قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس بقطاع غزة، يحيى السنوار، الإثنين، إن هناك “فرصة حقيقية لتحقيق تقدم بملف تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف السنوار، في تصريحات صحفية عقب لقائه رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، الذي يزور غزة،”ناقشنا مع المصريين كافة تفاصيل تثبيت وقف إطلاق النار وكبح العدوان عن شعبنا، وأكّدنا أنّ مقاومتنا بألف خير وأيديها على الزناد لصدّ أي عدوان”.
وأوضح رئيس حركة حماس أنه دعا المصريين وزعماء العالم لنزع صواعق التفجير بالساحة الفلسطينية وكبح الاحتلال عن ممارساته في المسجد الأقصى، مشيراً إلى أنهم ناقشوا مع الوفد المصري ملف الإعمار والمنح الدولية لغزة لإعادة الإعمار.
كما أبدى رئيس حماس بغزة، استعداد حركته للدخول في مفاوضات عاجلة وسريعة لإنجاز ملف التبادل.
وأضاف: “أكدنا للوفد المصري ضرورة كسر الحصار مرة واحدة وللأبد عن قطاع غزة، والمصريون وعدوا بإحداث تغيير كبير في غزة وبتحويلها إلى دبي جديدة على ساحل المتوسط”.
وتابع قائلاً: “نحن نفرض أنفسنا وقضيتنا على طاولة العالم ونحن شعب يستحق الحياة وشعب يستحق أن ينال حقوقه”، مستكملاًَ: “نحن على موعد قريب لكسر الحصار عن غزة وتوفير فرصة حياة كريمة لشعبنا بالقطاع”.
الرقم 1111
في سياق متصل، قال رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، إن حركته واثقة من انتزاع حقوق الأسرى.
وأردف السنوار: “واثقون أننا قادرون على انتزاع حقوقنا وسجلوا على لساني رقم 1111، وستذكرون هذا الرقم جيدًا”. دون أن يذكر أي تفاصيل أو دلالات حوله.
وأوضح أن هذا الملف “شهد حراكات خلال الفترة الماضية، لكنها توقفت نتيجة الأوضاع السياسية الداخلية لدى الاحتلال”.
هذا و تحتفظ كتائب عز الدين القسام بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي) والآخران دخلا غزة في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.
ووصل رئيس جهاز المخابرات المصرية، عباس كامل إلى قطاع غزة، اليوم الإثنين، عبر معبر بيت حانون “إيرز”، واجتمع مع قيادة حركة حماس، والتقى في اجتماع آخر بقادة الفصائل الفلسطينية.
وقال نائب رئيس حركة “حماس” في قطاع غزة خليل الحيّة، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع “ناقشنا عدة ملفات أهمها ضرورة إلزام الاحتلال بوقف عدوانه في غزة والقدس والشيخ جراح وجميع أماكن فلسطين ولجم المستوطنين عن أبناء شعبنا، ورفع الحصار عن غزة بالكامل”.
وأضاف أن المباحثات ناقشت أيضا “ترتيب البيت الفلسطيني والاتفاق على استراتيجية للوقوف أمام العالم برؤية استراتيجية لانتزاع حقوقنا”.
وأشار إلى أن الاجتماع تناول أيضا قضية إعادة إعمار غزة، عقب العدوان الأخير.
وأضاف “ناقشنا الإعمار وضرورة الإسراع فيه، ورحبنا بكل جهود إعمار البيوت المدمرة والأبراج والمزارع والبنية التحتية، وسنكون مساهمين وداعمين لهذه الجهود”.
وتناول المباحثات أيضا، بحسب الحيّة، “الدور المصري والعلاقات الثنائية بيننا وبين مصر، ولدينا علاقة استراتيجية ومصر دورها كبير في دعم الشعب الفلسطيني”.
وأكد الحية أن حركته ترفض ربط ملف تبادل الأسرى مع الاحتلال بملفات إعادة الإعمار والتهدئة، مؤكدا أن مصر تتفهم موقفها في هذا الشأن.
وأضاف “ملف تبادل الأسرى ملف مستقل عن كل الملفات ولا نقبل ربطه بها، نحن قطعنا شوطًا في اللقاءات قبل العدوان، لكن الاحتلال ليس جادا حتى الآن (في إبرام صفقة تبادل)، وإذا كان جادا يمكن أن نمضي فيه بشكل سريع”.
وأكمل “نحن في ظروف أفضل، والأشقاء في مصر لديهم أوراق جديدة للضغط على الاحتلال”.
وكان مكتب رئيس الوزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال في بيان أمس، إنه طرح خلال اللقاء مع رئيس المخابرات المصرية، إعادة أسرى ومفقودين لدى حركة “حماس” في قطاع غزة في أقرب وقت ممكن.
وعقد كامل أمس الأحد، اجتماعين مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحث خلالهما “آخر مستجدات جهود التهدئة وإعادة إعمار قطاع غزة”.
وهذه هي المرة الأولى التي سيزور فيها كامل، غزة، منذ توليه المنصب في 2018.
وسبق لسلفه، خالد فوزي، زيارة غزة في أكتوبر/تشرين أول 2017، في إطار جهوده “لتحقيق المصالحة الفلسطينية وانهاء الانقسام”.
وتشهد القضية الفلسطينية حالياً، حراكاً نشطاً، في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ضمن مساعي الولايات المتحدة الأمريكية والوسطاء الإقليميين؛ لتثبيت وقف إطلاق النار، الذي بدأ فجر الجمعة 21 مايو/ أيار الجاري.
وأسفرت الهجمات الصاروخية الإسرائيلية على القطاع، براً وجواً وبحراً، عن استشهاد 255 فلسطينيا، بينهم 66 طفلا، و39 سيدة، و17 مُسنّا، فيما أدت إلى إصابة أكثر من 1948 بجروح مختلفة، منها 90 صُنفت بأنها شديدة الخطورة.