الغنوشي: بطولات المقاومة ستصنع مستقبلا آخر للمنطقة

أكد رئيس البرلمان التونسي ورئيس حركة “النهضة”، راشد الغنوشي، أن بطولات المقاومة الفلسطينية ستصنع مستقبلا آخر، وأن العالم العربي ومنطقة الشام ستشهد إعادة ترتيب للأمور بموجبها سيتم وضع القضية الفلسطينية على الطريق الصحيح.

وقال الغنوشي خلال مقابلة مع قناة الجزيرة-مباشر، مساء أمس الثلاثاء، إن “المقاومة الفلسطينية أثبتت أن هذه الأمة لم تمت وأنها أمة حية، وأن الشعب الفلسطيني قد زرعه الله في هذه الأرض المقدسة حارسا لبيت المقدس ولتراث الأنبياء”.

وأكد الغنوشي أنه يرى معالم النصر من وراء هذه المواجهات الجارية في مختلف الأراضي الفلسطينية بين المقاومة والاحتلال. 

وقال الغنوشي: “إننا بصدد إعادة تشكيل خارطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط، والسبب في ذلك هو أنه في السابق لم تكن الأمور في موضعها الطبيعي”، مؤكدا وجود تعاطف دولي مع القضية الفلسطينية، وأن هناك اقتناعا متزايدا بالحقوق الفلسطينية على امتداد العواصم العربية والدولية.

وأكد الغنوشي أن إسرائيل بدون دعم دولي لن تستمر، وقال تعليقا على الموقف الأمريكي والغربي من المواجهات: “هذا الكيان مدعوم لا شك، ولو ترك لنفسه فإنه لا يصمد أمام إرادة الشعب الفلسطيني، لكن مزيدا من الاقتناع يحصل في العالم بأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، وأن كل الموازين ستتغير إذا استمرت الغطرسة الإسرائيلية”.

وأضاف: “الأحداث الكبرى في التاريخ لا تمر من دون أن يكون لها تأثير ما”، مبرزا أن ما يقع في الأراضي الفلسطينية “حدث نوعي وصدام كبير بين الغطرسة الإسرائيلية والحق الفلسطيني، وأنه لا بد لهذا الحدث النوعي أن يقدم  تغييرات كبرى في التاريخ والجغرافيا.

واعتبر الغنوشي أن “صفقة القرن هي أكبر ضحية لهذه الانتفاضة، واليوم نحن بصدد واقع سياسي جديد”.

وأردف قائلا: “أدعو المطبعين القدامى منهم والجدد، إلى أن ينسحبوا بكرامة من هذه المهزلة.  فالتطبيع زائل لا محالة”.

وأضاف أن “الانتفاضة الفلسطينية المباركة اليوم سجلت أن هناك شعبا حقيقيا على هذه الأرض، وبذلك انهارت أسطورة شعب بلا أرض لأرض بلا شعب”.

وأكد الغنوشي أن القضية الفلسطينية محل إجماع في تونس بصرف النظر عن التباينات السياسية والحزبية..

يذكر أن العديد من منظمات المجتمع المدني التونسي مدعومة بالأحزاب السياسية كانت قد دعت إلى تنظيم مسيرة كبرى، أمس الأربعاء، في العاصمة تونس.

وكان البرلمان التونسي قد دعا لإحالة قادة إسرائيل إلى الجنائية الدولية، مطالبا الهيئات الحقوقية الإقليمية والدولية المختصة لاتخاذ الخطوات القانونية اللازمة لإحالة قادة إسرائيل إلى محكمة الجنايات الدولية، جراء جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.

وناشد البرلمان التونسي أحرار العالم، في بيان عقب جلسة عامة الثلاثاء، تمت خلالها مناقشة تطور الأوضاع في فلسطين، رفع الحصار عن قطاع غزة.

ودعا البيان “كل أحرار العالم في مختلف المجالس البرلمانية والمنظمات الحقوقية والمدنية الإقليمية والدولية إلى استنكار الجرائم الصهيونية ومساندة الشعب الفلسطيني”.

أما على الصعيد الشعبي فقد هيمن التضامن مع الشعب الفلسطيني على الجولة الأخيرة من الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم.

ففي مباراة الجولة الأخيرة، بين “الترجي” (الأكثر تتويجا في تونس) وضيفه “نجم المتلوي”، مساء الأربعاء، صعد لاعبو “الأحمر والأصفر” (الترجي) على منصة التّتويج مرتدين الكوفية الفلسطينية.

وقبل بداية المباراة، ارتدى لاعبو “الترجي” قمصانا سوداء مكتوب عليها “فلسطين” بجانب صورٍ للعلم الفلسطيني والمسجد الأقصى وشعار الفريق.

وانتهت المباراة بهدفين مقابل هدف لصالح “الترجي”، الذي سبق وأن حسم اللقب الـ31 في الدّوري قبل 3 مراحل من انتهاء المسابقة.

وفي مباراة أخرى، ارتدى لاعبو “النجم الساحلي”، صاحب المرتبة الثانية في الدوري، الكوفية الفلسطينية، قبل مواجهتهم “الأولمبي الباجي”، رافعين العلم الفلسطيني.

ووقف اللاعبون في سبع مباريات، الأربعاء، دقيقة صمتٍ على أرواح شهداء فلسطين.

Exit mobile version