عقد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، السبت 20-2-2021، ندوة بعنوان “مركز قضية فلسطين في الوعي الشعبي لأمريكا اللاتينية”، شارك فيها، خالد سلامة عضو المجلس الوطني الفلسطيني (بنما)، غسان خالد محافظ محافظة كولون بنما السابق (بنما)، خضر عثمان نائب رئيس لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني (البرازيل)، وأدارها الإعلامي الفلسطيني أمجد أبو سيدو (البرازيل). وتأتي الندوة ضمن الأنشطة التمهيدية للمؤتمر الدولي لمقاومة التطبيع الذي سيعقد نهاية شهر فبراير شباط القادم.
ورأى خالد سلامة، بأن الشعوب اللاتينية تقف مع الشعب الفلسطيني وقضيته، وترفض التطبيع ومشاريع الضم، التي أعلن عنها الاحتلال “الإسرائيلي”، لما لدى هذه الشعوب من إطلاع جيد على القضية.
وأضاف: “شعوب أمريكا اللاتينية، تؤيد حقوق شعبنا في الاستقلال والدولة الفلسطينية وأن تكون القدس عاصمة لها، وحق عودة اللاجئين وإطلاق سراح المعتقلين. وهذه الشعوب تعتبرها حقوقا ضرورية لشعبنا”.
واعتبر سلامة أن “القضية الفلسطينية تقف إلى جانبها شعوب العالم كافة، وإسرائيل في طريقها للانتهاء بعقليتها العنصرية، ولا يمكنهم الاستمرار برفض قرارات الأمم المتحدة وممارساتها وتجاوزاتها بحق الشعب الفلسطيني”.
وأشار إلى وجود لجان تضامنية فاعلة مع الشعب الفلسطيني في كل بلدان أمريكا اللاتينية، يشارك فيها العديد من الشخصيات المرموقة والمؤثرة داخل بلدانها، منوها إلى حضور لافت لتضامن السكان الأصليين مع القضية.
مؤكدا بأنه رغم تغيير الحكومات في الدول اللاتينية إلا “أن الشعوب لم تتراجع في تعاطفها ومساندتها مع الشعب الفلسطيني وقضيته”.
واختتم سلامة مشاركته قائلا: “نحن نعتبر أنفسنا جسرا حضاريا نربط بين شعوبنا العربية وبين شعوب أمريكا اللاتينية، مع القضية الفلسطينية، وهناك الكثير من جمعيات التضامن والصداقة اللاتينية مع فلسطين.
بدوره نوه خضر عثمان، إلى أهمية دور الدبلوماسية الشعبية في دعم القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن “العدالة التي تختزلها القضية الفلسطينية والحيوية التي تظهرها إزاء كل أزمة مصيرية تمر بها، قد أوجدت حالة لتفهم إشكال الصراع، مما سهل ومكن القوى الفلسطينية والعربية المنتشرة في بقاع الأرض، من بناء لجان ومؤسسات تضامنية قاربت بين نضالهم من أجل وطنهم والنضال مع تلك الشعوب المستغلة والمغلوب على أمرها”.
وأوضح أن تحقيق حالة تضامنية صلبة مع القضية الفلسطينية في أمريكا اللاتينية، لا بد له من وجود حالة “تضامنية ذات اتجاهين، لأنه تضامن يزهر ويعطي أكله، وأي تضامن مع النضال الفلسطيني هو تضامن صلب على كافة المستويات”.
وأشار عثمان، إلى أن الاحتلال “الإسرائيلي”، يعلم أنه في حالة تناقضية مع الدبلوماسية الشعبية، باعتبار “إسرائيل صنيعة الطبقات الاستعمارية المستعبدة، ووظيفتها تتناقض مع وظيفة الدبلوماسية الشعبية مما أضعفها في أمريكا اللاتينية”.
وطالب في ختام مشاركته، بحشد كافة الطاقات في أمريكا اللاتينية، من خلال العمل “على استثمار الانتشار الواسع للمؤسسات ولجان التضامن مع القضية الفلسطينية في العالم، عبر الأساليب الحديثة وأنبل ما أنتجه العقل البشري من مبادئ وصدق، لما يضمن نقل النضال الفلسطيني إلى مساحات جغرافية أوسع وإلى أوضاع ثقافية أرحب”.
وحول الجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية ودورها الداعم للقضية، أوضح غسان خالد، الدور الذي لعبته هذه الجاليات، في حشد التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته، بحضورها القوي في المجتمعات التي نشأت فيها، وما قامت به “من تقريب القضية لأبناء شعوب القارة. فلم يعد هناك بيت في أمريكا اللاتينية إلا ويحب فلسطين”.
كما أشاد بدور هذه الجاليات في بناء وتأسيس الحكومات في أمريكا اللاتينية، كما في تشيلي التي شكلت الديمقراطية والتجارة فيها، وثمن المواقف اللاتينية الداعمة للقضية، خاصة ما قدمته كوبا والبرازيل قبل 50 عاما.
وطالب بإعادة مخاطبة الجمهور اللاتيني، من منظور إنساني وحقوق شعب تعرض لأكبر ظلم، منوها إلى الحجم المعرفي الكبير لدى شعوب المنطقة، بما فعلته الصهيونية بفلسطين، على الرغم مما أشاعه الإعلام عبر الإساءة للفلسطيني بوصفه “إرهابي”.
وحذر المحافظ السابق لمحافظة كولون بنما، من قوة وحضور اللوبي الصهيوني في أمريكا اللاتينية، داعيا إلى دراسته والاستفادة من مسارات عمله، لمعرفة ما الذي يجب فعله. موضحا ذلك بقوله: “لا بد أن نتحرك بفضح المجرمين الصهاينة لدى الحكومات التي نقيم فيها، والعمل على ملاحقتهم، كما يفعل اللوبي الصهيوني مع من ساند النازية”.
كما أشار إلى أن “القضية الفلسطينية قضية أساسية وتمر بحالة حساسة وخطيرة وتحتاج كل الطاقات وحشد كل الجهود للعمل جميعاً من أجل إنشاء قوة مساندة للشعب الفلسطيني المقاوم في الأراضي المحتلة”.
واعتبر بأن “الأخطاء السياسية التي تمارس في الداخل الفلسطيني، والتي لا يوافق الشعب عليها، تخلق حالة تظهر الفلسطيني أمام المتضامن مع قضيته مغايرا تماما لمواقف من يمثله مما يؤثر على العمل الفلسطيني خارج فلسطين”.
ورأى خالد أن حجم التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني في الداخل، تتطلب من الكل الفلسطيني تقديم وقته وماله لدعمهم، موضحا أن على الجالية الفلسطينية، “دور مهم في بناء لوبي فلسطيني قوي، لا يعود لدين أو عمل من يضمه، وأن تنشأ شبكة تنسيق فيما بينها، وتدعم اقتصاديا عبر تسهيل عمليات التصدير من فلسطين لأمريكا اللاتينية، وكذلك دعم الداخل بمشاريع”.
وتابع: “لا بد من التنسيق ووضع برنامج، لتطبيقه في دول أمريكا اللاتينية، لدينا الكثير من المقومات، ولكن نحتاج للتنسيق فيما بيننا”.
واختتم مداخلته بالقول: “فلسطين ستعود حين يعود آخر لاجئ لبلده، وحينما يخرج آخر أسير من السجون، وبعد أن تعترف إسرائيل بكل ظلم مارسته على الشعب الفلسطيني حينها نقول إن الحق عاد وفلسطين عادت لأصحابها”.
يشار إلى أن المؤتمر الدولي لمقاومة التطبيع، الذي ينظمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، سيعقد إلكترونيًا في الفترة من (27 فبراير – 3 مارس 2021)، بمشاركة شخصيات فلسطينية وعربية وإسلامية وعالمية من مختلف أنحاء العالم.
ويهدف المؤتمر، الذي يتضمن سلسلة من الجلسات الإلكترونية، بحث سبل مواجهة التطبيع بأشكاله كافة مع الاحتلال الإسرائيلي، ومواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية ويسلط الضوء على حقوق الشعب الفلسطيني.