كما قطرات الزيت، ما يزال اللمعان حاضرا لقصيدة “شجرة الزيتون الثانية ” للشاعر الراحل محمود درويش، في عيون الفلسطينيين، الذين يرون في الشجرة عنوان التجذر في الأرض.
“سيدة السفوح المحتشمة”، كما وصفها درويش في قصيدته، شهدت منذ مطلع الشهر الجاري، موسم قطف جديد لدى معظم البلاد العربية، في موسم متذبذب الإنتاج، خلافا للعام الماضي الذي سجل إنتاجا، هو الأعلى تاريخيا في بلدان مثل فلسطين.
في التقرير التالي، التقط مراسلو وكالة الأناضول، العاملون في بلدان الأردن، وفلسطين، والمغرب، وتونس، ولبنان، معلومات وحقائق عن موسم الزيتون الحالي كل في بلده.
** الأردن
يتوقع الأردن إنتاج ما يقارب 180 ألف طن من ثمار الزيتون ليتم تخليل نحو 40 ألف طن منها، وعصر 140 الف طن، وفق بيانات وزارة الزراعة الأردنية والجمعية الأردنية لمنتجي ومصدري الزيتون.
وتوقعت الوزارة إنتاج 25-27 ألف طن من زيت الزيتون للموسم الحالي، مقارنة مع 31 ألف طن في الموسم المالي؛ بينما يبلغ استهلاك السوق المحلية قرابة 24 ألف طن.
وتتوقع الوزارة والجمعية أن تتراوح أسعار زيت الزيتون في بداية الموسم الحالي بين 70-80 دينارا (98.7 دولار إلى 112.8 دولار) للتنكة وزن 16 كغم.
تبلغ المساحات المزروعة بأشجار الزيتون في جميع مناطق المملكة، حسب التعداد الزراعي الذي أجرته دائرة الإحصاءات العامة، 560 ألف دونم (الدونم يساوي 1000 متر مربع)، بعدد أشجار زيتون 10.5 ملايين.
** فلسطين
في فلسطين، تتوقع وزارة الزراعة تراجعا حادا لإنتاج زيت الزيتون إلى 11 ألف طن هذا العام، بعدما وصل إلى مستوى تاريخي مرتفع عند 40 ألف طن لموسم 2019.
وقال مدير دائرة الزيتون في الوزارة رامز عبيد، للأناضول، إن 8.5 آلاف طن من الإنتاج سيكون من حقول الضفة الغربية، بينما إنتاج قطاع غزة 2.7 ألف طن، يضاف لهما 10 آلاف طن بقيت من إنتاج الموسم الماضي.
وبحسب عبيد، يبلغ الاستهلاك المحلي من زيت الزيتون حوالي 15 ألف طن سنويا، ما يعني وجود فائض بحوالي 6 آلاف طن فقط، وهو بالكاد يغطي كمية التصدير السنوية.
وتصدر فلسطين سنويا 5 – 7 آلاف طن، معظمها إلى دول الخليج والأردن على شكل هدايا للفلسطينيين المقيمين في هذه الدول، وكميات قليلة مخصصة للبيع.
وفق مجلس الزيتون الفلسطيني (غير حكومي)، يبلغ عدد أشجار الزيتون المثمرة أكثر من 10 ملايين شجرة، ويتوقع دخول 3 ملايين شجرة أخرى مرحلة الإنتاج خلال السنوات القلية القادمة.
وقال عبيد ان الفلسطينيين يخسرون نحو 5% من انتاج الزيتون سنويا بسبب اعتداءات إسرائيل ومستوطنيها، سواء بسرقة الثمار او بالتجريف وقطع الأشجار أو منع المزارعين من الوصول إلى حقولهم لجني المحصول.
** تونس
تشير التوقعات الأولية لموسم زيت الزيتون للموسم الحالي 2020- 2021، إلى أن الإنتاج لن يتجاوز 140 ألف طن، نزولا من إنتاج الموسم الماضي البالغ قرابة 400 ألف طن.
وقال شكري بيوض، المدير العام للديوان الوطني للزيت، إن الاستهلاك الوطني من زيت الزيتون لا يتجاوز 50 ألف طن سنويا، وتمثل الصادرات 80 بالمئة من الإنتاج المحلي.
وذكر أن الصادرات التونسية من مادة زيت الزيتون، كانت الموسم الماضي قياسية، “حيث بلغت في 11 شهرا 343 ألف طن بقيمة 2.078 مليار دينار (752 مليون دولار)، وينتظر ان ينتهي الموسم بصادارت إجمالية 360 ألف طن.
المدير العام للديوان لفت أن المساحات الإجمالية المزروعة بالزيتون، تبلغ 1.96 مليون هكتار (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع)، تحتل بها المرتبة الثانية عالميا بعد إسبانيا.
** لبنان
في لبنان، قالت مريم عيد، رئيسة مصلحة الصناعات الزراعية في وزارة الزراعة، إنه من المبكر وضع تقدير للإنتاج لهذا العام، “لكن ما لا شك فيه أن كمية الإنتاج للعام 2020 أقل من 2019”.
وذكرت أن مساحة الزيتون في لبنان بلغت 536.467 ألف دونم ما يمثل 43 بالمئة من مساحة الزراعات الدائمة، مزروع بها قرابة 13 ألف شجرة زيتون.
ويواجه قطاع الزيتون تحديات استثنائية لهذا العام في لبنان، “فعدا عن المشاكل المزمنة التي عاناها، فإن الوضع الاقتصادي والمالي الذي تمر به البلاد، انعكس بشكل كبير على تصريف الإنتاج رغم انخفاض الإنتاجية لهذا العام”.
وأطلقت وزارة الزراعة هذا العام حملة ترويج زيت الزيتون “اختار الأفضل واستهلك اكثر”، تسعى من خلالها لزيادة استهلاك زيت الزيتون من خلال توعية المستهلك وتأمين البنية التحتية لتحسين جودة زيت الزيتون اللبناني.
** المغرب
في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، قالت وزارة الفلاحة المغربية في بيان، إنه “من المتوقع أن يرتفع إنتاج قطاع الزيتون بنسبة 14 بالمئة خلال الموسم الفلاحي 2020-2021، مقارنة بالموسم السابق”.
وبلغ إنتاج الزيتون المغربي خلال الموسم الماضي 2019-2020، حوالي 1.4 مليون طن؛ فيما متوسط الصادرات السنوية 82.290 ألف طن من الزيتون المعلب، و13.320 ألف طن من زيت الزيتون، بحسب وزارة الفلاحة المغربية.
وبحسب إحصائيات المجلس الدولي للزيتون، (منظمة دولية)، فإن المغرب يحتل المرتبة الخامسة عالميا والأول عربيا، بنسبة 4 بالمئة من إجمالي الاستهلاك العالمي من زيت الزيتون.
وتستهلك المملكة، حسب توقعات الموسم الحالي نحو 120 ألف طن من زيت الزيتون، مقابل 150 ألفا في الموسم السابق.
وتغطي زراعة الزيتون في المغرب، مساحة تقدر بحوالي 930 ألف هكتار، وتمثل أشجار الزيتون، بحسب الموقع الرسمي لوزارة الفلاحة المغربية، 65 بالمئة من مجموع الأشجار المثمرة المزروعة.