قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الثلاثاء، إنه يمكن تقييم قضية الزوجين الإسرائيليين اللذين صوّرا منزل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من فوق برج الإذاعة والتلفزيون “تشامليجا”، على اعتبار أنها جريمة “تجسس سياسي وعسكري”، مؤكداً أن المحكمة ستتخذ قراراتها الخاصة بهذا الحادث خلال المرحلة المقبلة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير دفاع منغوليا سيخانبايار غورسيد، في العاصمة أنقرة.
فيما أوضح صويلو معقباً على أمر القضاء التركي بحبس 3 أشخاص بينهم زوجان إسرائيليان، بتهمة “التجسس”: “بينما كانوا يصورون المنطقة، قاموا أيضاً بتصوير منزل ومقر إقامة الرئيس أردوغان والتركيز عليه ووضع علامة عليه”.
الوزير التركي أضاف: “وبعد رؤيتهم من قِبل العناصر الأمنية تم التدخل الأمني في القضية ونقل المعلومات للمدعي العام وعقب التقييم القانوني تم القبض عليهم”.
هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها سليمان صويلو عن تلك القضية المثيرة للجدل.
كان القضاء التركي قد أمر، في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، بحبس الأشخاص الثلاثة، بتهمة “التجسس السياسي والعسكري” على ذمة التحقيق، بعدما تم توقيفهم بدعوى التقاط صور لمنزل الرئيس رجب طيب أردوغان، من تلة تشامليجا في منطقة أوسكودار بإسطنبول، وذلك بعدما تم تفريغ محتويات هواتفهم المحمولة.
بحسب التحقيقات التركية، فقد وصل الزوجان الإسرائيليان، مودي وناتالي، إلى برج “تشامليجا” في الجانب الآسيوي من إسطنبول يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 في حوالي الساعة 14:30 عبر سيارة أجرة، وصعدا إلى الطابق 34، حيث التقطا صوراً لمنزل الرئيس أردوغان باستخدام عدسات مكبرة لكاميراتهما التي أثارت شكوك رجال الأمن في المكان.
رسائل مثيرة للشك
وكشفت التحقيقات أن الإسرائيليين أرفقا مع صور منزل الرئيس التركي في حي أسكودار على الجانب الآسيوي من إسطنبول، بيانات مفصلة حول المسافة التي تفصل البرج عن المنزل.
في حين قال المتهمان في إحدى هذه الرسائل: “هذا منزل أردوغان مقابل المترو القريب من الطريق” مع معلومات إضافية عن الطابق الموجودين فيه وعدد أفراد الأمن، إضافة لمعلومات وبيانات تفصيلية حول برج تشامليجا، الذي يعد أطول مبنى في إسطنبول بارتفاع 587 متراً فوق مستوى سطح البحر.
كما قام الموقوفان بمشاركة هذه المعلومات مع جهات أخرى في “إسرائيل” عبر مجموعة مغلقة على برنامج “واتساب” تحت عنوان “العائلة”، وكشفت التحقيقات أن هواتف المتهمين لم يكن بها قسم مخصص للصور، وتم إرسال صور منزل أردوغان الذي تم تحديده بدائرة معينة وكتب عليها كتابات بلغة أجنبية مباشرة إلى دولة الاحتلال.
الاحتلال ينفي تهمة التجسس
في المقابل، قال رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، في 14 نوفمبر/تشرين الثاني، إن “تل أبيب” تعمل من أجل الإفراج عن الزوجين الإسرائيليين المحتجزين في تركيا، نافياً صحة الاتهامات التركية بأنهما جاسوسان، على حد زعمه.
إذ أشار بينيت، في بيان، إلى أنه تحدث مع أسرة الإسرائيليين ناتالي ومودي أوكنين، وأطلعها على الجهود المبذولة لإعادتهما إلى إسرائيل، مؤكداً أن الاثنين “لا يعملان كما أكد المسؤولون لأي جهة إسرائيلية”.
بينيت أضاف: “المسؤولون على أعلى مستوى في إسرائيل تعاملوا مع هذه المسألة طوال العطلة الأسبوعية الماضية بقيادة وزارة الخارجية وسيواصلون العمل دون كلل بهدف إيجاد حل بأسرع ما يمكن”.
كما طلب قنصل دولة الاحتلال في تركيا زيارة الزوجين في المعتقل للاطمئنان عليهما.