انخفاض أسعار السيارات في تركيا يغري الطلب رغم الشح في العرض
سجلت مبيعات سيارات الركاب والمركبات التجارية التركية ارتفاعا في الفترة ما بين كانون الثاني/ يناير وآب/ أغسطس، وانخفاضا في الشهر الماضي بالرغم من انخفاض أسعارها بسبب تغير معدلات الضرائب، كما أثرت اضطرابات سلاسل التوريد سلبًا على شركات صناعة السيارات.
أدت التعديلات بمعدلات الضرائب إلى انخفاض أسعار سيارات الركاب، وكان من المتوقع ارتفاع المبيعات. إلا أن الاضطرابات في سلاسل الإمداد، بما في ذلك نقص أشباه الموصلات أدى إلى عدم كفاية السيارات لدى التجار المحليين لتلبية الطلب المتزايد.
وصرَّحت جمعية موزعي السيارات التركية بأن مبيعات سيارات الركاب والمركبات التجارية الخفيفة تراجعت بنسبة 5% في شهر أغسطس إلى 58454 مركبة، كما شهد السوق انخفاضا بنسبة 45.3% في تموز/ يوليو.
وتوقع رئيس الجمعية علي بلال أوغلو، استمرار مشكلة توفر السيارات، حيث وصلت تكلفة الاضطرابات في السوق إلى 30.000 سيارة في شهر أغسطس، وكان من المتوقع أن تتراوح المبيعات ما بين 80.000 و90.000 سيارة.
يأتي ذلك بعد قيام الحكومة التركية برفع عتبة السعر في الشهر الماضي، من خلال فرض ضريبة استهلاك خاصة على بعض المركبات الجديدة، كما تم أيضًا رفع عتبة السعر للمركبات في بعض فئات الضرائب ذات المستوى الأدنى، ولم تتغير معدلات ضريبة الاستهلاك الخاصة.
وانخفضت الأسعار النهائية للسيارات التي تصل تكلفتها إلى 300000 ليرة تركية (36300 دولار) إثر المراجعة في معدلات الضرائب بنسبة تزيد عن 15%.
من جهته، أكد مراد بيركل، المدير العام لشركة “هونداي أسان” لقناة “بلومبرج إتش تي”، أن المعروض من السيارات لا يكفي لتلبية الطلبات، فبالرغم من التغييرات يواجه المصنعون عقبات كبيرة في تلبية الطلب، وقال بيركل: “شهدنا زيادة كبيرة ومفاجئة في الطلب، ونظرًا لعدم توفر هذه المركبات، لن نتمكن من إجراء تغيير مفاجئ في خطتنا”.
في حين تطرق بلال أوغلو رئيس شركة جمعية موزعي السيارات التركية إلى النقص المستمر في الرقائق الإلكترونية قائلا: “قد تستمر الأزمة على الأقل حتى الربع الأول من العام المقبل، من المحتمل أن يتأثر الربع الثاني من عام 2022 أيضا، نتأمل عدم مواجهة القطاع أزمة تتعلق بالشرائح الإلكترونية بعد النصف الثاني من عام 2022”.
ويواجه مصنعو السيارات في جميع أنحاء العالم تفاقما بالنقص في الرقائق الإلكترونية، مما دفعهم لتقليص طاقاتهم الإنتاجية بشكل مؤقت، فقد صرحت شركة تويوتا الشهر الماضي بأنها ستخفض إنتاجها العالمي بنسبة لا تقل عن 40٪ خلال الشهرين المقبلين، مما يقلل الإنتاج بمقدار 360 ألف سيارة في جميع أنحاء العالم في شهر أيلول/ سبتمبر وحده.
وأشار مصنع تويوتا في تركيا، أكبر مصنع لشركة تويوتا خارج اليابان، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية حوالي 280 ألف وحدة سنويا، إلى إيقافه الإنتاج مؤقتا لمدة أسبوعين من 20 أغسطس إلى 5 سبتمبر، بسبب حجم المبيعات في الشهر الماضي.
وحذر العديد من شركات صناعة السيارات العالمية من أن النقص في الرقائق سيستمر طوال عام 2021 وما بعده، مما يؤثر سلبيا على الإنتاج والمبيعات، التي تعتبر ضرورية لأنظمة السيارات الإلكترونية الحديثة، كما شهدت نهاية العام الماضي نقصا في المعروض.
