شهدت مدينة إسطنبول اليوم الجمعة، حدثا تاريخيا هاما، تمثل في افتتاح مسجد تقسيم، وذلك بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأقيمت صلاة الجمعة اليوم في المسجد، بعد رفع أول أذان فيه، بحضور عشرات آلاف المصلين الذين ملؤوا المسجد وساحة تقسيم الشهيرة.
وقام عمال بلدية “إسبرطا” التركية برش “ماء الورد” في أطراف المسجد، حيث كانت بلدية إسبرطا الشهيرة بورودها قد أرسلت الماء هدية للمسجد.
وألقى رئيس الشؤون الدينية التركي البروفسور علي أرباش، خطبة الجمعة، حيث قال إن “تركيا تشهد اليوم لحظات تاريخية”، مضيفا أن “شوقا عظيمًا ظل لسنوات طويلة ها هو يتحقق الآن”.
ولفت أرباش إلى أن “العديد من كبارنا (في السن) ناضلوا من أجل هذه اللحظة طوال حياتهم، إلا أنهم مضوا قبل أن تتحقق”.
يُشار إلى أنّ أعمال بناء مسجد تقسيم في إسطنبول، بدأت عام 2017، بتوقيع المهندسين المعماريين التركيين، شفيق بيرقية، وسليم دالامان.
ويعتبر بناء المسجد وعدا قطعه الرئيس التركي رجب طيب أدروغان على نفسه في تسعينيات القرن الماضي، حيث وقف أردوغان على سطح أحد المباني في ساحة تقسيم وسط إسطنبول، وأشار بيده إلى زاوية معينة، قائلا “آمل بناء مسجد هنا”، وحصل المسجد فعلا بعد نحو 27 عاما.
مسجد تقسيم:
بدأ الحلم قبل نحو 27 عاما عندما كشف أردوغان على الملأ عن حلمه ببناء مسجد في تقسيم، ورأى النور في 17 شباط/فبراير 2017 حيث تم عرض صور التصمايم الأولية للمسجد.
وتبلغ مساحة المسجد ألفين و482 متر مربع وارتفاعه 303 أمتار، وتصل سعته لألفين و575 مصليا في آن واحد. ويضم موقفا خاصا لسيارات المصلين يتألف من 3 طوابق تحت الأرض ويتسع لـ 165 سيارة.
كما يعد المسجد مزيجا من التصميم العصري والكلاسيكي ويتميز بمجاورته لكنيسة الروم الأرثوذكس وكنيسة الأرمن الكاثوليك.
ومن الداخل، يضم قاعة خاصة للمعارض الثقافية بمساحة 155 مترا مربعا، إلى جانب مساحة مخصصة للأوقاف والجمعيات تقدر بـ 180 مترا مربعا، وطابق آخر خاص للنساء بمساحة 320 مترا مربعا، يتسع لـ 375 مصلية، بينما تتسع مساحة الطابق الأرضي للمسجد لألف مصل في وقت واحد بمساحة 820 متر مربع.
وصمم المسجد على يد المهندسين المعماريين العاملين في المجمع الرئاسي شفيق بيركيا وسليم دالامان.
أما المآذن والقباب، فتبلغ طول المئذنة الواحدة 61 مترا، و قطر القبة الرئيسية فيه 28 مترا وارتفاعها 29 مترا.