بمناسبة “عيد المساخر” الاحتلال يحول المسجد الأقصى لثكنة عسكرية ودعوات للرباط .. “شاهد”

اقتحمت عشرات من المستوطنين، صباح اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال.

وجاءت الاقتحامات الواسعة والمتتالية في إطار تلبية دعوات استيطانية من “جماعات الهيكل” لاقتحام المسجد الأقصى لإحياء “عيد المساخر”.

وأظهرت صور التقطت من المسجد الأقصى، أحد المستوطنين لأول مرة بالزي “الكهنوتي” ويؤدي طقوسًا أمام قبة الصخرة.

ووفقا لصور من داخل المدينة المقدسة فإن شرطة الاحتلال الإسرائيلي حولت، صباح اليوم، المسجد الأقصى المبارك إلى ثكنة عسكرية، وشددت من إجراءاتها وقيودها على المصلين الفلسطينيين، تزامنًا مع اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين للمسجد فيما يسمى عيد “المساخر” العبرية.

وهذا الطاقم مخصص لما يعرف لدى اليهود بالجهات التي ستشرف على ذبح (القربان) داخل المسجد في “عيد البيسح”.

وضيقت شرطة الاحتلال من إجراءاتها بحق المقدسيين داخل المسجد والذين توافدوا للرباط بداخله، إلى جانب العشرات من شبان الداخل المحتل.

واعتقلت شرطة الاحتلال الشاب محمد عز غوارية من أم الفحم خلال تواجده في المسجد الأقصى.

من جهته، قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني في تصريح خاص لوكالة “صفا”، إن ثلاث مجموعات من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى من باب المغاربة منذ الصباح، وأدوا صلوات وطقوس تلمودية بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.

وأضاف أن عددًا كبيرًا من القوات الخاصة وشرطة وجنود الاحتلال انتشروا في باحات الأقصى، وعند بواباته الخارجية، وحولوه إلى ثكنة عسكرية، وشددوا من قيودهم وإجراءاتهم الأمنية بحق المصلين الوافدين للمسجد منذ صلاة فجر اليوم.

وذكر أن قوات الاحتلال منعت بعض الشبان من دخول الأقصى، وأخرجت آخرين من الساحات وحجزت هوياتهم الشخصية.

وأفاد بأن شرطة الاحتلال كثفت من عمليات التفتيش داخل المسجد، وفي المصلى القبلي، وشددت على موظفي الأوقاف الإسلامية.

وبين الشيخ الكسواني أن كل هذه الإجراءات الاحتلالية تهدف إلى تفريغ المسجد الأقصى من المصلين أثناء فترة الاقتحامات، وترهيبهم.

وأشار إلى أن دائرة الأوقاف كثفت من تواجد حراس الأقصى داخل الساحات، وخاصة في الطرقات التي يسير بها المستوطنون أثناء الاقتحامات، وذلك لمنعهم من أداء الصلوات التلمودية، وانتهاك حرمة الأقصى وتدنيسه.

ولفت الكسواني إلى الدعوات اليهودية المتطرفة لاقتحام الأقصى في “عيد المساخر” تأتي لحشد أكبر عدد ممكن من المتطرفين لاقتحامه وأداء صلواتهم فيه، وفرض واقع جديد داخله، “لكن هذا المشهد شاذًا ويستفز مشاعر المسلمين في أنحاء المعمورة”.

وأكد أن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين وحدهم، لا يقبل القسمة ولا الشراكة، وأن هذه الانتهاكات الإسرائيلية لن تغير من إسلاميته وعروبته، ولن تأخذ من عزيمة الحراس ودفاعهم عن مسجدهم المبارك.

ونوه إلى أن الاقتحامات المستمرة في المسجد تتم على مرأى العالم العربي والإسلامي أجمع، داعيًا في الوقت نفسه إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والرباط الدائم فيه حتى يكون عامرًا بالمصلين والمرابطين، وللتصدي لاقتحامات المستوطنين ومواجهة هجمة الاحتلال عليه.

وطالب الكسواني العالم العربي والإسلامي بتحمل مسؤولياته تجاه الأقصى، باعتباره قبلة المسلمين الأولى، والعمل على حمايته والدفاع عنه.

فيما شدد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستغل الأعياد اليهودية للانقضاض على المسجد المبارك، وفرض واقع جديد فيه، محذرا من تصاعد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المسجد خلال شهر رمضان المبارك، وتكرار ما حدث في العام الماضي، خاصة أن (عيد الفصح) العبري سيتقاطع مع 17 رمضان.

كما دعا صبري سلطات الاحتلال من القيام بأي عمل يُعطل صفو العبادة لدى المسلمين، مشيرا إلى الحاجة للهدوء والطمأنينة لكي يتمكن المسلمون من أداء صلواتهم في المسجد الأقصى خلال الشهر الفضيل”.

وتحاول الجماعيات المتطرفة فرض طقوسها التلمودية داخل الأقصى، وقراءة فقرات توراتية بصوت مرتفع داخل المسجد وبشكل جماعي، عدا عن محاولة إدخال البوق والأدوات والملابس التنكرية، والغناء والرقص والاحتفال على أبوابه.

ولصد تلك الاقتحامات، نُشرت دعوات مقدسية لتكثيف التواجد والرباط داخل المسجد الأقصى على مدار اليوم، والمشاركة في فجر الجمعة العظيم، كي لا يتسنّى للاحتلال تفريغ المسجد خلال ساعات الاقتحام.

Exit mobile version