كما خفض صانعو السيارات الطلبات فترة تفشي وباء كورونا، كما حوّل صانعو الرقائق الإلكترونية إنتاجهم للإلكترونيات الاستهلاكية المستخدمة فترة العمل والاسترخاء في المنزل، تاركة شركات صناعة السيارات بموقف صعب بالرغم من زيادة الطلب على السيارات. مما اضطر العديد من شركات صناعة السيارات التركية الكبرى مثل “فورد أوتوسان” و”توفاش” و”أوياك رينو” لإيقاف إنتاجهم مؤقتًا في الأشهر الماضية.
وأعلنت شركة جنرال موتورز مؤخرا عن إيقافها الإنتاج في ثمانية مصانع بأمريكا الشمالية خلال الأسبوعين المقبلين، بما في ذلك مصنعين ينتجان سيارة بيك أب “سيلفرادو” الأكثر مبيعًا لشركة “شيفروليه”.
وصرحت شركة فورد عن إيقافها تصنيع الشاحنات الصغيرة في مصنع التجميع بمدينة “كانساس سيتي” خلال الأسبوعين المقبلين، كما ستوقف نوبات العمل بمصانع شاحنات في ديربورن وميشيغان ولويزفيل وكنتاكي.
وأغلقت شركة “ستيلانتيس” (Stellantis) مصنع تجميع شاحنات “رام” (Ram) في “سترلينغ هيتس” (Sterling Heights) بولاية ميشيغان هذا الأسبوع بسبب نقص الرقائق الإلكترونية. كما تعطلت شركة “بيلفيديري” (Belvidere) في ولاية إلينوي، ومصنع سيارات الدفع الرباعي الصغيرة ومصنع الميني فان في “وندسور” بأونتاريو لمدة أسبوعين.
في حين أعلنت شركة نيسان عن اضطرارها لإغلاق مصنعها الضخم في “سميرنا” بولاية تينيسي لمدة أسبوعين حتى 30 أغسطس، بسبب نقص الرقائق، قائلة إن الإغلاق سيستمر مدة أربعة أسابيع حتى 13 سبتمبر.
ورغم خطط العديد من مصنعي السيارات لزيادة الإنتاج هذا العام لتلبية الزيادة المتوقعة في الطلب خلال فترة التعافي من خسائر العام الماضي بسبب الوباء، هذه الشركات لم تتمكن من تنفيذ خططها لعدم وجود ما يكفي من الرقائق.
ووفقًا لبيانات جمعية موزعي السيارات التركية: “أدى نقص رقائق أشباه الموصلات إلى زيادة مبيعات سيارات الركاب والمركبات التجارية الخفيفة في تركيا بنسبة 24.3% من يناير إلى أغسطس، بأكثر من 501 ألف وحدة”.
وتوقعت الجمعية أن تتراوح المبيعات ما بين 825.000 إلى 875.000 سيارة هذا العام، في حين بلغت التوقعات السابقة ما بين 775.000 إلى 825.000، كما بلغت المبيعات العام الماضي 773 ألف سيارة.
وارتفعت مبيعات السيارات بنسبة 23٪ لتصل إلى 391،392 وحدة، ما يمثل 78٪ من الرقم الإجمالي في فترة الثمانية أشهر، وارتفعت بنسبة 0.9٪ على أساس سنوي في أغسطس لتصل إلى 44756 وحدة.
وبِيعت حوالي 109،612 مركبة تجارية خفيفة منذ يناير إلى أغسطس، سجل ارتفاعا بنسبة 28٪ على أساس سنوي. كما أظهرت البيانات انخفاضا بالمبيعات بنسبة 20.2٪ الشهر الماضي لتصل إلى 13698 وحدة.
أشارت البيانات المنشورة في 3 سبتمبر لانخفاض أسعار السيارات لأول مرة منذ عام و نصف بعد التغيير الضريبي.
وصرح معهد الإحصاء التركي “تركستات” بأن التضخم السنوي التركي قفز بشكل غير متوقع بنسبة 19,25% في أغسطس، أعلى مستوى منذ ما يزيد عن عامين، كما ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة مفاجئة بلغت 1,12% شهريا.
وفي حين تراجعت أسعار سيارات البنزين بنسبة 3,4% في أغسطس، انخفضت أسعار سيارات الديزل بنسبة 1,72%.