بدأ تجار التجزئة في تركيا تخفيض أسعار بعض السلع بعد أن تم حثهم على القيام بذلك، بعد انتعاش الليرة التركية، مع إجراءات الحكومة التي أطلقت أداة مالية جديدة تتيح تحقيق نفس مستوى الأرباح المحتملة للمدخرات بالعملات الأجنبية عبر إبقاء الأصول بالعملة المحلية.
وكانت متاجر البقالة ومتاجر المواد الأساسية ومحلات السوبر ماركت قد رفعت أسعار السلع في الأشهر الأخيرة، مدفوعة بشكل أساسي بانخفاض قيمة الليرة، بينما قفز التضخم إلى 21.3% في نوفمبر/تشرين الثاني.
وبعد أن كشف الرئيس رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي عن خطة للمدخرين، لتحويل ودائع العملات الأجنبية إلى العملة المحلية، ارتفعت الليرة بنحو 50%. وبموجب الخطة التي طرحها الرئيس أردوغان ستقوم الخزانة والبنك المركزي التركي بتعويض الخسائر على الودائع المحولة بالليرة التركية مقابل العملات الأجنبية.
وحثت الحكومة ومجموعات المستهلكين الشركات على خفض الأسعار بنفس الوتيرة التي زادت بها.
وقال وزير الخزانة والمالية نور الدين نباتي الأسبوع الماضي: “لا ينبغي أن تهبط الأسعار بسرعة المظلة بعد أن ارتفعت مثل الصاروخ، بل يتعين تخفيضها بنفس الوتيرة”.
وقال الرئيس رجب طيب أردوغان يوم الجمعة أيضاً، إنه يتوقع من الشركات والبائعين خفض أسعارهم بعد انتعاش الليرة، بما في ذلك السيارات والمنازل، مضيفاً أن الحكومة ستتعقب أولئك الذين لا يفعلون ذلك.
وأعلنت العديد من الشركات بما في ذلك سلاسل محلات السوبر ماركت مثل كارفور وميغروس وشوك، في بيانات منفصلة إنها ستخفض أسعار بعض السلع، بما في ذلك الحليب وزيت بذور عباد الشمس والجبن والفواكه والخضروات.
وقالت إدارة كارفور إنها ستخفض أسعار العديد من السلع والعلامات التجارية بنسبة تصل إلى 30%، بما في ذلك زيت بذور عباد الشمس والحليب والجبن والشاي والمعكرونة والأرز والمنظفات والمناشف الورقية وورق التواليت وبعض الفواكه والخضروات.
وأضاف بيان الإدارة: “نلتزم على الفور بإظهار هذا الخصم على أسعارنا. وستستمر تخفيضات أسعارنا في الزيادة مع الخصومات التي نتلقاها من الموردين”.
وبعد لقاء المنتجين، قالت إدارة ميغروس إنها خفضت أسعار جميع الفواكه والخضروات بنسبة 10% دون انتظار “انخفاض تكاليف المدخلات”.
وأكدت أنه مع خصم المنتجين والموردين، انخفضت أسعار العديد من السلع الأساسية بما في ذلك الدقيق وزيت بذور عباد الشمس والسكر وغيرها، وانعكس ذلك على بطاقات الأسعار. كما لاحظت الشركة أن الخصومات يمكن أن تصبح أكثر فعالية إذا تم التحكم في التكاليف مثل مدخلات التعبئة والتغليف.
كذلك أوضحت إدارة سلسلة متاجر أووك أيضاً إنها خفضت أسعار السلع الأساسية نتيجة لتحسن أسعار الصرف الأجنبي، دون تحديد أي نسبة.
ومن المتوقع أن يتجاوز التضخم السنوي في تركيا 30% في ديسمبر/كانون الأول، وفقاً للاستطلاعات، لأول مرة منذ مايو/أيار 2003. كما يمكن أن ترتفع الأسعار بنسبة 9% على أساس شهري، مع تأثير انخفاض الليرة.