تحافظ سفينة “مافي مرمرة” على ذكريات راسخة في أذهان من عاشوا الهجوم الإسرائيلي الذي تعرضت له قبل 11 عاما عندما كانت تشق طريقها عبر البحر المتوسط لإيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
وفي 31 مايو/أيار 2010، تعرض ناشطون وصحفيون كانوا على متن السفينة لقوة مفرطة استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضدهم في المياه الدولية، ما أدى إلى استشهاد 10 نشطاء وجرح أكثر من 50 آخرين.
وقال رئيس “مركز الأقصى للعلوم والدعوة” حمزة أر، الذي تعرض للإصابة بطلق ناري في ظهره أثناء مساعدته الجرحى في السفينة، إن تفاصيل الاعتداء الإسرائيلي ما تزال ماثلة أمام أعين فريق هيئة الإغاثة رغم مرور 11 عامًا.
وذكر “أر” لمراسل الأناضول، أنه بسبب الحصار، لم يتمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على الاحتياجات الضرورية والأساسية مثل الغذاء والدواء، لذا عزم مجموعة من الناشطين على نقل كميات من المساعدات إلى غزة.
وأضاف أنه مر 11 عاما على الهجوم الإسرائيلي على السفينة التي انطلقت تحت شعار “فلسطين طريقنا” لكسر الحصار المفروض على غزة، مشيرًا أن ناشطين من أوروبا وتركيا شاركوا في إعدادها وتجهيزها في إسطنبول بقيادة هيئة الإغاثة الإنسانية التركية.
وتابع: “كان هدفنا نقل مساعدات إنسانية إلى ميناء غزة التابع لدولة فلسطين والمعترف به أنه أراضٍ فلسطينية بموجب القانون الدولي، ينبغي أن نكون قادرين على نقل المساعدات الإنسانية والمواد التجارية إلى تلك المنطقة وبسهولة”.
وأوضح أن “مافي مرمرة” التي حملت أيضًا حب وتعاطف الناشطين حول العالم مع سكان قطاع غزة المحاصر، لها مكانة خاصة في الضمير الإنساني وقلوب محبي السلام والعدالة.
وأردف: “أنا لست شخصًا يحب المبالغة، ولكن مافي مرمرة كانت حركة مستقلة أثبتت فشل العديد من الدول في دفع الظلم عن الشعب الفلسطيني”.
وتابع: “حملت مافي مرمرة على متنها أشخاصا من مختلف الطوائف والهويات العرقية، الجميع كان يشعر بروح الأخوة على متن السفينة لأن هدفهم كان أسمى من كل الخلافات”.
** كيف يمكن إطلاق النار على ناشطين سلميين بهذه السهولة!
بدوره، قال الناشط شاهين إبراهيم غولريوز، الذي أصيب في ركبته برصاصة أطلقها جندي إسرائيلي، إنه ومن خلال مشاركته في سفينة “مافي مرمرة” شعر على الأقل أنه يقف إلى جانب المظلومين في فلسطين.
وأفاد غولريوز لمراسل الأناضول، بأنه لم ينس أبدًا أحداث “مافي مرمرة” ولن ينساها، وأضاف: “أقول لأولادي، سنفعل ما في وسعنا لنصرة المظلومين، وعليكم أن تواصلوا هذه المسيرة من بعدنا، يجب على الجميع مقارعة الاضطهاد والنضال من أجل تحقيق العدل والسلام”.
ولفت إلى أن الناشطين كانوا مسالمين، وأنهم لم يملكوا أية وسيلة للدفاع عن أنفسهم أمام الهجوم الإسرائيلي سوى عصي المكانس.
وزاد: “كنت أتساءل كيف لإنسان أن يطلق النار على هذا الحشد من الناشطين السلميين بهذه السهولة! في الواقع قلت لنفسي أن إسرائيل لن تمارس القوة المفرطة والبطش ولن تجنح لاستخدام الرصاص الحي ضد الناشطين، لكني كنت مخطأ في تقديراتي”.
ويوافق، اليوم الإثنين 31 مايو 2021، الذكرى السنوية الحادية عشر، للعدوان الإسرائيلي على سفينة “مافي مرمرة”، التي كانت تشارك ضمن أسطول مساعدات عُرف باسم “أسطول الحرية”، أسفر عن استشهاد 10 متضامنين أتراك.
وأقلّت سفينة التضامن على متنها نحو 750 ناشطا حقوقيا وسياسيا من 37 دولة، أبرزها تركيا، كما حملت مساعدات إنسانية لإغاثة المحاصرين بغزة، وسعت لتحقيق هدف أساسي وهو “كسر الحصار الإسرائيلي البري والبحري، عن قطاع غزة”.
وتفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصارًا على سكان غزة، البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية، في يناير/ كانون الثاني 2006، وشدّدته في العام التالي، إثر سيطرة الحركة على القطاع.