بتوقيت القدس

الكسواني: نرفض الصلوات التلمودية في حرم المسجد الأقصى

قال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، إن تكثيف الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد المبارك هي محاولة لتكريس واقع جديد فيه.

وحذر الكسواني، في حديث خاص مع “الأناضول”، من تصاعد محاولة أداء طقوس دينية يهودية خلال الاقتحامات تحت مرأى الشرطة الإسرائيلية.

وأشار أن الشرطة الإسرائيلية بدأت السماح بالاقتحامات أحاديا في العام 2003 بأعداد كبيرة، وهي مستمرة.

وقال إن “الاقتحامات تتم برعاية شرطة الاحتلال من جانب المتطرفين وبأعداد كبيرة من أجل تكريس واقع جديد داخل المسجد الأقصى، وذلك من خلال هذه الاقتحامات وأداء الصلوات التلمودية والقيام بمسيرات استفزازية في ساحات المسجد الأقصى المبارك”.

ولفت الكسواني إلى أن منع شرطة الاحتلال الإسرائيلي لحراس المسجد من الاقتراب من المستوطنين خلال اقتحاماتهم يشجع المتطرفين على أداء طقوس تلمودية.

واعتبر أن “منع الحراس من مراقبة هؤلاء المتطرفين أثناء اقتحامهم للمسجد الأقصى، أو الاقتراب منهم لمنعهم من أداء صلوات في ساحاته، يهدف إلى تكريس الواقع المرير داخل حرم المكان المقدس”.

وأضاف: “يتم إبعاد حراسنا من جانب سلطات الاحتلال لفترات تتفاوت من 4 إلى 6 أشهر، وأيضا يتم إبعاد المصلين والمرابطين وكل من يعترض على هذه الاقتحامات التي تتم بقوة السلاح”.

وأشار إلى أن “أعضاء كنيست ووزراء في حكومة الاحتلال يقومون أيضاً باقتحام المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال”.

وأردف: “بالتالي، هو أمر مبرمج من جانب قوات الاحتلال لتكريس هذا الواقع وفرضه على المسجد الأقصى، ولكن ذلك لا يعطي أي شرعية للاقتحامات التي تتم بقوة الاحتلال وقوة السلاح”.

ولفت مدير المسجد الأقصى إلى “مضايقات الاحتلال للمصلين والحراس وكل من يوجد في المسجد خلال فترات الاقتحامات، سواء بالفترة الصباحية أو بعد الظهر، وذلك لتكريس التقسيم الزماني والمكاني في استهداف المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى من المصلى المرواني وحتى مصلى باب الرحمة”.

وقال: “تبدأ هذه الاقتحامات من باب المغاربة، وتسير باتجاه المصلى المرواني ثم باب الرحمة، ولاحقا أبواب الأسباط وحطة والملك فيصل والغوانمه والمجلس وأخيرا باب السلسلة”.

وأضاف: “جماعات متطرفة تدعو إلى الاقتحامات وهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، وكل هذه الدعوات تثير النعرات وتفجر صراعا”.

وشدد الشيخ الكسواني على أن “المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين وحدهم، وهو حق لا يقبل القسمة ولا يقبل الشراكة. ومهما تصاعدت الاقتحامات، فالذي يبقى هم المسلمون والمرابطون وحراس المسجد الأقصى وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية”.

وقال: “ننظر بخطورة إلى الاقتحامات وتكثيفها ومحاولة تحويل الاقتحامات أمرا عاديا، ولكننا نقول إنه منظر شاذ وسيبقى شاذا إلى أن يأذن الله سبحانه وتعالى بتحرير المسجد من الاحتلال”.

وبشأن محاولات مستوطنين أداء طقوس تلمودية خلال اقتحامهم المسجد الأقصى، قال الشيخ الكسواني إنها محاولات فردية ولكنها آخذة بالاتساع.

وأضاف: “بعدما مُنع الحراس من الاقتراب من هؤلاء المتطرفين، فإن محاولاتهم ازدادت”.

وأوضح أن “المتطرفين كانوا قد تقدموا بعدة دعوات إلى المحاكم الإسرائيلية، لمنع حراسنا من مراقبتهم بهدف منعهم من أداء طقوس وصلوات تلمودية وغيرها”.

وأشار إلى أن شرطة الاحتلال أبعدت حراس المسجد منذ العام 2017، ومنعتهم من الاقتراب مسافة أقل من 60 مترا من المستوطنين”.

وتابع الكسواني: “أصبحت هذه الجماعات المتطرفة تؤدي صلوات تلمودية وتتجول بكل حرية داخل المسجد الأقصى، ونحن ننظر بعين الخطورة إلى هذه الإجراءات من جانب سلطات الاحتلال”.

وشدد على أن “إقامة تلك الصلوات أمر يغضب كل المسلمين، ولذلك نحمل سلطات الاحتلال المسؤولية كاملة عن هذا الاستفزاز الديني”.

