أفرجت السلطات الأمريكية، اليوم الخميس، عن مفيد عبد القادر مشعل، شقيق القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل، بعدما أمضى 20 عامًا في السجون الأمريكية بتهمة تمويل الحركة.
يصف مراقبون قضية مفيد مشعل ورفاقه بأنها ذات أبعاد سياسية، حيث جاء الحكم فيها بناءً على دوافع وكيديات سياسية. فتحت القضية قضائيًا لأول مرة في عام 2001، وأظهرت الأدلة حينها بطلان التهم الموجهة ضد مؤسسة “الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية”. لكن الملف أعيد فتحه لاحقًا بناءً على “شواهد” قدمها الجيش الإسرائيلي.
مؤسسة الأرض المقدسة: 13 عامًا من العمل الإنساني
تأسست مؤسسة “الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية” عام 1988 في الولايات المتحدة، وكانت تُعدّ واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية الإسلامية هناك. قدمت المؤسسة دعمًا إنسانيًا للاجئين الفلسطينيين في لبنان والأردن والأراضي المحتلة، إلى جانب دعم ضحايا الكوارث والحروب في البوسنة وكوسوفو وتركيا وحتى داخل الولايات المتحدة.
بدأت السلطات الأمريكية بمراقبة أنشطة المؤسسة عام 1996 بعد تصنيف حركة “حماس” كمنظمة إرهابية عام 1995. وفي سبتمبر 2001، داهمت السلطات مقر شركة “إنفوكوم”، التي كانت تدير الموقع الإلكتروني للمؤسسة، متهمة إياها بجمع الأموال ودعم حركة حماس.
في ديسمبر 2001، أصدرت إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش قرارًا بتجميد أصول المؤسسة وإغلاقها، تلاه اعتقال خمسة من مؤسسيها، بينهم مفيد مشعل، في يوليو 2004.
في البداية، فشلت هيئة المحلفين في محاكمة يوليو 2007 في التوصل إلى إدانة بالإجماع، مما دفع القاضي لإعلان بطلان القضية. ومع ذلك، أعادت الحكومة الأمريكية فتح الملف بمحكمة أخرى، مستندة إلى “أدلة” قالت إنها مأخوذة من مقرات السلطة الفلسطينية بواسطة الجيش الإسرائيلي.
في مايو 2009، أصدرت محكمة أمريكية في ولاية تكساس أحكامًا بالسجن بحق المتهمين، شملت المدير التنفيذي شكري أبو بكر، ومفيد مشعل، وآخرين، لمدد تتراوح بين 15 و65 عامًا، بتهمة “دعم وتمويل منظمة إرهابية”.
الإفراج عن مفيد مشعل
بعد قضائه 20 عامًا في السجن، أُفرج عن مفيد مشعل اليوم، مما أعاد تسليط الضوء على قضية مؤسسة الأرض المقدسة، التي يراها كثيرون نموذجًا للتوظيف السياسي للقضاء في الولايات المتحدة.