احتدمت المواجهات بين أهل القدس وقوات الاحتلال، عقب اقتحام الأخيرة لباحات المسجد الأقصى وإلغاء قنابل الغاز المسيل للدموع على جموع المصلين. وقد اقتحمت القوات المسجد الأقصى المبارك مساء الجمعة وقت احتشاد آلاف الفلسطينيون للاعتكاف وصلاة القيام في الأيام العشر الأخيرة من رمضان.
وكان عشرات الآلاف من الفلسطينيين قد احتشدوا في ساحات المسجد الأقصى في عدة تظاهرات لدعم أهالي حي الشيخ جراح ورفض تهجيرهم من منازلهم. وتداول النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع للمواجهات التي اندلعت بين المرابطين في الأقصى وبين قوات الاحتلال، بالإضافة إلى مقاطع لنساء وأطفال وشيوخ تمت محاصرتهم داخل مسجد قبة الصخرة وداخل المصلى القبلي وذلك أثناء تواجدهم لصلاة القيام قبيل الاقتحام.
وقد شهد وسم #المسجد_الأقصى_المبارك ووسم #انقذوا_حي_الشيخ_جراح تفاعلا واسعا طوال يوم الجمعة مع احتشاد عدة تظاهرات داخل المسجد الأقصى عقب صلاتي الفجر والجمعة.
وعبر الوسمين، نشر النشطاء مقاطع لإطلاق قنابل الصوت والغاز داخل مصلى النساء في مصلى قبة الصخرة، وتعالي هتافات النساء داخل المصلى بـ”بالروح بالدم نفديك يا أقصى”.
وتساءل النشطاء عن دور الحكومات العربية والأزهر والجامعة العربية، متسائلين متى سيتفاعل أولئك المذكورون مع قيام قوات الاحتلال بتحويل المسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان إلى ساحة حرب ضد أصحابه من الصائمين القائمين؟ مؤكدين أن الدماء التي تسيل في القدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح هي في “رقبة” الدول المطبعة.
وندد ناشطون بوجود ست عواصم عربية يرفرف فيها علم الاحتلال بينما قواته تنتهك حرمة الأقصى وتعطل الصلاة فيه في نهاية رمضان، مضيفين أن كل الخزي والذل والهوان للمطبعين، وأن الشرف والعزة للمرابطين حماة القدس.
وتداول النشطاء مقاطع لمحاولات شباب القدس للتصدي لقوات الاحتلال، مؤكدين أن وجود شباب القدس بذلك الشكل هو أكبر رد على مشاريع التهويد والتطبيع التي يروج لها الاحتلال.
وفي سياق متصل، أدان اتحاد الناشرين العرب، قيام “قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال الصهيوني المدججين بالسلاح باقتحام المسجد الأقصى المبارك”.
وطالب الاتحاد في بيان له جميع أعضائه إلى المشاركة في نشر ما يتعلق بدحض خطط الاحتلال والمستوطنين ومشاركة صور الصمود المشرفة التي يتوالى وصولها من ميدان المواجهة.
وتصدرت وسوم “القدس تنتفض” و”المسجد الأقصى” و”انقذوا حي الشيخ جراح”، قائمة الترند المغربي على “تويتر”، لليوم الثاني، تضامنا مع المقدسيين.
وبينما تصدرت هذه الوسوم الترند المغربي في “تويتر”، انتشرت بشكل واسع صور ومقاطع فيديو حول المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، عبر “فيسبوك”.
وغرد الناشط خالد الغاد، قائلا: “نحب القدس رغما عن كل الذين باعوها ومضوا”.
فيما وصف الناقد السينمائي مصطفى الطالب، في تدوينة عبر “فيسبوك”، ما يتعرض له المقدسيون بـ”اعتداءات وحشية”.
وأضاف أن “الجيش الصهيوني يعتدي على المسجد الأقصى وعلى المصلين، مستبيحا حرمة المسجد وحرمة رمضان وحرمة المصلين”.
بدوره، علق الإعلامي عبد الغني بلوط على صورة أحد الشبان الموقوفين من طرف الأمن الإسرائيلي، قائلا “ابتسامتك تهزمهم وتبث الرعب في قلوبهم وإن كانوا مدججين بكل أنواع الأسلحة”.
وأضاف عبر “فيسبوك”: “اعذرونا، لا نملك لكم إلا الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل أن يحميكم، وكفى بالله وليا و نصيرا”.
في السياق، أعلنت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية)، عن مشاركة مكثفة في إفطارات رمضانية، تضامنا مع الفلسطينيين.
وأضافت أن الأسر المغربية نظمت الجمعة، إفطارات بمختلف مدن البلاد ونشرت صورها عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت شعار “أنا مغربي إفطاري مقدسي”.
وأردفت: “هذا الحدث انتشر على نطاق واسع، في تعبير عن تفاعل المغاربة من مختلف المدن والقرى مع أحداث القدس والأقصى”.