فجر تحقيق نشرته صحيفة /هآرتس/ العبرية جدلا كبيرا، بعدما كشف كذب روايات جنود الاحتلال الإسرائيلي والمسعفين من منظمة “زاكا” (تحديد ضحايا الكوارث)، بشأن الادعاءات عن ارتكاب المقاومة الفلسطينية “مذابح” خلال اقتحام مستوطنات غلاف غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي.
وأكدت الصحيفة أن كثيرا من هذه الروايات كانت كاذبة، وتم ترويجها على مستوى دولة الاحتلال والعالم. وفند التحقيق على سبيل المثال الرواية الشهيرة التي تقول إن المقاومة الفلسطينية قطعت رؤوس عشرات الأطفال الرضع، والتي روجتها قناة /آي 24 نيوز/ العبرية، وذكرت إن تقاريرها استندت إلى شهادات ضباط في جيش الاحتلال، وبعض عناصر منظمة “زاكا” الإغاثية، حيث تبين أنها روايات لم تستند إلى أي حقائق.
ومما يشير إلى كذب الادعاءات بحسب الصحيفة هو تبدل الروايات وتغيرها عبر مواقع التواصل، فمرة يتم الحديث عن جثث رضع محترقة وأخرى معلقة على حبل وكلها غير صحيحة.
وأشارت الصحيفة أيضا للقصص الأخرى المختلقة مثل أن أحد الضباط وجد في أحد البيوت ثمانية جثث محترقة تعود لرضع -وهي رواية نشرتها وزارة الخارجية الإسرائيلية- وتبين أيضا أنها غير صحيحة.
وفيما يخص الروايات التي نقلت من خلال أعضاء منظمة “زاكا ” حول عدد الأطفال المقتولين، والمحروقين والمكبلين، فقد أكدت الصحيفة أن هذه الشهادات لا تتوافق مع أعداد القتلى الرسمية.
وحين بدأت الأكاذيب تنكشف، ردت منظمة “زاكا” بالقول إن متطوعيها ليسوا خبراء، وليس لديهم الأدوات الكافية لتشخيص القتلى، وتقدير أعمارهم، أو معرفة الطريقة التي قلتوا فيها، وإنهم ربما قدموا تفسيرات خاطئة لما شاهدوه.
ونوهت الصحيفة للكذبة التي وردت على لسان رئيس منظمة “إيهود هتسلاه” للإسعاف، حيث روج بأن المقاومين الفلسطينيين أدخلوا رضيعا في فرن وأحرقوه حتى الموت، وهي رواية لم تثبت صحتها! ومن ثم تحولت إلى “مجموعة من الأطفال” في أثناء ترويجها في عدد من وسائل الإعلام الغربية.
وحين تم كشف كذب رئيس تلك المنظمة، ردت بالادعاء أن صاحب الرواية الخاطئة هو متطوع ظن أنه رأى هذا الأمر.