أطلق نشطاء وصحفيون حملة “النِّداء الأخير” لإنقاذ من تبقَّى داخل مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا، شمال قطاع غزة. يتعرض المستشفى والفرق الطبية العاملة فيه لاستهداف مكثف ومتعمد منذ بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العسكري الموسع على محافظة شمال القطاع يوم 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2024.
وأفادت مصادر طبية وصحفية من داخل المستشفى أن جيش الاحتلال يسعى من وراء تكثيف عدوانه إلى إجبار المتواجدين فيه، من فرق طبية ومرضى وجرحى ونازحين، على إخلاء المستشفى. ويأتي ذلك ضمن سياسة الاحتلال الهادفة إلى استكمال تدمير المنظومة الصحية، حيث طال التدمير الغالبية العظمى من المرافق الطبية والصحية في قطاع غزة.
رصدت مصادر صحفية مشاركات وتغريدات نشرها نشطاء وصحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي ضمن حملة “النداء الأخير” لتسليط الضوء على معاناة الفرق الطبية ومن يتواجد برفقتهم داخل المستشفى. تضمنت المشاركات صورًا ومقاطع فيديو، أبرزها فيديو قصير يُظهر آلية إلكترونية إسرائيلية (روبوت) يتحكم بها جنود الاحتلال عن بُعد، محملة بكميات كبيرة من المتفجرات.
وضعت قوات الاحتلال العديد من هذه الروبوتات في محيط المستشفى، فيما نادى ضابط إسرائيلي عبر مكبر صوت تحمله طائرة مسيرة (كواد كابتر) على المتواجدين بداخله بضرورة الإخلاء. لكن الفرق الطبية ومن معهم رفضوا الانصياع للتهديدات خشية استهدافهم من قبل قناصة الاحتلال والطائرات المسيرة التي تملأ سماء المنطقة، خصوصًا عند خروجهم إلى ساحة المستشفى أو لحظة المغادرة.
كما تضمنت المشاهد التي نشرها النشطاء والصحفيون صورة لمواطن أُصيب أمام المستشفى، ولم يتمكن أحد من الخروج لإنقاذه، حتى فارق الحياة. وبرزت أيضًا مشاهد مؤلمة أخرى، مثل مقطع فيديو لشهيد فلسطيني في محافظة شمال القطاع نهشت الكلاب جثمانه، ولم يستطع أحد الاقتراب منه بسبب كثافة إطلاق النار. كما ظهر في المقطع نفسه مشاهد لجماجم شهداء تحللت أجسادهم تمامًا وبقيت عظامها.
انتشرت هذه المشاهد على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار غضب المستخدمين، وسط مطالبات بضرورة توثيق جرائم جيش الاحتلال للاستفادة منها لاحقًا في الملاحقة القانونية الدولية.
وأكد نشطاء وصحفيون ضرورة وقف الجريمة الإسرائيلية ضد مستشفى كمال عدوان، خاصةً ضد الفرق الطبية ومن يتواجدون بداخله. وكان مدير المستشفى، الطبيب حسام أبو صفية، قد أُصيب مؤخرًا بجروح جراء استهداف آليات الاحتلال ومسيراته للمستشفى.
يُشار إلى أن الاتصال مع الطبيب أبو صفية والمتواجدين داخل المستشفى قد انقطع بعد تكثيف جيش الاحتلال عدوانه واستهدافه للمنطقة. وأكد مصدر صحفي أن الدمار يحيط بمستشفى كمال عدوان من كل جانب بسبب عمليات القصف والنسف المستمرة، التي يُسمع دويها في مناطق بعيدة، إضافة إلى قيام جنود الاحتلال بإحراق ما تبقى من منازل في المنطقة.