أثارت التحذيرات التي أطلقها مسؤولين إيرانيين للاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الماضية بشأن التصعيد مع حزب الله، تساؤلات بشأن احتمالات توسع القتال في المنطقة.
ووفق مجلة “نيوزويك” الأميركية، فإن قادة إيرانيين حذروا تل أبيب من فتح جبهة جديدة للحرب في لبنان، في الوقت الذي قالت به بعثة طهران لدى الأمم المتحدة إن “رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد يسعى إلى تصعيد الأزمة وتوسيع جغرافية الحرب للحفاظ على قبضته على السلطة، لكن إسرائيل ستواجه بهزيمة أكبر أمام حزب الله، الذي يفتخر بقوة عسكرية متفوقة بشكل كبير مقارنة بحماس”.
يأتي هذا في الوقت الذي يتبادل به حزب الله والاحتلال الهجمات الصاروخية بالتوازي مع حرب غزة، فيما يمثل أسوأ تصاعد عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ عام 2006.
أبرز التطورات الأخيرة
- كان لبنان المحطة الأولى الخارجية لوزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري، حيث بحث مع أمين عام حزب الله حسن نصر الله، آخر التطورات في المنطقة، وخصوصا غزة ولبنان.
- توعدت إيران الاحتلال بالرد على مقتل مستشار عسكري إيراني في قصف على ريف حلب بسوريا هذا الأسبوع، وقال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن “على إسرائيل انتظار الرد”.
- وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، فإن حزب الله يتلقى دعما ماليا كبيرا من إيران، وقدر مسؤول أميركي المبلغ عام 2018 بنحو 700 مليون دولار.
- ترسانة حزب الله تضم ما بين 135 إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة، مع نطاق يصل إلى أكثر من 300 كيلومتر، بما يسمح بالوصول إلى أهداف في عمق الكيان، وذلك وفقا لتقديرات الجيش الأميركي وخبراء الأسلحة.
- وزير الحرب في حكومة الاحتلال بيني غانتس حذر سكان شمال فلسطين مما وصفها بأيام صعبة، كما أكد قائد القيادة الشمالية لجيش الاحتلال “اكتمال الاستعدادات لشن هجوم في الشمال”، معتبرا أن “القوات قادرة على مواجهة أي مهمة ضد حزب الله”.
مصلحة طهران
من لندن، قال الباحث المتخصص في الشأن الإيراني وقضايا الشرق الأوسط وجدان عبد الرحمن، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “إيران تنظر لحزب الله باعتباره الخط الأمامي القوي لمعارك طهران في الخارج”.
وأوضح عبد الرحمن أنه من المستبعد أن تدفع إيران حزب الله إلى الحرب، خاصة أنه سيتعرض لخسائر في قياداته وقواعده العسكرية، وطهران تحاول التهدئة حتى لا يدخل في حرب قد تجعله خارج اللعبة في لبنان على غرار الأزمة الراهنة لحركة حماس في مستقبل ما بعد الحرب”.
لكن الخبير المختص في الشأن الإيراني يرى أن “الخطأ في الحسابات قد يؤدي إلى اندفاع حزب الله إلى حرب مع إسرائيل، وستدعم طهران الحزب من دون أن يكون لها تدخل مباشر”.
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي خالد حمادة، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن التصعيد الراهن لم يخرج عن قواعد الاشتباك المحددة بين حزب الله وإسرائيل.
وأوضح حمادة أنه “بالنظر للموقف الإيراني فكل المواقف والإجراءات الميدانية والسياسية التي يتخذها حزب الله تصب بصالح طهران، لكنها تأتي ضمن ضوابط إيرانية”.
وأضاف أن “حزب الله يتعامل مع أهداف عسكرية ضمن عمق محدد سواء من الجبهة المعنوية أو العسكرية، حتى لا يستثير إسرائيل للقيام بضربات مؤثرة في العمق اللبناني بعيدا عن قواعد الحزب”.
ويرى أن طهران “تريد استغلال التصعيد الراهن لتكون جزءا من التسوية الإقليمية، وتذكّر الأطراف الغربية أنه يجب العودة إلى طهران لتبريد الجبهة”.