تستمر قرية “بيتا” في نابلس، في نضالها اليومي ضد الاحتلال الإسرائيلي والبؤر الاستيطانية، ويستخدم المقاومون وسائل “الإرباك الليلي” المستلهم من قطاع غزة، كشكل من أشكال المقاومة الشعبية التي لقيت تفاعلا كبيرا بين الفلسطينيين هناك، وفي بيت دجن.
وسبق أن ظهرت دعوات من لجان المقاومة الشعبية من أجل نشر “الإرباك الليلي” في عموم الضفة.
وأصيب شبان فلسطينيون مساء أمس الأربعاء، خلال مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي في جبل صبيح في بيتا، في حين بات نشطاء يطلقون عليها اسم “معركة الجبل” في مقاومتها للاستيطان فيه بشكل يومي.
حشد على الجبل
وأطلق نشطاء في بلدة “بيتا” وبيت دجن، في نابلس، دعوات إلى حشد 100 ألف مواطن من قرى ومدن الضفة كافة على جبل صبيح، للمشاركة في فعاليات “الإرباك الليلي” مساء اليوم الخميس.
ويشهد محيط جبل صبيح فعاليات واسعة من “الإرباك الليلي” الذي ينفذه فلسطينيو بلدة بيتا، ويمتد من ساعات المساء حتى ساعة متأخرة من الليل.
إمعان في الاستيطان
وتأتي المواجهات الفلسطينية مع الاحتلال في وجه المخططات الاستيطانية التي لا تتوقف في انتهاكات مستمرة لأراضي الفلسطينيين لإنشاء مستوطنات جديدة للاحتلال الإسرائيلي.
وأقام المستوطنون بؤرة استيطانية، في المنطقة الواقعة شمال شرقي قرية بيت دجن والمطلة على الأغوار، والتي شهدت أعمال تجريف وشق طرق، من مشارف مستوطنة “الحمرا” بالأغوار الوسطى وصولا إلى بيت دجن.
وفي سياق متصل، وافقت ما تسمى باللجنة الفرعية للاستيطان التابعة لحكومة الاحتلال على 31 خطة بناء في مستوطنتي “إلكانا” المقامة على أراضي سلفيت و”ميشور أدوميم” المقامة على أراضي القدس لإيداعها والمصادقة عليها.
وتعد هذه الخطوة أولى الخطط التي توافق عليها حكومة الاحتلال برئاسة بينيت-لابيد.
ويعمل الاحتلال على توسيع الاستيطان في القدس ضمن المشروع التهويدي الخطير المعروف باسم “E1”.
ويشمل المخطط فصل مدينة القدس المحتلة عن باقي مناطق الضفة، وكذلك فصل شمال الضفة عن جنوبها.
وبموجب مخططات الاحتلال سيتم إغلاق مدخل العيزرية الشمالي ونقل حاجز الزعيم باتجاه مستوطنة “ميشور أدوميم”، بكل ما يترتب على ذلك من فصل مستوطنة “معاليه أدوميم” عن الفضاء الفلسطيني بواسطة الجدار.
وتجثم مستوطنة “ميشور أدوميم” على مئات الدونمات من أراضي قرى العيزرية وأبو ديس والعبيدية وسلوان والعيسوية ضمن ما يسمى تجمع كتل “معالي أدوميم” الاستيطاني.
وأقامت المستوطنة حركة “غوش أيونيم” الصهيونية عام 1974 في إطار إكمال الطوق الشرقي لما يسمى “مشروع القدس الكبرى”.
أما مستوطنة “الكانا” فأقيمت على مساحات واسعة من أراضي سلفيت وتعتبر من التجمعات الاستيطانية التي تشهد نشاطاً ملحوظا في زيادة عدد الوحدات السكنية والبنية التحتية.
وتضاعفت المستوطنة بمقدار 140% مما كانت عليه قبل خمسة أعوام، ولا تزال تشهد نمواً ملحوظاً انسجاماً مع المخطط الإسرائيلي الذي يتجه نحو إقامة مدينة إسرائيلية جديدة على أراضي محافظة سلفيت، بحيث يتم جمع مستعمرات (الكانا، عتسفرايم، أورانيت) في مجلس إقليمي واحد ليشكل نواة جديدة لمدينة إسرائيلية جديدة.