ضمن فعاليات “حملة العودة حقي وقراري” والذكرى الـ103 لوعد بلفور المشؤوم عقدت منظمة ثابت لحق العودة ندوة رقيمة بعنوان “وعد بلفور ونكبة اللجوء الفلسطيني.. المسؤولية السياسية والقانونية”، بمشاركة نخبة من الشخصيات الفلسطينية، عبر تطبيق Zoom. وذلك يوم الثلاثاء 3 تشرين الثاني 2020.
قدّمت الندوة الإعلامية الفلسطينية أنسام أبو عودة، حيث رحبّت بالمتحدثين والمتابعين عبر المنصات الإلكترونية، وتحدثت عن أهمية الندوة في تسليط الضوء على وعد بلفور وآثاره الكارثية على الشعب الفلسطيني.
وخلال كلمته الافتتاحية تحدث مدير منظمة ثابت لحق العودة الأستاذ سامي حمود عن وعد بلفور، إذ أن آثاره ما زالت ماثلة في المشهد السياسي والإنساني، حيث تزداد معاناة الفلسطينيين داخل الوطن وفي مختلف دول اللجوء والشتات، بسبب هذا القرار غير القانوني والمخالف للأعراف والمواثيق الدولية كافة، ولمبادئ حقوق الإنسان، حيث لا زالوا يتعرضون لأبشع عمليات القتل والتهجير والتدمير وسلب الأرض والمقدسات والهوية والتراث.
وقال حمود، بالرغم من مرور أكثر من قرن على وعد بلفور المشؤوم وسبعة عقود على النكبة.. فإن الاحتلال الإسرائيلي سيزول وكل الوعود والاتفاقيات والصفقات التي تكّرس وجوده هي باطلة وسيُسقطها شعبنا الفلسطيني بثباته وصموده وبنضاله المستمر داخل الوطن وفي دول اللجوء والشتات، كما يؤكّد شعبنا تمسكَه بكامل حقوقه وثوابته الوطنية، وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وممتلكاتهم الأصلية التي هجّروا منها قسراً إبان النكبة 1948.
من جانبه تحدث مدير مركز العودة الفلسطيني – لندن الأستاذ طارق حمود عن “وعد بلفور” الذي يشكّل حالة وعي للحدث التأسيسي للمأساة الفلسطينية، وبريطانيا تتحمل المسؤولية عن نتائج هذا الوعد. وتحدث حمود عن حملة الاعتذار التي أطلقها مركز العودة منذ سنوات، والتي لم تتوقف حتى تحقيق أهدافها، في تقديم بريطانيا الاعتذار للشعب الفلسطيني عن خطيئة وعد بلفور. وأشار الى إقرار بريطانيا بأن وعد بلفور لم يحفظ الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني وحقهم في تقرير المصير، مما يُعتبر سابقة تاريخية لجهات داعمة للحق الفلسطيني.
كما شاركت في الندوة المديرة العامة لمركز دراسات الوحدة العربية الأستاذة لونا أبو سويرح، حيث تحدثت في مداخلتها عن المسؤولية السياسية لبريطانيا والخلفيات السياسية للأحداث التي آلت إليها تصريح بلفور، وحدوث النكبة وقيام الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين بفعل القتل والمجازر التي ارتكبها الصهاينة تحت غطاء دولي. وأشارت أبو سويرح إلى العمل الممنهج والتخطيط لهجرة اليهود ودعمهم لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، بالإضافة إلى القرارات الدولية والاتفاقيات السياسية التي جاءت لاحقاً لتكريس الاحتلال فوق أرض فلسطين.
وتحدّث مدير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان – شاهد الدكتور محمود الحنفي عن المسؤولية القانونية لبريطانيا حول خطيئة وعد بلفور التي تسبّبت بمعاناة طويلة ومستمرة للشعب الفلسطيني، وانتهاك القانون الدولي المرتبط بحق الشعوب في تقرير المصير. كما ذكر الحنفي بعض الخطوات القانونية في ملاحقة بريطانيا على جريمتها المتمثلة بوعد بلفور، بعد انتزاع الاعتذار منها والاعتراف بجريمتها بحق الشعب الفلسطيني.
وقد تخلل الندوة عرض فيديو قصير عن وعد بلفور، بالإضافة إلى استفسارات من المتابعين للندوة. ويُذكر أن الندوة تأتي ضمن فعاليات “حملة العودة حقي وقراري” والتي لاقت مشاركة واسعة من المؤسسات الفلسطينية والمتضامنة مع القضية الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم.