا الجدول اليومي من الاستفزاز لسيادتها، وبالتالي فإن غزة لا علاج لها ما دامت حماس تسيطر عليها، لكن إسرائيل في الوقت ذاته ليس لديها “شمشون” لهدم أبوابها، وسنبقى في هذه المحنة لسنوات عديدة”.
وعبر الكاتب الاسرائيلي يوحاي داهان في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، الاثنين الماضي ، ترجمته عربي 21 “أشعر بالإحباط والأذى والسوء بشأن الوضع الأمني غير المستقر في سديروت بشكل خاص، وفي مستوطنات غلاف غزة بشكل عام، لأننا بتنا نعيش في حالة من عدم اليقين التام، وهي وصفة لحياة غير صحية، والأكثر إحباطا، أن حماس هي التي تحدد النغمة، وليس نحن، هذا الوضع لا يمكن، ولا يجب أن يستمر”.
وأضاف داهان إن “الشوارع الفارغة في مستوطنة سيديروت الحدودية مع قطاع غزة، توضح خطورة الوضع الأمني القائم فيها، وإنه لأمر محبط أن تملي منظمة مسلحة معادية مثل حماس تفاصيل الواقع الإسرائيلي، هذا الوضع لا يمكن، ولا يجب أن يستمر”.
وتابع بالقول أن “الأسوأ بالنسبة لنا نحن سكان هذه المستوطنات الجنوبية مع غزة، أننا لا نعرف ماذا سيحدث غدا، وفي اليوم التالي، فمنذ شهر من الآن، وإطلاق البالونات والصواريخ يستمر من غزة باتجاهنا، مما جعلنا نمر بأيام صعبة” .
وأوضح الكاتب الاسرائيلي جاكي خوجي في مقال نشرته صحيفة “معاريف” ، الخميس ، وترجمته عربي 21 أن “التوتر مرتبط بتجديد المنحة القطرية إلى غزة”، لافتا إلى أن “مستوطنات غلاف غزة تتعرض منذ أيام لهجوم بالونات حارقة ومتفجرات، لتحقيق هدف واضح وفوري”.
وعبر الكاتب الإسرائيلي في معاريف رافي كرسو، الخميس، في مقاله له ترجتمه عربي 21 عن استيائه من الحالة الأمنية في جنوب “اسرائيل” قائلا : “الفلسطينيون يحرقون حقولنا بغلاف غزة ونحن نصمت ونهدد، يقومون بأحداث الفوضى على السياج، ولا نرد، أمر غريب وعجيب، الجيش الذي يمتلك ترسانة عسكرية هائلة، وتكنولوجيا فائقة، غير قادر على إصابة عدة شبان يطلقون هذه البالونات الحارقة، وتحييدهم”!
كما أشار الخبير العسكري الإسرائيلي وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية والأمنية ، الأحد الماضي ، في مقاله بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، ترجمته عربي 21 ، الى أن “هناك من يريد أن يخبر سكان قطاع غزة، وربما مستوطني الجنوب بأسره، أن البالونات الحارقة وإطلاق الصواريخ سيستمران لبعض الوقت، فقد يستغرق الأمر أياما، وربما أسابيع، لأن حماس غير مستعدة لتغيير مواقفها، وإسرائيل لا تريد التصعيد خلال فترة كورونا، وربما عشية الانتخابات، مع أن جميع الافتراضات الأخرى تهدف للتغطية على حقيقة أن إسرائيل ليس لديها حاليًا حل للوضع في غزة، حتى لو خضعت لجميع مطالب حماس”.
وكما نوه الى أن “المطلب الرئيسي لحماس أن يضاعف أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، المنحة المالية المقدمة لعائلات غزة، وأن يضمن وصول المنح بالترتيب كل شهر لمدة عام على الأقل، لكن المنح القطرية تشمل دفع ثمن الوقود الذي يشغل محطة توليد الكهرباء بغزة، والأموال المدفوعة للسلطة الفلسطينية مقابل الوقود المرسل من إسرائيل، وفي الوقت الحالي، لا توجد إمدادات كهربائية منتظمة في غزة بسبب نقص الوقود”.
يذكر أن أهالي قطاع غزة يستخدمون العديد من الوسائل وأدوات الضغط على الاسرائيليين ، للحثهم على تقديم مزيد من التنازلات في اطار التخفيف عن القطاع .