التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمحافظ البنك المركزي شهاب قافجي أوغلو حيث عانت الليرة من عمليات بيع هائلة وهوت إلى مستوى قياسي جديد يوم الثلاثاء، وفقًا لما نقلت وكالة بلومبيرغ عن مسؤول “مطلع” على الأمر.
وذكرت بلومبيرغ أنها حصلت على معلومات بشأن لقاء جمع أردوغان ومحافظ البنك المركزي.
وأضافت أن هذا المسؤول طلب منها عدم الكشف عن هويته لأنه لم يتم الإعلان عن اللقاء رسميا.
وامتنع كل من البنك الرمكي والرئاسة التركية عن التعليق، كما أضافت “بلومبيرغ”.
وفي سياق متصل، أصدر البنك المركزي التركي، الثلاثاء، بيانا صحفيا حول تطورات السوق عقب هبوط سعر صرف الليرة التركية إلى مستويات قياسية مقابل العملات الأجنبية.
وجاء في البيان أن “البنك المركزي يطبق نظام تحديد سعر الصرف العائم، وليس لديه أي التزام بأي مستوى لسعر الصرف، ويمكنه فقط التدخل في الأسواق في ظل ظروف معينة لتقلبات مفرطة”.
وأشار البنك المركزي إلى أن هناك موجة مبيعات في الليرة التركية “غير واقعية ومنفصلة تماماً” عن الواقع. مضيفاً أنه “من الضروري تحذير شركاتنا ومواطنينا من الخسائر المحتملة من خلال التداول بقيم منفصلة تماماً عن الأساسيات الاقتصادية في ظل ظروف السوق شديدة التقلب”.
وهبطت الليرة التركية اليوم الثلاثاء مجدداً أمام العملات الأجنبية وسجلت أدنى مستوى تاريخي لها مقابل الدولار الأميركي، وذلك بعد ساعات من خطاب للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد فيه أن بلاده “ستخرج منتصرة من حرب الاستقلال الاقتصادي”.
وفي تداولات اليوم الثلاثاء (23.11.2021)، سجلت الليرة التركية مقابل الدولار 13.49، لترتفع قليلاً بعدها وتسجل 12.81 مقابل الدولار، بحسب موقع (Döviz) المتخصص بأسعار الصرف والعملات الأجنبية في تركيا. وذلك في أدنى مستوى هبوط تصل إليه الليرة على الإطلاق.
جاء ذلك بعد خطاب للرئيس التركي، أمس الإثنين، قال فيه إنّ بلاده تخوض في الفترة الحالية “حرب استقلال اقتصادي”ـ وإنّها ستخرج منتصرة منها.
وبحسب وسائل الإعلام فإنّ قيمة الليرة التركية انخفضت 12%، الأسبوع الماضي وحده، مما يجعلها العملة ذات الأداء الأسوأ على مستوى العالم، مضيفةً أنّ هبوطها بنسبة 6%، يوم الخميس الفائت، هو الأكبر منذ إقالة الرئيس التركي لرئيس البنك المركزي ناجي إقبال، في شهر آذار الماضي.
وهذا الانهيار المتتالي لليرة التركية أثار مخاوف متزايدة بشأن أفق الاقتصاد التركي، وأثار دعوات لرفع طارئ لأسعار الفائدة أو اتخاذ إجراءات أخرى تحدّ من التدهور السريع لليرة.
يشار إلى أنّ قيمة الليرة التركية تعرّضت، خلال الأشهر الماضية، لانهيار متتالٍ، كان من أبرز أسباب هذا الانهيار – وفق وسائل إعلام تركية – التغييرات المتتالية التي طالت وزيري المالية والخزانة وثلاثة رؤساء للبنك المركزي وأعضاء في لجنة السياسات المالية، فضلاً عن ضغوط تعرّض لها البنك لخفض أسعار الفائدة.