تحت عنوان “العرب سيحرقون”، يُخطط مستوطنون متطرفون إلى مهاجمة الفلسطينيين وشن حملة هجمات عدوانية ضدهم في منطقة باب العامود بالقدس المحتلة مساء يوم الخميس، ردًا على ما أسموه بـ”الاعتداءات الفلسطينية الأخيرة ضد بعض المستوطنين” في المدينة.
وأنشأ المستوطنون مجموعة على تطبيق “واتساب” حملت عنوان “العرب سيحترقون” لمناقشة كيفية مهاجمة الفلسطينيين و”الثأر والانتقام منهم”.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل دعت منظمة “لاهافا” المتطرفة أنصارها للتظاهر في القدس الساعة العاشرة من مساء اليوم، والتواجد في البلدة القديمة لـ”الدفاع عن الشرف اليهودي”.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن مجموعة من المتطرفين اليهود يخططون للوصول إلى منطقة مثلث وسط المدينة في القدس و”ميدان سفرا” وشارع يافا مساء اليوم، مزودين بأسلحة هجومية.
وأشارت إلى أن الأسلحة التي أعدتها العناصر الإرهابية تشمل مسدسات ضغط وقنابل مسيلة للدموع ومتفجرات ومقابض حديدية للكم وسكاكين، وأن التعليمات التي تلقوها من زعماء المنظمات العنصرية التي ينتمون إليها هو “إيذاء أكبر عدد من الفلسطينيين” ولمّحوا إلى “التسبب بقتلهم”.
وتظهر توثيق المحادثات على مجموعات مختلفة بـ”واتساب”، بينها مجموعة “فليحترق العرب”، أن “المئات من عناصر المنظمات اليهودية يعتزمون المشاركة بالهجمات خاصة في منطقة شارع يافا وساحة سفرا، إذ تعمل المنظمات على حشد عناصرها بوساطة نشر مقاطع فيديو مزعومة نُشرت على (تيك توك) تظهر اعتداء عرب على حريديم”.
وتأتي هذه الدعوات المتطرفة وسط تصاعد حدة الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسيين في المدينة، وتحديدًا في باب العامود ومحيط البلدة القديمة، ما حولها إلى ساحة مواجهة يومية لا تتوقف منذ بداية شهر رمضان المبارك.
وفي مساء كل يوم وقبيل موعد الإفطار، تُحول سلطات الاحتلال منطقة باب العامود والشوارع المحاذية لها إلى ثكنة عسكرية، عبر انتشار مكثف لعناصرها ووحداتها الخاصة وفرق الخيالة، لأجل قمع المصلين والشبان عبر خروجهم من صلاة التراويح في المسجد الأقصى، بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغازية، وباستخدام المياه العادمة.
تواطؤ إسرائيلي
المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي يصف دعوات المستوطنين بأنها “عنصرية تنبع من أناس رضعوا الحقد والكراهية وعدم رؤية الآخر”.
ويقول الهدمي في حديثه لوكالة “صفا”: إن” هؤلاء المستوطنين يحاولون فرض وجودهم في منطقة باب العامود، عبر إرهاب أصحاب المكان الأصليين من خلال أعمال الزعرنة والممارسات الوحشية، بدعم من سلطات الاحتلال”.
ويضيف أن سلطات الاحتلال متواطئة تمامًا مع هذه الدعوات المتطرفة، وتدعمها بكافة الوسائل، وتوفر الحماية للمستوطنين لتنفيذ اعتداءاتهم على الشبان المقدسيين.
والأخطر-وفق الهدمي- أن “المقدسيين مضطرون للتعامل مع هؤلاء المستوطنين، لأن الاحتلال يحارب كل جهة تمثلهم في القدس، وهذا ما يشكل خطرًا كبيرًا عليهم”.
ويطالب المقدسيين بألا يُعطوا هؤلاء المستوطنين أي ذريعة لتفريقهم والاستفراد بالمدينة وشبانها اليوم، وعليهم تكثيف تواجدهم في المنطقة، مؤكدًا أن القدس ستبقى “عنوانًا للمواجهة وللثبات والكرامة”.
ويقول إن “الاحتلال يعي أن أهل القدس يُشكلون حجر عثرة في وجه مخططاته واعتداءاته على المسجد الأقصى، لذلك يستهدف الشارع المقدسي بأعمال العربدة والزعرنة، وتخويفهم، وتخريب الحياة الاجتماعية والتجارية في القدس”.
وعلى مدار سنوات ماضية، اكتسب باب العامود صفة الأيقونة الوطنية، وتحول لمكان للتجمهر والاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية، وكذلك الاحتجاج على اعتداءات الاحتلال، كما شهد عشرات العمليات الاستشهادية.
ويبين الهدمي أن الأهمية التي اكتسبها باب العامود، جعله عرضةً لاستهداف الاحتلال الذي يسعى إلى تغيير الواقع العربي فيه، وخنق البلدة القديمة، وجعله ممرًا للمستوطنين باتجاه حائط البراق.
اعتداءات ممنهجة
أما المختص في شؤون القدس جمال عمرو، فيحذر من خطورة دعوات المستوطنين للانتقام من المقدسيين في باب العامود وغربي القدس، مشيرًا إلى أن المنظمات اليهودية وبدعم من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمارس اعتداءات عنصرية ممنهجة بحق الفلسطينيين.
ويقول عمرو لوكالة “صفا”: “المستوطنون يستخدمون أسلحة فتاكة لأجل قتل الفلسطينيين وحرقهم، والاعتداء على ممتلكاتهم في القدس تحت حماية قوات الاحتلال، دون وجود أي رادع أو معاقبة مرتكبي هذه الجرائم”.
ويؤكد أن الاحتلال يريد من خلال اعتداءاته المستمرة، السيطرة على باب العامود، وتفريغه من المقدسيين، باعتباره البوابة الرئيسة للقدس القديمة والمسجد الأقصى.
ويخشى المقدسيون من تحول التظاهرة اليهودية اليوم إلى منصة للاعتداء على المتواجدين في باب العامود، بظل أجواء التحريض الشديد من جانب المستوطنين والمنظمات المتطرفة تجاه المقدسيين.
المصدر: وكالة صفا