وحذر الشيخ الكسواني من الحفريات الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى، والتي يقوم بها الاحتلال في ساحة حائط البراق وحول أساسات المسجد، وخاصة في المنطقة الغربية من المسجد الأقصى”.

وحمّل حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن أي ضرر يمكن أن يلحق بالمسجد، “فقبل سنوات، سقط حجر من السور الغربي إلى ساحة البراق، وقام الاحتلال بسرقة الحجر. وحتى الآن، لم تتم إعادته، لا بل منع الأوقاف من ترميم السور الغربي الذي هو حق خالص للأوقاف”.

وقال إن “السور الغربي هو جزء من المسجد الأقصى”، مؤكداً رفض الفلسطينيين “سلوك الاحتلال في فرض الواقع ومنع الأوقاف من القيام بدورها في حماية المقدسات، والتدخل الإسرائيلي في شؤون المسجد الأقصى”.

وأشار إلى أنه “كان هناك قرار من اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) بمنع دولة الاحتلال من الاستمرار بالحفريات أو ترميم السور الغربي. ولكن الاحتلال رد بالانسحاب من المنظمة الدولية، وضرب كل قراراتها عرض الحائط، واستمر في الاعتداءات سواء بالحفريات أو ترميم السور”.

كما حمّل الكسواني سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية كاملة عما آلت إليه الأمور في التلة المؤدية إلى باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى.

ومنعت حكومة الاحتلال دائرة الأوقاف من ترميم التلة، ومن ثم وضعت جسرا خشبيا يستخدمه المستوطنون للوصول إلى المسجد الأقصى خلال اقتحاماتهم.

ولكن وسائل إعلام عبرية أشارت إلى أن الجسر على وشك السقوط، وأن الحكومة الإسرائيلية تدرس استبداله. وقال الشيخ الكسواني إن “الحفريات تستمر تحت التلة التي يعلن الاحتلال الآن أنها توشك على الهبوط أو الانهيار”.

وأضاف: “نحمل حكومة الاحتلال مسؤولية هذه المخالفات التي قام ويقوم بها (الاحتلال) على مرأى من العالم”.

وشدد الكسواني على أن “الاحتلال يستمر بانتهاكاته بحق المقدسات والآثار الإسلامية والعربية والعالمية. لذلك يجب إيقاف هذا الاحتلال من جانب ليس فقط العرب والمسلمين، وإنما من دول العالم أجمع، وبخاصة ما يجري في حائط البراق وساحة البراق”.

وعلى صعيد آخر، أعرب الشيخ الكسواني عن فخره بصمود الفلسطينيين في وجه المخططات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى والقدس.

وقال: “ننظر بعين الفخر إلى أهل بيت المقدس خاصة، وأهل فلسطين عامة، على رباطهم وصمودهم في ظل الهجمة الشرسة التي يمارسها الاحتلال لتهجير أهل المدينة، سواء من البلدة القديمة أو بطن الهوى والبستان في سلوان والشيخ جراح وباب العامود، سعياً منه إلى تهويد المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى”.

ورأى الشيخ الكسواني أن الاحتلال يهدف من خلال هجماته المتكررة على الحرم القدسي إلى “الأخذ من نفسية وإرادة أهل بيت المقدس، وفرض واقع جديد. ولكن هؤلاء يفاجئون العالم بصمودهم ورباطهم وتمسكهم بعروبة وإسلامية القدس العربية والمسجد الأقصى المبارك”.

وتسمح سلطات الاحتلال، ومن دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، للمستوطنين بالاعتداء على المسجد الأقصى في عام 2003.

ومنذ ذلك العام، تزداد أعداد المقتحمين سنويا، ففيما قدرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، أعدادهم في العام 2009 بنحو 5600، فقد ارتفع عام 2016 إلى 14 ألف مستوطن، ووصل عام 2020 إلى 18526 مستوطنا.

وغالبا ما تتسبب الاقتحامات باشتباكات بين المصلين والشرطة الإسرائيلية في مدينة القدس وباقي أنحاء الأراضي الفلسطينية.

ففي العام 2015 تسببت كثافة الاقتحامات بما عرف بـ “هبة السكاكين”، والتي أدت إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة المئات منهم برصاص الشرطةوجيش الاحتلال.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، في العام 1967.

ومنذ ذلك الحين، تعرض المسجد لسلسلة طويلة من الانتهاكات الإسرائيلية، كان أخطرها إقدام الأسترالي دنيس روهن في أغسطس/ آب 1969 على إحراق أجزاء كبيرة من المصلى القبلي بالمسجد.

وللمسجد الأقصى قدسية خاصة لدى المسلمين في أرجاء المعمورة، لكونه أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

هذا وتبلغ مساحة المسجد الأقصى 144 دونما، ويشمل الكثير من المصليات، أهمها المصلى القبلي الذي شرع ببنائه الخليفة عبد الملك بن مروان، وأتمه ابنه الوليد بين عامي 86 و96 للهجرة (705 و714 للميلاد)، وقبة الصخرة المشرفة التي بناها عبد الملك بن مروان عام 72 للهجرة (691 للميلاد).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى