عام

حتى لو استمرت حماس بالسلطة.. نيويورك تايمز: كبار جنرالات جيش الاحتلال يؤيدون وقفَ الحرب بغزة

أكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، تأييدهم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حتى لو أدى ذلك إلى بقاء حماس في السلطة في الوقت الحالي، ويشرحون الأسباب.

ويعتقد جنرالات الجيش الإسرائيلي أن الهدنة ستكون أفضل وسيلة لإطلاق سراح نحو 120 إسرائيلياً ما زالوا محتجزين في غزة، وذلك وفقاً لمقابلات أجريت مع 6  مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين.

وقال تقرير الصحيفة الأمريكية إن موقف الجنرالات يوسّع الخلاف بين الجيش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يعارض التوصل إلى هدنة.

ويعتقد الجنرالات أيضاً أن قواتهم، التي تعاني من نقص المعدات اللازمة لمواصلة القتال بعد أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ عقود، تحتاج إلى وقت للتعافي قبل أن تندلع حرب أخرى ضد حزب الله في الشمال، وفقاً لمسؤولين عدة.

ووفقاً للمسؤولين، الذين تحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مسائل أمنية حساسة، فإن الهدنة مع حماس قد تسهّل أيضاً التوصل إلى اتفاق مع حزب الله، الذي ربط بين مواصلة استهدافه المناطق الشمالية في إسرائيل وبين وقف القتال في غزة.

وقالت نيويورك تايمز إن تأييد الجيش لوقف إطلاق النار يعكس تحولاً كبيراً في موقفه على مدى الأشهر الماضية، في ظل موقف نتنياهو الرافض للكشف عن خطته لليوم التالي للحرب.

ووفقاً لأربعة مسؤولين عسكريين، فإن عدد جنود الاحتياط الذين يتوجّهون إلى الخدمة أصبح أقل، “كما أصبح الضباط يشعرون بعدم الثقة في قادتهم على نحو متزايد”، وسط أزمة ثقة في القيادة العسكرية ناجمة عن الفشل في منع هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ونقلت الصحيفة عن الضباط، تأكيدهم أنّ الجيش يعاني من نقص في القذائف، وفي قطع الغيار للدبابات والجرافات العسكرية والمركبات المدرعة.

كما ذهب بعضهم إلى حدّ التأكيد، أن الدبابات في غزة، ليست محمّلة بالقدرة الكاملة من القذائف التي تحملها عادةً، حيث يحاول “الجيش” الحفاظ على مخزوناته في حالة اندلاع حرب أكبر مع حزب الله.

وحتى وقت قريب، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يزعم علناً أنه من الممكن تحقيق هدفي الحرب الرئيسيين في وقت واحد: هزيمة حماس وإنقاذ الرهائن. والآن، خلصت القيادة العليا للجيش إلى أن الهدفين غير متوافقين.

وكانت تقارير أشارت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإنشاء فرقة قتالية جديدة من المجندين والمجندات الذين بلغوا حد الإعفاء، في ظل النقص الذي يعاني منه الجيش بهدف القيام بمهام مختلفة.

وقال إيال هولاتا، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي حتى أوائل العام الماضي، والذي يتحدث بانتظام مع كبار المسؤولين العسكريين، إن “الجيش يدعم بشكل كامل صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار”.

وأضاف هولاتا: “إنهم يعتقدون أنهم قادرون على العودة والاشتباك عسكرياً مع حماس في المستقبل. ويدركون أن وقف القتال في غزة يجعل التهدئة أكثر احتمالاً في لبنان”.

ومن غير الواضح كيف عبّرت القيادة العسكرية بشكل مباشر عن آرائها لنتنياهو بشكل خاص، ولكن كانت هناك إشارات سابقة عن إحباطها في العلن، فضلاً عن إحباط رئيس الوزراء من الجنرالات.

وقد تصاعدت الخلافات بين نتنياهو وجيش الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري واعترف فيها بأن هدف إنهاء حركة حماس غير ممكن، معتبراً أن تصريحات القيادة السياسية في تل أبيب عن تدمير حركة حماس ليست إلا محاولة لـ”ذر الرماد في عيون الإسرائيليين”، على حد قوله.

ورداً على تصريحات هاغاري، قال نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه إن “تدمير حماس أحد أهداف الحرب، والجيش الإسرائيلي ملتزم بذلك”.

ويبدو أن نتنياهو يشعر بالقلق إزاء أي هدنة تبقي حماس في السلطة، لأن هذه النتيجة قد تؤدي إلى انهيار ائتلافه، حيث قال أعضاء من الائتلاف إنهم سينسحبون من التحالف إذا انتهت الحرب دون هزيمة لحماس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى