تركيا تستقطب دور نشر الكتاب العربي.. “تجاوزت الـ40 دارا”

ساهمت الظروف المتوفرة في تركيا، وتزايد أبناء الجالية العربية وتقدر بنحو خمسة ملايين، في استقطاب دور النشر لمدينة إسطنبول.

وعلى مدار السنوات الماضية، استضافت تركيا معارض للكتاب العربي، شهدت إقبالا كبيرا، وباتت حدثا ثقافيا مميزا.

ويُمثّل الكتاب العربي في تركيا حاجة ماسة لأبناء الجالية العربية، وللأتراك الراغبين بتعلم العربية، ما دفع أكثر من 40 دار نشر لممارسة نشاطها باسطنبول وتأسيس جمعية ناظمة لهم، وهي الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي.

تواجد جالية عربية

عمار عبد الخالق، عضو مجلس إدارة الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي (غير حكومية مقرها إسطنبول)، وصاحب دار نشر إتقان، مقرها الحالي في تركيا وسابقا في الإمارات، تحدث عن انتشار دور النشر، قائلا: “مع بداية الربيع العربي (الثورات) وحدوث موجات النزوح وخصوصا من سوريا، كان من ضمن الشريحة المهاجرة بعض أصحاب دور النشر العربية من سوريا ومصر وغيرها”.

وأضاف: “كانت تركيا المحطة الرئيسية لهذه الفئة، الأمر المشجع لبدء أعمال أصحاب دور النشر، وشكل تواجد الجالية العربية عاملا أساسيا لذلك، والأمر الثاني المهم بدء تدريس وتعليم اللغة العربية وبشكل رسمي في تركيا”.

ولفت عبد الخالق إلى أن “ما سبق أتاح لنا كناشرين، عاملا مشجعا لنشر الكتاب العربي، مع انتشار المدارس العربية الخاصة، مما شكّل سوقا جديدا لأعمال دور النشر”.

جمعية ناشر الكتاب العربي

وقال عبد الخالق إنه “مع ازدياد عدد الناشرين في تركيا فقد كانت هناك حاجة لوجود مظلة لهذا التجمع”.

وأردف: “تم تأسيس الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي في تركيا، وهو تجمع لأكثر من 40 دار نشر من مختلف الجنسيات العربية، وكذلك من الأتراك، وهذا التجمع ينضوي أيضا تحت مظلة أكبر وهو اتحاد الناشرين الأتراك”.

وأكد أن الجمعية بدأت أعمالها عام 2019 وكان من أهم ثمرات هذا التجمع معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي بدورته السادسة هذا العام، وهو أكبر وأهم معرض للكتاب العربي خارج العالم العربي، ومسجل ضمن المعارض العربية في اتحاد الناشرين العرب”.

ولفت إلى أن “دور النشر والمكتبات تغطي احتياجات الجالية العربية الكبيرة في تركيا، والمقدرة بـ 5 ملايين عربي، وكذلك احتياجات الجالية العربية في أوروبا من الكتاب، لقربها جغرافيا ولسهولة الشحن والسفر”.

وختم بالقول: “بالمحصلة العامة وجود هذا الكم من دور النشر العربية في تركيا كان نتيجة احتضان الجهات الرسمية، من حيث سهولة الترخيص والحصول على ميزات الناشر التركي، وهذا لم يحدث سابقا في كل العالم العربي”.

توفير الكتاب العربي

من ناحيته، قال مدير مكتبة كتاب سراي في إسطنبول، إبراهيم كوكي لـ”الأناضول” إن “دور النشر العربية التي بدأت تنتشر في تركيا غالبيتها العظمى جاءت بعد الربيع العربي، بعد أن باتت هناك جالية عربية كبيرة”.

وأوضح كوكي أن “هناك جالية سورية عراقية مصرية يمنية وفلسطينية، وهناك جاليات مغاربية وخليجية، وهذا يقتضي وجود دور نشر عربية توفر لهم الكتاب، وهي جاليات نخب تهتم بالثقافة والكتب”.

ولفت إلى أن “أهمية وجودها هو التلاقي والعمق الاجتماعي بين العرب والأتراك دينيا، وأيضا وكثير من الأتراك يهتمون بتعلم العربية لأنها لغة القرآن، وهو ما نلاحظه، ووجود الكتاب العربي يعزز من التلاقي المجتمعي”.

وأضاف كوكي أن “سبب الانتشار هو الحاجة للكتاب العربي لدى الجالية، ومجموعة كبيرة من طلاب الجامعات يهتمون بالكتاب، وفئة مثقفة ونخب غادرت أوطانها مكرهة، وهي مهتمة بالكتب ومراجع عربية لها علاقة بالسياسة والفكر”.

تعلم العربية

كوكي شدد في حديثه على أن هذا الاهتمام أدى للحاجة للكتاب العربي، مضافا لها أن “هناك شريحة من الأهالي حريصة ألا يفقد أبناؤها اللغة العربية، فيحرصون على أن تكون لديهم مكتبة عربية ويشجعون أبناءهم على قراءة وتعلم العربية”.

وتابع: “كل ذلك أدى للاهتمام من قبل الناشرين العرب بأن يكون لديهم دور في تركيا، فضلا عن الشريحة التركية المهتمة بالعربية، ودور النشر تستهدف جميع الشرائح، الطلاب الباحثين عن مراجع ومصادر عربية، الأطفال الذين يقبلون على تعلم العربية بمدارسهم”.

وعن الظروف الملائمة لممارسة مهامها في تركيا، قال كوكي: “الظروف الملائمة هي الباب المفتوح أمام أي نشاط وتواجد ومشروع في تركيا، التي فتحت الأبواب للعرب بأن تكون لهم بيتا ووطنا”.

وأوضح أن “الظروف موائمة من خلال الناشرين الأتراك الذين رحبوا وساعدوا ونظموا، ما أدى لتأسيس الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي، وهو كان جزءا من دعوة الناشرين إلى أن تكون لهم جمعية ونظاما يجمعهم”.

Exit mobile version