جهود فلسطينية بمناطق “ج” بالضفة تثير قلق الإسرائيليين

تحدث كاتب إسرائيلي، عن حراك فلسطيني في مناطق “ج” بالضفة الغربية المحتلة، عبر منظمات عربية ودولية، وهيئات معادية للصهيونية، تثير مخاوف الاحتلال الإسرائيلي.

وزعم كاتب إسرائيلي أن “الفلسطينيين يواصلون وضع أيديهم على مناطق “ج” في الضفة الغربية، دون الحاجة إلى أسلحة وعمليات عسكرية، من خلال الهيئات المعادية للصهيونية، بما في ذلك المنظمات العربية والأوروبية والإسرائيلية، وكل منظمة لها أدواتها الخاصة وهويتها الخاصة وحدودها، كل منها تعمل في مجال معين، إحداها في الدعاية الإعلامية، وأخرى في الالتماسات القانونية، وثالثة بالضغط في المؤسسات الدولية”.


وأضاف ماتان فيلغ رئيس حركة “إم ترتسو” في تقريره على موقع ميدا، وترجمته “عربي21” أن “اللافت أن الخلافات بين هذه المنظمات كبيرة جدًا، لكنها تتفق جميعها ضمن سقف وقف المشروع الصهيوني، ومحوه من على وجه الأرض”. 


وأكد أن “أداء هذه المنظمات الفلسطينية والعربية والدولية على الأرض لم يجبر الجهات الرسمية الإسرائيلية على التراجع عن الاستيطان في الضفة الغربية، لكنها تحوز مليارات الدولارات في البورصات العالمية، وتكسب رزقها من تشويه سمعة إسرائيل في العالم، بإلحاق الضرر بحاملي جواز سفرها”.


وأوضح أن “نظرة فاحصة على أداء هذه المنظمات تكشف عن وقف بناء عدد كبير من المستوطنات الإسرائيلية، وتأخير استثمارات ضخمة أو إلغائها، وعدم تنفيذ قرارات حكومية إسرائيلية تخص الاستيطان في الضفة الغربية بسبب الضغوط الداخلية والخارجية عليها، ولعل أكبر دليل على ذلك هو موقع الخان الأحمر الذي تسببت معارضة الفلسطينيين لإزالته بصدور مواقف دولية ضد إسرائيل”. 

وزعم أن “السنوات الأخيرة شهدت العديد من الوقائع التي تكشف عن عوامل مختلفة، لكنها فعالة للغاية، للسيطرة على أراضي الضفة الغربية دون عوائق، ودون إطلاق رصاصة واحدة، ويتضح هذا من خلال البناء الذي عزمت السلطة الفلسطينية عليه في الضفة الغربية بتمويل أوروبي في جميع أنحاء المنطقة “ج”، رغم أنف إسرائيل، ما أسفر عن إنشاء تسلسلات فلسطينية بين المدن الرئيسية في الضفة الغربية”.


وأشار إلى أن “الفلسطينيين قاموا بفرض حقائقهم على الأرض بالبناء والتطوير، دون أن يحاول أي عامل إسرائيلي على الإطلاق مواجهتها، وكشفت حركة ريغفيم أنه في عام 2018 وحده، وضع الفلسطينيون أيديهم على قرابة 80 ألف دونم من المنطقة ج”.


وأوضح أن “هناك طريقة أخرى فعالة انتهجها الفلسطينيون لوضع أيديهم على مزيد من أراضي الضفة الغربية تتمثل بزراعة ملايين الأشجار، خاصة الفاكهة والزيتون، وتصف “المجموعة العربية للدفاع عن الطبيعة” عملها بـ”المقاومة الخضراء” ضد إسرائيل، وتقوم بزراعة مئات الآلاف من الأشجار في الضفة الغربية وغور الأردن والقدس منذ عدة سنوات، تحت مشروع “مليون شجرة في فلسطين”.


وأشار إلى أن “هذه المنظمة نفسها مدعومة من المملكة الأردنية، والصناديق العاملة من الكويت، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، ومنظمات حقوق الإنسان التركية وغيرها.. صحيح أن الحكومة الأردنية لا تستطيع الادعاء أنها لا تعرف خطط المنظمة، لكن الأخيرة نفسها نشرت خطابًا رسميًا من وزير الإعلام الأردني أمجد العضايلة شكرهم فيه على العمل”.


وأكد أنه “منذ نوفمبر، تمت زراعة 154 دونمًا في منطقة الخليل، وفي منطقة سلفيت جنوب مستوطنة أريئيل تمت زراعة 500 شجرة، وزراعة 420 شجرة قرب منطقة النبي صموئيل في القدس، وزراعة 3000 شجرة في أطراف القرية المجاورة للقدس، ثلثاها في منطقة “ج”، وزُرعت 8000 شجرة فاكهة أخرى خارج ثماني قرى قرب القدس، في منطقة بيت إكسا، وكذلك زراعة مئات الأشجار الإضافية خارج قريتي بردلة وعين بيدا”.


وختم بالقول إن “أعداء إسرائيل أدركوا أنه من الممكن السيطرة على مزيد من الأراضي الخاضعة لسيطرتها بواسطة أشجار الزيتون والكاميرا، دون الحاجة بالضرورة لكل الأسلحة والضجيج، والقفزة في عمليات الزراعة المكثفة في الأشهر الأخيرة تظهر أنه تحت رعاية وباء كورونا خسرت إسرائيل عشرات الآلاف من الدونمات، ما يجعلنا نخوض معركة حاشدة، لكن ليس ميؤوسا منها”.

Exit mobile version