تصريحات ناصر القدوة ضد حركة حماس أنهت دوره كشخصية كان يُعول عليها في المشهد الفلسطيني
رئيس التحرير بمؤسسة فيميد، أ. إبراهيم المدهون يكتب:
ارتكب الدكتور ناصر القدوة اليوم خطأً استراتيجيًا قد يؤثر سلبًا على مستقبله السياسي ويبعده عن أي دور حقيقي في الساحة الفلسطينية. خلال مؤتمر دبلوماسي في الإمارات، صرح القدوة قائلاً: “يجب أن تختفي حماس من الخريطة، ولا يمكن بناء غزة الجديدة في ظل وجودها. على حماس أن تسلم الحكم في غزة طواعيةً لقيادة فلسطينية جديدة.” هذا التصريح للأسف يتماشى مع خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو موقف لا يليق بشخصية فلسطينية كان يُعوّل عليها في تحقيق الوحدة الوطنية.
في هذا المؤتمر، تبنى القدوة موقفًا هجوميًا ضد السلطة وحماس بطريقة تفتقر إلى الحكمة السياسية، محاولًا تسويق نفسه كبديل وحيد. لكن هذه الخطوة تفتقر إلى الواقعية السياسية. أي دور مستقبلي لأي شخصية فلسطينية يتطلب توافقًا مع جميع الفصائل الوطنية، وعلى رأسها حماس. من يعتقد أن حماس في غزة باتت ضعيفة أو غير مؤثرة يخطئ في قراءة الواقع بشكل جوهري. هذه التصريحات غير المدروسة تعكس عدم جاهزية القدوة لتولي أي دور قيادي في المشهد الفلسطيني المعقد.
إن الإساءة إلى حركة مقاومة راسخة مثل حماس، التي قادت أبرز العمليات الوطنية في تاريخ شعبنا، بما في ذلك معركة “طوفان الأقصى”، وتحظى بشعبية واسعة في الداخل والخارج، يُظهر قصر نظر سياسي وتخبطًا في التقدير. حتى الأطراف الدولية تدرك اليوم أن حماس عنصر أساسي لا يمكن تجاوزه في أي معادلة فلسطينية.
أدعو الأخوة في الإمارات إلى إعادة النظر في دعم ناصر القدوة، حيث أصبح خطابه غير متزن ويزيد من عزلته على المستوى الشعبي الفلسطيني. أي هجوم على حماس اليوم لن يجد صدى إيجابيًا في الشارع الفلسطيني، سواء من منظور وطني أو دبلوماسي. علاوة على ذلك، يفتقر القدوة إلى فهم عميق للواقع الفلسطيني الحالي وتحدياته.
أنصح القدوة بإعادة تقييم مواقفه وتقديم اعتذار علني لحركة حماس، وأن يسعى لتبني مواقف أكثر توافقية وعقلانية، تعكس فهمًا أعمق للواقع السياسي الفلسطيني. الاعتماد على رضا القوى الخارجية، خاصة الولايات المتحدة، لتحقيق مكاسب سياسية داخلية هو رهان خاسر.
في النهاية، من يعتقد أن غياب حماس عن المشهد الفلسطيني ممكن، لا يفهم حقيقة هذا الشعب أو عمق مقاومته. حماس ليست مجرد حركة سياسية، بل هي جزء أصيل ومتجذر في نسيج الشعب الفلسطيني. وما فشلت فيه إسرائيل عبر عقود من الحروب والعمليات العسكرية، لن يتحقق عبر أي محاولات سياسية ضيقة الأفق.