في القدس مئات المعالم والآثار القديمة لكثير من الحضارات السابقة، لكن لا تزال الآثار العثمانية الأبرز والأكثر، فمعظم الآثار والمباني القديمة في القدس هي آثار وأوقاف عثمانية وتشكل 70% من الآثار الموجودة.
وحكمت الدولة العثمانية البلاد العربية وبلاد الشام بما فيها القدس أكثر من 400 سنة.
يقول مدير مؤسسة ميراثنا لرعاية الأوقاف العثمانية في القدس محمد ديمجري إن القدس مدينة عثمانية وعندما زارها شعر بوجود العثمانيين إلى اليوم “أينما تنظر تجد رمزا عثمانيا فيها.. الأسوار، الشوارع الأسواق، الحارات، لقد اهتم العثمانيون بالقدس, جميعهم بذل جهدا لترك آثار فيها”.
ويوضح مدير الأرشيف العثماني في إسطنبول أوندر باير أن الحكم العثماني بدأ بعد انتصار السلطان سليم الأول في معركة مرج دابق في 24 أغسطس/آب 1516 التي أصبحت القدس بعدها أرضا عثمانية وبدأ العثمانيون أعمال الإعمار والتطوير.
وأضاف أنه عند دراسة تاريخ المنطقة يتبين أن أكثر الخدمات والاستثمارات التي قدمت في القدس وفلسطين كانت في عهد الدولة العثمانية.
في العهد العثماني ألحقت القدس بولاية الشام، وتغيرت تبعيتها الإدارية أكثر من مرة فأحيانا كانت تتبع دمشق وأحيانا بيروت، إلى أن أصبحت متصرفية القدس، وأعطيت لقب “القدس الشريف” ليرتبط اللقب بها إلى يومنا هذا.
لم تدم فترة حكم السلطان سليم طويلا فقد وافته المنية بعد معركة مرج دابق بأربع سنوات، فخلفه في الحكم ابنه السلطان سليمان عام 1520 ولقب بالسلطان سليمان القانوني الذي أرسى قواعد الحكم في أرجاء الدولة وأطلق مشاريع الإعمار والتنمية.