مدير مؤسسة فيميد أ. إبراهيم المدهون يكتب:
تعقيبًا على البيان القطري المصري الأمريكي، يمكن القول أن هذا البيان لا يسهم في حل المشكلة بل يزيدها تعقيدًا. إن دور الولايات المتحدة في جرّ الوسطاء المصري والقطري للعودة إلى طاولة المفاوضات، بعد أن أغلقت إسرائيل هذا الباب باغتيالها إسماعيل هنية وتصعيدها العدواني على لبنان، يشير بوضوح إلى أن العودة إلى المفاوضات في ظل استمرار المجازر البشعة في قطاع غزة وحرب الإبادة، ليس سوى تضييع للوقت وشرعنة للقتل الذي تمارسه إسرائيل.
من الواضح أن الحديث عن إعادة المفاوضات في هذا التوقيت يعكس تجاهلًا تامًا للجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين. إن أي محاولة للحديث عن مفاوضات دون وقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل، هي مجرد قفزة في الهواء ومحاولة لفرض الأمر الواقع على المقاومة الفلسطينية.
أنصح المقاومة الفلسطينية وحركة حماس بعدم الاستجابة لأي دعوات للمفاوضات قبل أن يُعلن الاحتلال الإسرائيلي بشكل واضح عن وقف الحرب والعدوان والإبادة على قطاع غزة. هذا هو الحد الأدنى لأي عملية تفاوضية جادة تهدف إلى حماية الشعب الفلسطيني ووقف معاناته.
من جهتي، أرى أن التحرك الأمريكي الأخير لا يسعى إلا لتضييق الخناق على محور المقاومة، في محاولة لمنع الردود على جريمة اغتيال الشهيدين فؤاد شكر وإسماعيل هنية، بالإضافة إلى قصف الحديدة في اليمن. إن هذه المراوغة الأمريكية تهدف فقط لفسح المجال أمام الجرائم الإسرائيلية، خصوصًا في ظل القلق العالمي من رد فعل قوي من قبل إيران وحزب الله في لبنان.
نتمنى من الدول العربية، وعلى رأسها قطر ومصر، أن تتخذ موقفًا حاسمًا، وأن يكون وقف العدوان على قطاع غزة شرطًا أساسيًا لأي استئناف للمفاوضات، لضمان تحقيق أي صفقة سياسية تكون عادلة للشعب الفلسطيني وتحفظ كرامته وحقوقه.