القبض على 5 شبكات تجسس للاحتلال في تركيا
أفادت وسائل إعلام تركية، اليوم الخميس، بأن جهاز الاستخبارات الوطنية التركية ألقى القبض على 5 شبكات تجسس إسرائيلية، بواقع كل شبكة مكونة من 3 أفراد، بعد متابعة دقيقة استمرّت نحو عام.
وقالت صحيفة “صباح” إن جهاز الاستخبارات التركية عمل على تشكيل فريق متابعة مكوّن من 200 عنصر، من أجل متابعة عملاء الموساد العاملين في تركيا، لمتابعة المعارضة الإسرائيلية وللتجسس ضد تركيا.
وأوضحت أن قوى الأمن عملت على تنفيذ عمليات متزامنة في السابع من الشهر الجاري، شملت 4 ولايات تركية مختلفة، تمكنت من خلالها القبض على 15 شخصاً من جنسيات عربية، وعلم أن هؤلاء كان يدرسون في الجامعات التركية ومتابعة الطلبة الأجانب الذين يمكن لهم العمل في مجال الصناعات الدفاعية مستقبلاً، وتقديم معلوماتهم للموساد.
ولفتت إلى أن عملية المتابعة استمرت مدة عام، وكانت تستهدف الأتراك والطلبة البارزين من العرب، من خلال جمع المعلومات الشخصية التفصيلية المتعلقة بهم، ليتم اعتقالهم بوقت متزامن وبشكل سري، وأن عمليات التحقيق مستمرة في الوقت الحالي، وتتعمق أكثر تمهيداً لإعداد مذكرة اتهام بحق المعتقلين.
وبينت الصحيفة أن خلية واحدة تُعتبر من أخطر الخلايا الخمس، حيث إن أعضاءها التقوا مع عملاء الموساد العاملين على الأرض خارج تركيا، وبعد اللقاء، تم تسليم الموساد وثائق هامة تتعلق بأمن تركيا، جرى الحصول عليها بوسائل استخبارية، وتم تسليمها لمسؤول يحمل اسم “case officer”، كما تم استخدام أسلوب التخابر عبر الهواتف العمومية طريقةً للتواصل فيما بينهم.
ولفتت إلى أن التعاون كان من خلال تقديم المعلومات بمقابل مادي، وشملت المعلومات التي جُمعت الفلسطينيين المعارضين لإسرائيل، والإمكانيات والتسهيلات المقدمة لهم، وخصوصاً المدعو “أ.ب”، الذي دخل تركيا في نهاية العام 2015، وكان أكثر عنصر فاعل في ما يتعلق بالتحويلات المالية، ومن الأمور المستغربة كانت أن “أ.ب” كان من الذين أبلغ عنهم في شهر يونيو/حزيران الماضي، بأنه شخص مفقود في منطقة “مال تبه” بإسطنبول. وتابعت أن عملية الإبلاغ عن الفقدان من الخلية كانت بهدف العمل بشكل سري، ولكن جهاز الاستخبارات قام بالمتابعة وقتها، وكان على اتصال بمواطن إسرائيلي يدعى “أ.ز”، يحمل جواز سفر معروفة منه هذه الأرقام فقط “307….”، وتم تحويل مبلغ مالي للمدعو “أ.ب”، بلغ هذا العام وحده 10 آلاف دولار.
وكشفت المعلومات عن أن العضو الآخر في الشبكة هو “ر.أ.أ”، وهو واحد من الأفراد الذين أبلغ عنهم أنهم مفقودون، من دون تحديد تاريخ الإبلاغ، وتبين أنه سافر إلى عاصمة كرواتيا زغرب في 27 و28 من يونيو/حزيران الماضي، وهناك التقى مع مسؤول من الموساد، وتم التثبت من تسلمهما مرتين مبالغ مالية بقيمة ألف و1200 دولار.
أما الشخص الثالث من الشبكة، فهو “م.أ.س”، وبتعليمات من الموساد، سافر مرتين إلى مدينة زيورخ السويسرية، والتقى مع مسؤول في الموساد يدعى “م.سي”، حيث كان أبلغ عن الشخص بأنه مفقود مثل باقي أفراد الخلية، من دون ذكر تاريخ البلاغ.
كما بينت أن المتابعة من الاستخبارات التركية كانت عبر المتابعة الفورية والتتبع التقني، ومعرفة كيفية دخول هؤلاء للجامعات التركية والدراسة فيها، والإمكانيات التي حصلوا عليها من الحكومة التركية والبلديات التركية، وتم التأكد من أن خمس خلايا استخبارية ترسل المعلومات المطلوبة التي شملت أيضاً الجمعيات والمنظمات المدنية بصورة سرية إلى الموساد.
وتحققت الاستخبارات التركية من لقاء العملاء مع مسؤولي الموساد خارج تركيا، وأن التعليمات لم تصدر من إسرائيل، بل من العملاء في أفريقيا وأوروبا، وخصوصاً من زغرب ومن رومانيا وسويسرا وكينيا، حيث حلّ الموساد مشكلة حصول العملاء على تأشيرات دخول من قنصليات الدول المعنية، كما أن عمليات التجسس كانت تجرى وفق تطبيق بعنوان “بروتون ميل”، وهو تطبيق يعمل على تشفير ملفات “وورد”، والطريقة الثانية استخدام برنامج SafeUM الذي يعطي أرقاماً مزورة لاستخدامها عبر “واتساب” والتواصل مع مسؤولي الموساد.
وذكرت الصحيفة أن الاستخبارات التركية اعتقلت في الأيام الماضية، في مدينة إسطنبول وأنطاليا، 6 مواطنين من روسيا وأوزبكستان، يعملون في التجسس السياسي والعسكري، والقيام بعمليات ضد المعارضة الشيشانية بتركيا، ومرتبطون بالمخابرات الروسية.
من ناحيتها، قالت صحيفة “ديريليش بوستا” إن السلطات القضائية التركية أمرت باعتقال 15 موقوفاً بتهمة التجسس للموساد، بعد عرضهم على القضاء وتوقيفهم خلال الشهر الجاري بعد تعمق التحقيقات معهم.
كما ذكرت وكالة “الأناضول” الرسمية أن الادعاء العام في إسطنبول وجه التهمة إلى 15 مشتبهاً بهم بالتجسس الدولي ضد تركيا، والارتباط بجهاز الاستخبارات التركي، وتوفير وثائق ومعلومات هامة لها، وأن المعتقلين يحملون الجنسيات السورية والفلسطينية، وقدموا خدماتهم مقابل الحصول على الأموال، حيث اعتقلوا في وقت سابق من هذا الشهر، ونقلوا إلى المحكمة في 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ليتم توجيه التهمة لهم وإرسالهم إلى سجن “مال تبه” بإسطنبول.
وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد ذكرت، في وقت سابق من هذا الشهر، اختفاء 6 فلسطينيين في تركيا.