بدأت مجموعات شعبية في مناطق مختلفة من قطاع غزة بإغلاق الأسواق الشعبية بهدف وقف حالة الاحتكار وغلاء الأسعار التي يمارسها التجار بحق السكان والنازحين. انطلقت أولى الدعوات الشعبية من عائلات ونازحين في دير البلح وسط القطاع، ثم انتقلت إلى أماكن مختلفة في شمال غزة، بما في ذلك أسواق الصحابة والشيخ رضوان، ومدينة خان يونس التي يتواجد بها غالبية النازحين. تستهدف الحملات الشعبية الأسواق والتجار من أجل خفض الأسعار التي ارتفعت في بعض الأصناف إلى 1000%، مثل الخضروات والمعلبات والدقيق ومواد التنظيف.
وأكد الناطق باسم تجمع عائلات مخيم خان يونس، فرج أبو رشيد، أن الحملة انطلقت اليوم الثلاثاء من سوق المخيم، حيث تم إغلاق السوق بالكامل من عمارة جاسر حتى عيادة الوكالة غرب المخيم. وفي حديثه لـ”فلسطين أون لاين”، قال أبو رشيد: “هناك استجابة عالية جدًا من قبل أصحاب البسطات والمحلات التجارية في مخيم خان يونس، وجميعهم أكدوا أنهم ضد الغلاء وحملوا كبار التجار مسؤولية الاحتكار وارتفاع الأسعار”.
وأوضح أبو رشيد أن حملتهم تستهدف جشع التجار واستغلالهم للمواطنين والنازحين في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر. وأشار إلى أن تجمع أهالي مخيم خان يونس سيقوم بخطوات تصعيدية أخرى خلال الأيام القادمة إذا لم يتراجع التجار عن رفع الأسعار واستغلال الناس.
وأكد خالد أبو السعيد، أحد القائمين على حملة إغلاق سوق مخيم خان يونس، أن عددًا من سكان المخيم والنازحين أغلقوا السوق اليوم بشكل كامل بهدف الضغط على التجار لتخفيض الأسعار. وأوضح أبو السعيد في حديثه لـ”فلسطين أون لاين” أن الحملة لا تستهدف صغار التجار في الأسواق، ولن يتم الاعتداء على أحد أو مصادرة بضائع الناس، ولكن الهدف هو لفت الانتباه إلى أن الناس لن تبقى صامتة أمام حالة الاحتكار والجوع.
وشدد على أن الكثير من أهالي مخيم خان يونس يدعمون فكرة إغلاق السوق بشكل كامل من أجل الضغط على التجار لخفض الأسعار ووقف الاحتكار للعديد من البضائع، خاصة المواد الغذائية والمجمدات. وعبر موقع “فيسبوك”، أطلقت مجموعة “حراك ضد التجار والمحتكرين في محافظتي غزة والشمال” دعوة لعدم الذهاب للأسواق اليوم الثلاثاء، لمواجهة غلاء الأسعار.
وأكد الناشط أحمد سالم أن الحملة ستستمر لمدة ثلاثة أيام في أسواق شمال القطاع، من خلال دعوة الناس وتحريضهم على عدم الشراء من التجار بأسعار عالية، لأن ذلك يمثل استنزافًا لأموالهم. وقال سالم في حديثه لـ”فلسطين أون لاين”: “لن نستخدم العنف ضد صغار التجار وأصحاب البسطات، وسندعوهم بشكل سلمي إلى خفض الأسعار والرضوخ لمطالب الناس الذين يعانون من مجاعة حقيقية بسبب عدم قدرتهم على الشراء بأسعار مرتفعة”.
وأوضح أن هناك استجابة مبكرة من المواطنين حول الحملة التي تم الإعلان عنها في موقع “فيسبوك”، وهو ما يشجع القائمين عليها على الاستمرار في هذه الجهود والانتقال إلى أماكن أخرى داخل مدينة غزة والشمال. وأشار إلى أن الأسعار الموجودة في السوق جنونية وغير طبيعية، خاصة المعلبات، حيث وصل سعر علبة الفول إلى 20 شيقل، في حين أنها تُوزع بالمساعدات، بينما بلغ سعر كيلو الخضروات من أصناف مختلفة 400 شيقل.