أكملت أوركسترا فلسطين للشباب، التي تضم مريم عفيفي رمز المقاومة الفلسطينية، استعداداتها لـ”حفل السلام الفلسطيني التركي” الذي سينظم في أوركسترا السيمفونية الرئاسية بالعاصمة التركية أنقرة، الثلاثاء.
وتستضيف عقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان، الموسيقيين الفلسطينيين الشباب في المجمع الرئاسي، وفي مقدمتهم الفنانة عفيفي التي تعرضت العام الماضي للضرب على يد الشرطة الإسرائيلية خلال دفاعها عن المسجد الأقصى وتحولت إلى “رمز للمقاومة” لصمودها أمام الاحتلال.
وفي اتصال هاتفي مع الفنانة الفلسطينية التي تعرضت للاعتقال والتجريد من الحجاب أثناء دفاعها عن المسجد الأقصى في مايو/ أيار 2021، عبرت السيدة الأولى أردوغان، عن سعادتها برؤية أوركسترا فلسطين للشباب في تركيا.
وبناء على دعوة وجهها الجانب التركي، تقرر تنظيم حفلات موسيقية في إسطنبول وأنقرة، بالتعاون بين الأوركسترا السيمفونية الرئاسية التابعة لرئاسة الجمهورية، وأوركسترا فلسطين للشباب التابعة لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى.
وأجرى موسيقيو أوركسترا فلسطين للشباب فترة تحضيرية مكثّفة للحفلات بعد وصولهم إلى تركيا بإشراف وزارة الثقافة والسياحة.
وتقدّم الفرقة الفلسطينية أولى حفلاتها اليوم الثلاثاء، في أوركسترا السيمفونية الرئاسية في أنقرة من خلال عملين يدعوان لتحقيق السلام.
كما سيجري خلال الحفل، ولأول مرة، تقديم عزف سيمفوني يتضمن ألحانا فولكلورية من البلدين ويحمل اسم “رابسودي الأناضول” وهو من تأليف يوسف يالجين مع “رقصة ألتوس” التي صممها الفنان الفلسطيني بشارة كيل لهذا الحفل الموسيقي.
موسيقيون فلسطينيون وأتراك
وقالت فجر آلب تكين، كبيرة مستشاري الرئيس التركي، إن أوركسترا فلسطين للشباب تأسست لتكون منصة لجميع الموسيقيين الفلسطينيين المنتشرين حول العالم، بما في ذلك الذين أجبروا على مغادرة البلاد بعد نكبة 1948.
وذكرت ألب تكين للأناضول، أن الحفلات الموسيقية في تركيا تنظم بالتعاون مع رئيس أوركسترا السيمفونية الرئاسية جان دلي أورمان.
وأشارت إلى أن موسيقيي الدول المستضيفة لأنشطة أوركسترا فلسطين للشباب يشاركون في الحفلات التي تنظمها الأوركسترا.
وأضافت: “كما هو الحال في سائر الدول المستضيفة، فإن الأوركسترا تتكوّن من 80 في المئة من الموسيقيين الفلسطينيين و20 في المئة من الموسيقيين الأتراك، وستقدم مقطوعاتها لعشاق الفن من خلال 21 موسيقيًا تركيًا و59 فلسطينيًا”.
وذكرت أن الأوركسترا ستعزف ألحانًا كلاسيكية في مقدمتها موسيقى “كورديلي حجازكار لونغا” للملحن العثماني (تركي من أصل أرمني) “كماني صبوح أفندي” (1828 ـ 1894)، وموسيقى أغنية “أسير في طريق طويل وضيق” للشاعر والمغني والملحن التركي الشهير عاشق ويسل (1894 ـ 1973).
أمينة أردوغان تلتقي عفيفي
وأشارت ألب تكين إلى أن أمينة أردوغان استضافت على مأدبة عشاء أعضاء أوركسترا فلسطين للشباب في دار الدولة للضيافة التابعة للرئاسية التركية في 18 يوليو الجاري.
كما ذكرت أن شباناً فلسطينيين من 10 دول قدموا إلى تركيا في إطار الأنشطة التي تنظمها أوركسترا فلسطين للشباب.
وتابعت: “قيمة كبيرة تحظى بها الدعوة التي قدمتها السيدة الأولى أمينة أردوغان بجانب وجود الشباب الفلسطيني في تركيا، لأنها تساهم في نشر الوعي والتعريف بالجهود المبذولة للحفاظ على الثقافة التقليدية الفلسطينية”.
التصدي لمحاولات محو اسم فلسطين
وقالت الفنانة عفيفي إنها تناضل ضد الاحتلال والضغوط التي يمارسها من خلال الاستفادة من قوة الوحدة التي تخلقها الموسيقى.
وأضافت: “نريد التعريف ببلدنا في تركيا والعالم”.
وتابعت: “نريد أن نسمع صوتنا للعالم أجمع من خلال استخدام قوة الوحدة التي تخلقها الموسيقى، والتصدي أيضًا لمحاولات محو اسم فلسطين”.
أرفع دعوة تلقيناها
بدوره، أفاد سهيل خوري المدير العام لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في فلسطين ومدير أوركسترا فلسطين للشباب، أن الأوركسترا التي تأسست عام 2004 أقامت خلال السنوات الأخيرة حفلات في الدول الاسكندنافية وهولندا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا وفلسطين والأردن ولبنان وعُمان.
وقال خوري إن الدعوة التي تلقتها الأوركسترا من أعلى سلطة تنفيذية في الجمهورية التركية، خاصة ومهمّة للغاية، لكونها أرفع دعوة تتلقاها الأوركسترا على الإطلاق.
وأضاف للأناضول: “نحن سعداء جدا لوجودنا هنا. كانت أرفع دعوة تلقيناها على الإطلاق.. لقد كان تضامنا كبيرا بالنسبة لنا”.
وتابع: ” إن ثقافتي شعبينا (الفلسطيني والتركي) قريبتان بالفعل. هذه فرصة مهمة للغاية للتقريب بين الثقافتين”.
من جانبه، قال عمر فاروق بلويرانلي المدير العام للفنون الجميلة في وزارة الثقافة والسياحة التركية، إن الوزارة تستضيف أنشطة أوركسترا فلسطين للشباب وتسعى لتوفير المعلومات اللازمة لأعضائها.
وذكر للأناضول، أن الأوركسترا ستلتقي عشاق الفن في برامج تستمر قرابة أسبوع في أنقرة وإسطنبول، مشددًا أن الحفلات المقامة تؤكّد أهمية تحقيق السلام والحب الاهتمام الذي تكنه تركيا للشعب الفلسطيني.